«مؤمن الجعبرى»: بالتأكيد حدث اختراق أدى إلى استشهاد والدى.. ولم يكن يطلعنا على تفاصيل عمله الجهادى
قالوا عنه إنه مهندس عمليات حماس العسكرية، ووصفوه بأنه العقل المدبر للمقاومة الذى طالما أرادت إسرائيل تصفيته، وقد تمكنت من ذلك بالفعل بعد أن أرسلت إليه خصيصاً طائرة لاغتياله، «أحمد سعيد الجعبرى»، القائد العام لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكرى لحركة المقاومة الإسلامية «حماس».
«الوطن» وصلت إلى منزل «القائد الشهيد»، وسط غارات جوية إسرائيلية متقطعة، فى الطريق تعلو أصوات ألحان وأناشيد المقاومة لتخترق أصوات طائرات إف 16 التى تجوب، أطفال ينتشرون فى كل مكان يضحكون ويلعبونً.
مدخل منزل «الجعبرى» بحى الشجاعية وسط غزة، ملىء باللافتات والعبارات المكتوبة على الجدران «نحتسبه عند الله شهيداً»، كتبتها مختلف الفصائل الفلسطينية وحركة الإخوان المسلمين، ترك وراءه أسرة مكونة من زوجتين، و11 ابناً أغلبهم أطفال، وعلى مدخل العزاء وقف «معاذ» و«مؤمن» ابناه البالغان، لاستقبال المعزين، وكان لنا معهما هذا الحوار:
■ كيف كان التواصل بينكم كأسرة وبين والدكم قائد كتائب القسام؟
- كنا نتواصل معه بحسب الظروف، وكنا فى أوقات كثيرة لا نراه بحكم عمله ونشاطه، فقد وهب حياته بالكامل للجهاد فى سبيل الله.
■ كيف كان حادث استشهاده؟
- كان ينتقل من مكان لآخر، وكانت فيه معلومات مؤكدة عن استهدافه داخل السيارة قبل الحادث بوقت ضئيل جداً.
■ هل كانت تحركاته مكشوفة.. وهل من الممكن أن يكون حدث تسريب أدى إلى نجاح عملية استهدافه؟
- كان يتحرك فى سرية تامة، ولم يكن أحد ولا هو شخصياً يتوقع استهدافه فى هذا التوقيت والمكان، وكنت موجوداً بجواره قبل سقوط القذيفة بعشر دقائق تقريباً، وقال لى أن أركب معه السيارة، لكن بعد سماع صوت الطيران الحربى اضطر لتغيير الخطة فجأة.
■ لماذا لم يتوقع أحد استهداف قائد بهذا الحجم، فى ظل أن الجميع كان يعلم أن الهدنة الأخيرة مع الإسرائيليين هشة ولن تستمر؟
- قبل استشهاده بفترة قصيرة كان الحديث يدور حول التهدئة، ولم يكن يتوقع استهدافه فى هذا التوقيت، لذلك لم يتخذ إجراءات مشددة لتأمينه أثناء التحركات.
■ هل كان يخشى استهدافك أنت أيضاً معه لذلك قام بتغيير السيارة عندما شعر بالخطر؟
- قبل دقائق من استهدافه تلقى اتصالات من عدة أشخاص طلبوا منه تغيير موقعه أو مكانه، اتباعاً للإجراءات الأمنية، وغير خططه، وبالتأكيد حدث اختراق ورصد للمكالمات.
■ هل تتبعون أنتم أيضاً كأبناء «الجعبرى» خطة أمنية لتأمين تحركاتكم؟
- بالتأكيد نقوم بذلك، وكلما زاد الوضع خطورة كانت الإجراءات أشد.
■ هل كنت تتركون منزلكم كأسرة فى أوقات الغارات الجوية مثلاً؟
- نعم، أحياناً نغادر المنزل فجأة تحسباً لاستهدافه ونحن بداخله خاصة وقت سماع أصوات الطيران الحربى.
■ صف لنا والدك كما تراه أنت؟
- كان رجلاً عظيماً، وهب حياته للأعمال الجهادية ضد العدو الصهيونى.
■ هل كان يريد والدك إلحاق أبنائه بكتائب القسام؟
نحن جميعاً مؤيدون للعمل الجهادى، والمقاومة ضد إسرائيل، ولسنا مجاهدين فى صفوف المقاومة بسبب السن.
■ نعلم جميعاً أن الجعبرى هو من أسهم فى إتمام صفقة تبادل الأسير الإسرائيلى «جلعاد شاليط».. هل كان يحكى لكم عن ذلك فى المنزل؟
- لم يكن يقول لنا شيئاً، لكن كنا نشعر بأنه يقوم بدور بارز، شعرنا بذلك من خلال سفره المتكرر للقاهرة، لكنه لم يقل لنا شيئاً بشكل صريح.