طالبة الـ"صفر%".. بين خذلان الدولة لها وأمل مبادرة محمد صبحي
طالبة الـ"صفر%".. خذلتها الدولة وأعاد لها الأمل محمد صبحي
أرشيفية
"كلية الطب" حلم راودها منذ بداية طفولتها، فأعدت له ما استطاعت من وقت وجهد ومشقة وعناء لتستحق لقب طبيبة، ومع بداية ظهور نتيجة الثانوية العامة استعدت "مريم" لتحقيق حلمها لتجده مجرد حطام وسراب عاشت فيه لمدة ثلاث سنوات من عمرها لتستيقظ على كابوس يقضي على كافة أحلامها وطموحاتها.
"الصفر%" كانت الصاعقة الكبرى التي نزلت بمريم لتقضي على حلمها الأوحد وتبني سدود شاهقة أمام لقب "طبيبة"، حيث كانت هذه نتيجة الثانوية العامة لواحدة تشتهر وتتميز بأنها الأكثر كفاءة بين أبناء قريتها، المسؤولين يتنصلون والطب الشرعي يقر بأن الإجابة بخط يدها وكل مفاصل الدولة بمسؤوليها يغلقون أبوابهم في وجهها؛ ليأتي الفنان محمد صبحي ببادرة أمل جديدة تصل لها بمثابة شعاع نور يشق حواجز العتمة والظلام الواقفة في طريقها.
كعادته في أن يكون آخر الرجال المحترمين، أبدى الفنان محمد صبحي تعاطفه مع قضية الطالبة "مريم ملاك زكي" الحاصلة على صفر% في الثانوية العامة، وأكد خلال مداخلة هاتفية لبرنامج "هنا العاصمة"، على فضائية "سي بي سي"، مع الإعلامية لميس الحديدي، عن استعداده لتحمل نفقة تعليمها في الخارج.
شكر وعرفان وامتنان، رسالة وجهتها الطالبة "مريم"، الحاصلة على صفر% في الثانوية العامة، للفنان محمد صبحي على مساندته لها وتعاطفه معها ومبادرته بالإعلان عن استعداده للتكفل بمصاريف تعليمها خارج مصر على نفقته الخاصة.
رحلة بحث عن حق مسلوب مازالت مريم تصر على مواصلتها لآخر لحظة داخل بلادها التي خذلتها وكأنها تأبى أن تكون لها موطنا وملاذا، بنبرات تتأرجح ما بين الأمل وفقدانه أكدت "مريم" أن محمد صبحي هو أملها الوحيد حال أغلقت كل الأبواب في وجهها.
وعن دولة تتنصل من واجباتها ومسؤولياتها تجاه مواطنيها روت "مريم" لـ"الوطن"، أنه لم يتم التواصل معها من قبل وزارة التربية والتعليم ولا أي جهات مسؤولة أخرى في الدولة منذ بداية أزمتها، لافتة إلى أن كل من يدعمونها ويساندونها هم فقط أبناء قريتها الذين يثقون أنها إحدى المتفوقات بالقرية.
وجدت "مريم" في الرئيس السيسي ملاذها الأخير فناشدته أن يتدخل بنفسه في حل مشكلتها وإعطائها حقها كما فعل مع غير من المواطنين البسطاء والمستضعفين.
"مبادرة صبحي بادرة أمل دخلت منزل مريم"، هكذا علق الدكتور مينا ملاك ذكري، شقيق الطالبة مريم، موجها الشكر للفنان محمد صبحي على تعاطفه الشديد معهم، ومبادرته لحل أزمة شقيقته، لكن مريم مازالت لديها أمل وعشم في بلدها أن تنصفها وتعطيها حقها لذا سيتركون هذه المبادرة كآخر قشة يتعلقون بها.
"مريم متعشمة في بلدها خير تديها حقها وإلا هتفقد حبها لمصر لأنها اتظلمت ظلمت واضح"، هكذا روى مينا الحالة المأساوية والمتخبطة التي تعيشها مريم مابين أمل يتخلله بعض لحظات اليأس.
وعن مدى ترحيبهم بمبادرة الفنان محمد صبحي، أكد شقيق مريم، أن جميع الموضوعات مطروحة للتداول لديهم في الأسرة، ولكن خطواتهم التالية ستتضمن تقديم طلب للنائب العام، بإعادة التحقيق، مع وجود لجنة محايدة من الخبراء والاستشاريين للتحكيم.