بين ثورة يناير والقبض على "هلال".. "التحرير" ثائرا على الظلم والفساد
بين ثورة يناير والقبض على "هلال".. "التحرير" ثائرا على الظلم والفساد
أثناء القبض على وزير الزراعة
شهد انتفاضة آلاف الذين ثاروا على الظلم والقهر والفساد الذي عاشوه عقودا طويلة، واحتضن أصواتهم وهي تتعالى بهتافات طالبوا فيها بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية، وشاهدهم وهم يقدمون أرواحهم على كفوفهم دون خوف من الموت، واستقبل "التحرير" شرارتهم الأولى للثورة، ففوق أروقته صعدت أرواح بعض الشباب للسماء، وعلى طرقاته لم تجف دماء البعض الاخر، ليعود "التحرير" من جديد، يشهد في صمت فاصلا في تاريخ المصريين.
أمس، وبينما تسير حركة ميدان التحرير بشكل طبيعي في وقت الظهيرة، بانسيابية من وإلى الشوارع المحيطة بالميدان، توقفت سيارتا دفع رباعي بشارع محمد محمود المتفرع من الميدان، وطالبتا الحراسة الشخصية للدكتور صلاح هلال وزير الزراعة المستقيل، بالبقاء داخل سياراتهم، فيما طالبتا الوزير بتسليم كافة الأوراق المتعلقة بالوزارة، بما فيها حقيبة أوراقه لنقلها إلى ديوان الوزارة.
7 دقائق، لم يبد فيها وزير الزراعة المستقيل أي اعتراض على توقيفه والتحفظ عليه من قبل ضباط الرقابة الإدارية، ليبدأ بعدها التحقيق معه في إطار قضايا فساد وزارة الزراعة، التي تشغل الرأي العام منذ عدة أيام، ليسجل بذلك ميدان التحرير شهادة من نوع آخر، بعد القبض على هلال على خلفية القضية المعروفة إعلاميا بـ"فساد وزارة الزراعة".
بين ثورة يناير وروح الشباب التي طغت على الخوف، وما تبعه من موجة ثورية في 30 يونيو، تأصلت داخل المواطنين الثورة ضد ما يرضيهم، طردوا "الإخوان" خارج الحلبة السياسية، بالأصوات التي انطلقت من قلب الميدان، فضلا عن الاحتفالات التي طالما يشهدها الميدان مع كل احتفالية تخص البلاد، واليوم يشهد الميدان من جديد ثورة على الفساد، بدأت شرارتها من أحد شوارعه، وبدأت معها موجة جديدة لتطهير بعض الوزارات من الفساد.