BBC: دعوة "السبسي" لمنع الحجاب بين الأطفال تثير جدلا واسعا
لماذا دعا السبسي لمنع الحجاب بين الأطفال؟
السبسي
قالت هيئة الإذاعة البريطانية BBC، إن دعوة الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، إلى منع ارتداء الحجاب في دور الأطفال والمدارس الابتدائية، أثارت جدلاً واسعًا ما بين مؤيد ومعارض لها.
وأبرزت الهيئة، في تقريرها، اليوم، قول "السبسي" في الاحتفال بعيد المرأة، إنه لم يعد مقبولًا في مجتمع كان له السبق في تعليم البنات أن ترتدي بنت الأربع سنوات أو التي لا تزال في المدرسة الابتدائية حجابًا على رأسها.
وأكد "السبسي"، في دعوته أن هذا الأمر مناف لحقوق الطفل و لأبسط قواعد التربية العصرية، وعلى الدوائر المسؤولة مقاومته بتطبيق القانون.
وعلّق على الدعوة، الشيخ فريد الباجي، رئيس جمعية دار الحديث الزيتونية، عبر صفحته على "فيسبوك"، بقوله "إن الفتاة المسلمة إذا حاضت ولو كان عمرها 11 سنة وتدرس في الابتدائي يجب عليها شرعًا أن تغطي رأسها وجميع بدنها إلا الوجه والكفين".
وأضاف "الباجي"، أن كل من سيحاول منع ذلك سيؤدي إلى فتنة في المجتمع وفوضى تضعف من مكافحة الإرهاب.
من جانبها، ردت الأستاذة الجامعية رجاء بن سلامة، عبر صفحتها على "فيسبوك"، تعليقًا على الشيخ "الباجي"، قائلة "متى سيترك رجال الدين أجسادنا وأجساد بناتنا لحالها؟ الفقيه المالكي، المعتدل، أي فقيه تقليدي، سيقول إن الشرع يفرض ارتداء الحجاب حتى على الفتيات الصغيرات، إذا بلغن سن الحيض".
وأشارت إلى أن هذا "يدل على أن الحل ليس في الإسلام المالكي المعتدل"، بل في الخروج أصلًا من منظومة الفقه القديمة.
وأضافت بن سلامة: "اتركونا لحالنا لا تسقطوا نظراتكم الشهوانية على طفلاتنا، غضوا أبصاركم عنا ، انظروا إلى السماء بدل التحديق فينا".
ومن ناحيتها، قالت الأستاذة الجامعية والناشطة الحقوقية، ألفة يوسف في حديث لبرنامج "نقطة حوار"، إن دعوة السبسي تأتي بعد انتشار ظاهرة ارتداء الحجاب لبنات لم تتجاوز أعمارهن السنتين، وهو ما يعد من وجهة نظرها تعديًا على الحرمة الجسدية لهن.
وأضافت أن ارتداء الطفلة الصغيرة للحجاب لن يكون اقتناعًا منها بل فرضًا من أسرتها وسيكون في نفس الوقت بمثابة تحميل لجسدها فوق طاقته.
يذكر أن السلطات كانت تحظر ارتداء الحجاب داخل المؤسسات التعليمية قبل الثورة التونسية التي اندلعت قبل حوالي 5 سنوات، إلا أن الحجاب وحتى النقاب انتشرا في تلك المؤسسات مع سقوط النظام السابق.