"محمد".. يتقن 17 لغة وعمل ضمن فريق الترجمة بمشروع قناة السويس الجديدة
"محمد".. يتقن 17 لغة وعمل ضمن فريق الترجمة بمشروع قناة السويس الجديدة
محمد سليم
لم يتخيل الوالد الذي رغب في تعليمه لغة جديدة ينتفع بها، أن يتقن نجله ابن مدينة الإسماعيلية، 17 لغة قبل أن يكمل 25 عامًا، ويُصبح مُعلمًا ومترجمًا، ويشارك مؤخرًا في فريق الترجمة بمشروع قناة السويس الجديدة.
محمد سليم، الحاصل على بكالوريوس اللغات والترجمة في الجامعة الأمريكية، بدأت حكايته مع تعلم اللغات، منذ كان عمره 5 سنوات.
يقول "سليم" لـ"الوطن"، "بدأت وأنا كان عندي 5 سنين، في البداية كانت رغبة والدي في تعلّم اللغات من خلال التعامل مع الأجانب والحديث معهم يوميًا، لعمله مع الأجانب في أمريكا، وبدأ يلاحظ حبي للغات، وبدأ في إحضار المعلمين أجانب لي ودائمًا كان يحفزني للسفر إلى الدولة التي أتعلم لغتها أو الدراسة هناك".
ويضيف أنه بدأ بتعلم اللغة الإنجليزية بالمحاكاة والممارسة اليومية حينما سافر إلى أمريكا مع والده نظرًا لظروف عمله، لذلك يعتبر أن اتقانه للغة الإنجليزية جاءت كلغة مكتسبة، وما بين الـ7 - 13 عامًا بدأت جولاته في اكتساب اللغات الأجنبية من خلال رحلاته إلى أمريكا والدول الأوربية.
"في أمريكا تعلمت اللغة الإنجليزية والإسبانية، واتجهت بعد ذلك إلى فرنسا وهناك تعلمت اللغة الفرنسية والإيطالية، وبعد ذلك بدأت في تعلم اللغات الألمانية والسويدية والفارسية"، يقول "محمد"، ويكمل "منذ 4 سنوات استكملت رحلاتي مع اكتساب اللغات وكانت هذه الجولة مع اللغات الآسيوية وسافرت إلى إندونيسيا وماليزيا".
"تعلم لغة عدوك تأمن شره"، هذه الحكمة هي ما دفعت "محمد"، لتعلم اللغة العبرية، لأنه يرى أنها لغة كتب بها مؤلفات كثيرة بالإضافة إلى إنها لغة العدو.
المحاكاة والممارسة هي الطريقة التي يعتمد بها "محمد"، لاكتساب لغة جديدة أكثر من اعتماده على دراسة اللغة، ويقول "أول حاجة ببدأها مع اللغة حتى لو مش فاهمها هي الكلمات التي تكرر كثيرًا.. كنت ببدأ في التدريب على نطقها واستخدامها حتى لو في جمل بسيطة، ثم تأتي مرحلة القراءة والكتابة".
من 6 أشهر إلى عام، يتقن "محمد" اللغة الجديدة، ويضيف أن "أسهل لغة تعلمها هي اللغة الإندونيسية، لكن اللغة السويدية كانت اللغة الأصعب في تعلمها، وحاليًا يتعلم اللغة الروسية".
"ومع كثرة اللغات التي أتقنها وقعت كثيرًا في فخ الخلط بين ما تعلمته، لكن المحاكاة والممارسة اليومية في سفري ساعدتني كثيرًا في تجنب هذا الخطأ، إلى أن تحولت معلمًا لتلك اللغات"، يقول "محمد"، ويضيف: "أنا حاليًا بدأت بمركز لتعليم اللغات الإنجليزية والألمانية ومعي شركاء من ألمانيا والنمسا"، بالإضافة إلى تعليمه للكثير من اللغات الأخرى مثل الإسبانية والعبرية والفرنسية والسويدية.
إلى جانب عمله كمعلم، إلا أن "محمد"، له بعض الأعمال المترجمة مثل ترجمته في مشروع قناة السويس الجديدة للضيوف الذين يتحدثون الألمانية والإسبانية، وقانون العمل الإماراتي، وترجمة شرح الأربعين النووية للغة الألمانية.
يرى "محمد"، أن مصر تعاني عدم الاهتمام باللغات وخصوصًا في تعليم الأطفال، بالإضافة إلى عدم تقدير القسم الخاص بالمترجمين وتعليم اللغات شبة المختفية، وينصح بإلقاء الاهتمام للغات والترجمة من خلال التدريب وإرسال المترجمين لحضور دورات في الخارج ومن هنا يبدأ التطوير في نظام الترجمة في مصر.
ويضيف أن دافع الإنسان لتعلم اللغة هو أكثر شيء يحتاجه لاستيعاب اللغات، "الشخص لازم يكون عنده دافع في تعلم اللغة لأن دا هيأثر على سرعة الاستيعاب".