بالفيديو| "محسن وعبدالرحمن" في عزبة العسال.. عجز كلي بطعم "الموت"
بالفيديو| "محسن وعبدالرحمن" في عزبة العسال.. عجز كلي بطعم "الموت"
"محسن وعبدالرحمن" في عزبة العسال.. عجز كلي بطعم "الموت"
عربة خشبية مطلية بالألوان الأحمر والأبيض، مركونة داخل محل صغير بجانبه مدخل منزل أسرة بسيطة داخل منطقة عزبة العسال بمنطقة شبرا، بفناء ضيق لا يستطيع أن يمر منه شخصين مرة واحدة، في نهايته حائط متكئ عليه باب مستهلك يبدو أنه كان لغرفة ما، وعلى اليمين سلم مبني من الطوب بدرجات خشبية متآكلة، تتلاشى مع الوقت، لينتهي السلم عند طرقة صغيرة بها غرفة نوم ودورة مياه، وبعض الأغراض المنزلية والآثاث القديم.
الغرفة التي تتكون من سريرين وخزانة ملابس وتليفزيون بدون مطبخ، يسكنها أسرة مكونة من أب وثلاثة أبناء، منهم طفلين مصابين بالشلل، تراعيهم أختهم بدور سيد محمد، 21 عامًا، تركت حياتها ودراستها لترعاهم في كل أمور حياتهم، وتناست حلم الفستان الأبيض، الذي تحلم به كل الفتيات، لتجلس بجوارهم بعد وفاة والدتها، مستسلمة للقدر والظروف الصعبة التي أصابت أشقائها.
لم يستطيع أيًا من الطفلين النزول للشارع منذ ولادتهم لأنهم خُلقوا بضمور في العضلات أدى إلى عجز كلي، إضافة إلى أن المنزل غير صالح للاستخدام الآدمي، دخل تلك الأسرة كان ألف جنيه مكسب الأب من محل لم يعمل فيه الآن، وليس لديهم معاش أو أي بدلات، لذلك يطلبون من الناس، وعلى حد قول الابنة: "اللي بيبعته ربنا بنقبل بيه"، إضافة إلى توقفهم عن شراء علاج الطفلين لأنه "غالي".
لم يستطع الأب أن يتحدث معنا وكلف ابنته بتلك المهمة، أخذًا ركنًا من أركان سطح المنزل، جالسًا على مقعد خشبي قديم، باكيًا على ما وصل إليه من عجز نفسي للإنفاق على تلك الأسرة الصغيرة، بينما تمنت بدور سيد محمد أن تمنحهم الدولة شقة صغيرة ومعاش معقول، ودخل ثابت للطفلين للعلاج عليهم، لم تطلب أن تستكمل تعليمها أو حتى تعليم شقيقها، قائلة: "لو أتعلموا هيعملوا إيه بالتعليم؟".
أما عن الطفلين، فـ"محسن" عمره 9 سنوات، ابتسم ورفض أن يتحدث أو يقول "ماذا يتمنى؟"، والآخر عبدالرحمن سيد محمد، 16 سنة، غلبت دموعه على انفعالات وجهه، وابتسم أبتسامة رضا، قائلًا: "نفسي في بيت نضيف وعلاج.. بس".