مخرجة تسعى لإنتاج أفلامها على نفقة المشاهدين.. «الفن بيقولك اتصرف»
مخرجة تسعى لإنتاج أفلامها على نفقة المشاهدين.. «الفن بيقولك اتصرف»
مروى زين
تكسر الفتيات «التابوهات» إذا وقف أمام حلمهن عائق، يبحثن عن الطرق البديلة طوال الوقت حتى لا يشغل الفشل حيزاً فى مشوارهن أياً كان طريقهن.. وفى المسار الفنى، كمعظم فتيات جيلها من مخرجات الأفلام القديمة، واجهت مشاكل عدم وجود إنتاج من الجهات الحكومية وقطاع الإنتاج والمركز القومى للسينما، وكان «الإحباط» بطل المشهد.
اختلفت «مروى زين» فى بداية مشوارها بتركها لدراسة الهندسة الكيميائية فى جامعة القاهرة بعد 3 سنوات لتلتحق بالمعهد العالى للسينما، وتخرجت فى المعهد العالى للسينما 2009 بتقدير امتياز تحت إشراف على بدرخان، وعادت لتختلف عن مثيلاتها بالتفكير بشكل مختلف وعملى، وكسرت «تابوه» حصر إنتاج الأفلام القصيرة على الجهات المنوطة بذلك، وعزمت على إشراك البطل الأول فى إنجاح أعمالها، وهو «الجمهور»، وأشركته فيما تفعله، وأعلنت عن إنتاج فيلمها القصير «أسبوع ويومين» من خلال «التبرعات».
خطرت للمخرجة الشابة فكرة إنتاج فيملها عن طريق التبرعات من خلال «مواقع الإنترنت» المعروفة باسم «التمويل الحشدى/ الجمعى/ التعاونى»، وهى فكرة أمريكية موجودة من حوالى 8 سنوات، عرفتها «مروى» منذ 3 سنوات أثناء وجودها ذات مرة فى جنوب أفريقيا، وهى مواقع ذات ثقة عالمية تعرض فكرة المادة المقرر إنتاجها، وفيديو ترويجياً للفيلم، والقيمة المالية التى يحتاجها، وتتيح التبرع المادى عبر الإنترنت للوصول لأكبر عدد ممكن من الناس ومن مختلف الدول، وللشفافية مع المتبرعين تكشف عن اسم المتبرع والقيمة المادية عبر الموقع فى اللحظة التى يصل فيها التحويل.
تركت الهندسة للالتحاق بمعهد السينما ودشنت صفحة إلكترونية لتسجيل أسماء المتبرعين
دشنت «مروى» وفريق عملها، الذى تحتل السيدات نصفه، صفحة على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» وطرحوا القيمة المالية التى يحتاجها الفيلم وقبولهم للتبرعات، مقابل كتابة أسماء المتبرعين فى «تتر» الفيلم، إلى جانب إعطائهم هدايا لها علاقة بالفيلم، وأتاحوا للجمهور فرصة للتبرعات العينية، بعدما وجدت مَن يتبرع لهم بشقة للتصوير، والتى تتمثل فى إكسسوار يساعد طاقم العمل فى الديكور كأثاث منزلى شبابى. وطالبت الجمهور عبر صفحة الفيلم بمجموعة من الاحتياجات تتمثل فى «شقة واسعة، منورة، شبابيك كبيرة، شبابية، عفش قليل جداً، بلكونة واسعة، حمام واسع، مطبخ، صالة واسعة، طرقة، حمام سباحة، وشقة متوسطة أخرى».
نجحت فكرة «مروى» حتى الآن فى جمع 520 دولاراً فى 9 أيام، جمعت 420 دولاراً منها من خلال موقع التمويل الحشدى المشتركة معه (indiegogo) الذى يعد الأكبر فى هذا المجال، والـ100 المتبقية من خارج الموقع من خلال جمهور يسعى لتشجيع الشباب ورؤية فن هادف، حيث رأت أشخاصاً لا يستطيعون الدفع من خلال الإنترنت ما دفع فريق العمل لوضع «حصالة» لجمع التبرعات المالية، فيما يحتاج الفيلم 6000 دولار لإنتاجه، أى ما يعادل 40 ألف جنيه.
أخرجت الفتاة السودانية، المقيمة بالقاهرة منذ الصغر، العديد من الأفلام الوثائقية لصالح مؤسسة المورد الثقافى 2012 / 2014، وبدأت العمل كمساعد مخرج منذ عام 2007، وإلى الآن مع عدد من أهم المخرجين مثل (داود عبدالسيد، هالة خليل، خيرى بشارة، شادى الفخرانى، عمرو عرفة، شريف صبرى)، وعملت مع بعض المخرجين الأجانب فى أفلامهم الطويلة فى القاهرة كما أخرجت الحملة الوثائقية «ثقافة لكل المصريين» من أجل سياسات ثقافية فى مصر 2014/ 2015.
عملت المخرجة الشابة كمراسل ومخرج قصص إخبارية عن جنوب السودان خلال الانفصال 2011 بهدف العمل على البحث وإعداد السيناريو لفيلمها الطويل الأول (نينا وريبيكا)، وهى الآن فى مرحلة المونتاج لفيلم (هدف فى الخرطوم) وهو وثائقى قصير عن 4 فتيات فى الخرطوم تتقاطع أحلامهن معاً، ومنذ تخرجها عام 2009 فى المعهد العالى للسينما بتقدير امتياز يتم اختيارها فى عدد من أهم الورش السينمائية فى العالم، وحصل فيلمها القصير «لعبة» على العديد من الجوائز الدولية والمحلية كأحسن فيلم قصير عام 2010.