تهشم زجاج مبنى السفارة المصرية فى غزة.. والحكومة المقالة تطالب بعودة التمثيل الدبلوماسى
كان باب مقر السفارة المصرية فى غزة مفتوحا عقب سقوط قذيفة على أرض خالية بشارع الثورة بوسط غزة، خرج حراس المبنى المهجور منذ عام 2007 سريعا لاستطلاع الأمر، رفض طاقم الحراسة الأربعة التابعين لقوى الأمن فى حكومة حماس دخولنا مقر السفارة بحجة أنه منطقة مغلقة وغير مسموح بدخولها، أفراد الأمن أكدوا لنا أن زجاج الجانب الغربى من المبنى تهشم تماما وأن بعض جوانب المبنى أصيبت بأضرار طفيفة لكنهم لا يستطيعون دخول المبنى من الداخل خاصة أنه يمثل سفارة أجنبية لا يمكن دخولها، وقد شددت حركة حماس من إجراءاتها الأمنية على مبنى القنصلية المصرية عقب عدة محاولات لتفجيره كان آخرها منذ حوالى 3 سنوات اعتراضا على الحصار المفروض على غزة، ومن وقتها وضعت أجهزة الأمن الفلسطينة كاميرات مراقبة على طول سور المبنى كما وضعت قوة أمنية بداخل حديقة المبنى التى جف معظم أشجارها وذبلت الزهور بها وتحولت إلى أعواد من الحطب الجاف.[Quote_1]
بدا المبنى الذى يحمل رقم 58 بشارع الثورة فى حى الرمال بوسط غزة والمكون من طابقين بلونه الأبيض وزجاجه المعتم وكأنه فى انتظار ضيف جديد آت إليه بعدما غادرته البعثة الدبلوماسية المصرية عقب استيلاء حماس على السلطة فى غزة فى صيف 2007.
فى الشارع الغزى تعالت المطالبات بإعادة القنصل المصرى إلى القطاع مرة أخرى، وهى نفس المطالبات التى تحدث عنها قادة وسياسيون بحركة حماس وبالحكومة المقالة فى حماس، وكشف الدكتور يوسف رزقة المستشار السياسى لرئيس الحكومة الفلسطينية فى تصريح خاص لـ«الوطن»، أن رئيس الحكومة الفلسطينية إسماعيل هنية سبق أن تقدم بأكثر من طلب إلى الحكومة المصرية لإعادة البعثة الدبلوماسية المصرية إلى غزة، وأضاف أن هنية عرض الأمر على رئيس المخابرات المصرية فى لقاءات سابقة بينهم أكثر من مرة، و أضاف أن هنية طالب بعودة نفس الطاقم الذى كان موجودا من قبل من أجل إعادة العلاقات بين الحكومتين بشكل طبيعى، كاشفا أن هنية عرض على المخابرات المصرية أن يتم ذلك بطريقة لا تنتقص من وجود السفارة المصرية فى رام الله ولا تتعارض معه، إلا أن المخابرات المصرية لم ترد بشكل واضح على الطلب الفلسطينى الذى تقدمنا به أكثر من مرة، وأضاف: لقد سبق أن تقدمنا بطلب مماثل لحكومة الرئيس السابق مبارك لكنه كان يعتقد أن تلك الخطوة تعد اعترافا رسميا بحكومة حماس وكان يرفضها رفضا قاطعا لكننا نعتقد أن الأمور الآن تسير بشكل مختلف.[Quote_2]
وأضاف: «لقد جرت الآن مياه كثيرة فى ملف العلاقات بين الحكومة المصرية وحكومة حماس خاصة بعدما تولى الرئيس محمد مرسى الرئاسة وقد أصبح أمر إعادة المكتب الدبلوماسى المصرى إلى غزة طبيعيا ومطلبا عاما».
وقال الدكتور يوسف رزقة، المستشار السياسى لرئيس الحكومة الفلسطينية، إن الأمر تجاوز كونه مطلبا للنخبة السياسية إلى كونه أمرا طبيعيا وذا ضرورة ملحة لحل الكثير من الملفات العالقة بين الجانبين ومنها على سبيل المثال الملف الأمنى الذى يشهد تعاونا كبيرا.
وكشف رزقة عن وجود لجنة اتصال أمنى تتولى المتابعة والاتصال بشكل منتظم خاصة فيما يتعلق بملف الحالة الأمنية فى سيناء.
وكشف أن مصر سبق أن تقدمت بعدة طلبات فى ذلك الملف وهو ملف يحظى بمتابعة وتعاون كبيرين بين الجانبين. وعاد رزقة ليؤكد: «إننا فى غزة ما زلنا فى انتظار عودة البعثة الدبلوماسية المصرية ونتمنى أن يتم ذلك قريبا».[Quote_3]
فى العقار رقم 58 بشارع الثورة بوسط غزة يقع مقر البعثة الدبلوماسية المصرية، والمبنى المغلق منذ سنوات يقع على مساحة نحو 400 متر مربع ويتكون من طابقين مطليين باللون الأبيض وهو مؤجر من جمعية معهد الأمل للأيتام بإيجار سنوى يصل إلى 50 ألف دولار، وقد اختارت الخارجية المصرية أن تؤجر المبنى من الجمعية التى أنشأتها الحكومة المصرية عام 1949 لإيواء الأيتام الذين فقدوا آباءهم عقب نكبة 1948، وقتها بدأت الجمعية فى تجميع ورعاية الأيتام فى مخيم إيواء ثم بنيت مساكن بسيطة وظلت الجمعية تحت الرعاية المصرية وبمجلس إدارة مصرى حتى نكسة عام 1967.