"جارديان" تنشر رحلة لاجئ من إفريقيا إلى أوروبا.. "ليس السوريون فقط"
"جارديان" تنشر رحلة لاجئ من إفريقيا إلى أوروبا.. "ليس السوريون فقط"
صورة أرشيفية
في كل لحظة يزداد عدد اللاجئين السوريين، وتتفاقم الأزمة السورية حول مواطن يبحث عن وطن، ومن المؤسف أنها ليست الأزمة الوحيدة، لكنها الأكثر حظا من المتابعات الإعلامية.
نشرت صحيفة "جارديان" البريطانية تفاصيل قصة "باشى"، المواطن الصومالى الذى قطع رحلة من إفريقيا لأوروبا، نقلاً عن تصريحات محمد يحيى منسق البرنامج الإقليمى لإفريقيا فى الأمم المتحدة، ومقرها في أديس أبابا فى إثيوبيا.
بدأت قصة "باشى" فى الصومال فى عمر 14 عاما حين عبر الحدود إلى شمال كينيا قاصدا مخيم داداب، الذى يعد أكبر مخيم لاستضافة اللاجئين فى إفريقيا، حيث يسكنه 350 ألف لاجئ هروبا من الصراع الشديد القائم فى الصومال.
بعد بضع سنوات قصد باشى العاصمة الكينية نيروبى بهدف العمل والتعليم فى رحلة تعد الأجرأ من نوعها، حيث إن القانون الكينى يمنع انتقال اللاجئين خارج حدود المخيمات. وكى لا تحطم ظروف ولادته مستقبله أصبح باشى نادلاً وطالباً ليرسم لنفسه مستقبلاً جيداً.
فى 2014 استطاع "باشى" أن يفتتح محلا صغيرا لبيع الملابس، لكن حين التقى به يحيى فى هذا العام وجده قلقاً بشدة بشأن موقفه القانونى، خوفاً من أن يتم ترحيله وتفسد نشاطاته التجارية، لكنه مازال فى نفس حماسه وإصراره.
وأضاف يحيى أنه حينما عاد إلى كينيا الشهر الماضى سأل فى كل مكان عن أخبار "باشى"، ثم وصلته رسالة نصية على هاتفه المحمول مع صورة نشرت فى الصفحة الأولى بصحيفة إيطالية لشاب يحمل طفلاً سورياً فى جزيرة يونانية، وعندما أمعن النظر فى الصورة وجد أن ذلك الشاب هو "باشى"، ومن هنا علم أن "باشى" غادر كينيا فى يوليو الماضى قاصداً السويد حيث سمع عن تسامح هذا البلد وتوافر فرص التعليم هناك، إضافة إلى أنه ادخر 4.500 دولار للقيام بتلك الرحلة، وحسب ما قاله يحيى وما ذكرته "جارديان" فإن رحلته بدأت من كينيا إلى إيران، ودفع لهذه الخطوة 1600 دولار.
قابل "باشى" أثناء رحلته كثيراً من السوريين والأفغان والسودانيين والإريتريين، متحدين لمواجهة ظروفهم، ويشتركون فى الوجبات، ويحمون بعضهم بعضا. مشى "باشى" لمدة 23 ساعة قاصدا الحدود التركية إلى إسطنبول، ومن هناك اتجه إلى اليونان، وفى أثينا سهل له "وسيط" السفر إلى مقدونيا، وفى بلجراد أفلس "باشى" فطلب المساعدة من بعض الأصدقاء فأرسلوا له 1550 دولارا ليتمكن من الوصول إلى فيينا؛ لكن فى الطريق ألقي القبض عليه ووضع فى مخيم فى سالزبورج فى أستراليا حيث مكث هناك.
أشارت "جارديان" إلى أن قصة "باشى" مختلفة عن قصص ملايين الأوروبيين الذين هاجروا إلى الولايات المتحدة فى القرن التاسع عشر، حينما كانوا يفرون من الفقر والصراع القائم فى أوطانهم حينذاك، وباشى وغيره من اللاجئين سيظلون يتنقلون من بلدة لأخرى بحثا عن من يعطيهم حق اللجوء السياسى.
وتابعت الصحيفة أن أعداد اللاجئين والمهاجرين ستظل فى زيادة فى ظل زيادة الكثافة السكانية فى إفريقيا. وأكدت أن الدول الإفريقية لا بد أن تخرج عن صمتها وتعرف لماذا يشعر شبابها بالغربة فى أوطانهم ويقررون الرحيل للبحث عن مستقبلهم، من ناحية أخرى لا بد أن تضع تلك الدول مصلحة الشباب فى قائمة أولوياتها.