"البحث عن رغيف" بالإسكندرية.. المئات تحت نار الشمس و"العيب في النظام"
"البحث عن رغيف" بالإسكندرية.. المئات تحت نار الشمس و"العيب في النظام"
البحث عن رغيف بالإسكندرية، رحلة تتطلب الكثير من الجهد، الذي لا يقل عن مجهود العلاج بالمستشفيات الحكومية، أو انتظار الإعانات، فبداية من الساعة التاسعة صباحًا وحتى الساعة الثانية ظهرًا، يقف المئات من المواطنين أمام نوافذ مختلفة، كل الهدف منها الحصول على البطاقة الذكية لصرف الخبز المدعم.
يومًا كاملًا عاشته "الوطن" مع مئات المواطنين أغلبهم من كبار السن، والذين تبدأ رحلتهم للبحث عن الرغيف في الوقوف أمام 4 نوافذ مقسمين إلى "إضافة المواليد على البطاقة الذكية، وتنشيط البطاقة الذكية، وإزالة المتوفين"، وذلك تحت أشعة الشمس الحارقة على أحد الأرصفة المجاورة لمقر حي غرب الإسكندرية.
أصوات عالية من كبار السن، تهتف إلى الموظفين حتى يسمعهم أحد، محاولين إنقاذ أنفسهم من جحيم الشمس الحارقة، وبعد النجاح في الوصول إلى الموظف، تبدأ معاناة أخرى عندما يطلب الموظف الانتظار حتى الساعة الثانية ظهرًا لتسليم البطاقات، مئات المواطنين الذين ينتظرون البطاقات، منهم الذي يقطع الإسكندرية من أقصى شرقها إلى غربها، لانتظار تنشيط البطاقة، والإجابة دائمًا تأتي في الثانية ظهرًا: "فوت علينا بكره".
الحاجة نعمة إبراهيم، أحد المواطنات القاطنات بمنطقة سيدي بشر شرق الإسكندرية، قالت: "دي رابع مرة أجي من سيدي بشر، رغم أن سني مبقاش قد المشاوير الكبيرة دي، بس هأكل أحفادي اليتامى إزاي، كل ما أروح الفرن يقولي البطاقة مش شغالة"، أما الحاج عبدالله مسعود، أحد المواطنين القاطنين بمنطقة غيط العنب، يشتكي كثيرًا من الحرارة، "المكان ده هيموتنا حر وتعب ووقفة بالساعات على رجلنا، كل ده عشان عايزين عيش".
عبدالله، صاحب الثمانين عامًا، يقول أن أغلب المواطنين المنتظرين أمام مكتب البطاقات الذكية من كبار السن، وهو غير راض عن المعاملة من المكتب، "بيتعاملوا معانا من ورا أسوار حديدية، وكأننا في سجن"، فيما هاجمت سعاد محمد، المشروع، واصفة إياه بـ"الفاشل"، قائلة: "كل شهر على الحال ده، يومين تشتغل وعشرة توقف، وكل شوية نروح عشان ننشط البطاقة، نقف بالخمس ساعات وفي الآخر نرجع تاني، وكل مرة أجي بأولادي في الشمس، هما يلعبوا وأنا أفضل مستنية على الرصيف، لحد ما أخد البطاقة، عشان ألحق أروح أجيب العيش وأعمل لجوزي الأكل".
علي رضا، أحد أصحاب المخابز بالإسكندرية، يقول إنه يوميًا يرفض العشرات من البطاقات الذكية، لتوقفها عن العمل، مشيرًا إلى أن البطاقات الذكية بالإسكندرية بها أزمة كبيرة، فيما قال مبارك عبدالرحمن، وكيل وزارة التموين بالإسكندرية، إن الدكتور خالد حنفي، وزير التموين، أمر بتخفيف المعاناة على المواطنين، وأن المديرية تبحث عن أماكن بكل منطقة لفتح مكاتب لخدمة المواطنين.
وأضاف "عبدالرحمن"، في تصريحات لـ"الوطن"، أن المديرية حاولت التخفيف على المواطنين عن طريق تظليل الأرصفة، وتحسين المعاملة مع المواطنين، مشيرًا إلى أن العشرات من البطاقات الذكية تتوقف عن العمل، وذلك يعود إلى عيب في النظام الخاص بشركة "إيفيت"، المنوطة بإصدار البطاقات الذكية، مؤكدًا أنه يتم عقد اجتماعات دورية مع إدارة شركة "إيفيت"، وذلك لتحسين النظام الخاص بالبطاقات الذكية.