بالصور| "تكية أبوالدهب" اسم على مسمى..والباعة حولوها لـ"سوق" بوضع اليد
بالصور| الباعة يحتلون مجمع "أبو الدهب" الأثري بالحسين.. و4 ملايين جنيه ثمن رحيلهم
قرب مسجد الحسين وسط القاهرة الإسلامية، تحديدا أمام الباب الرئيسي لجامع الأزهر الشريف يقع مجمع "محمد أبوالدهب"، الذي يضم مسجدا أثريا ومدرسة قديمة وتكية، يرجع تاريخ إنشائه إلى العام 1774 ميلاديا، لكن لن تستطيع أن تتعرف عليه أو حتى تحدد مكانه، تضطر لأن تسأل كثير حتى تصل إليه، ربما تتفاجأ أنك موجود أمام بوابته الرئيسية بالفعل لكن حال دون رؤويتها "سوق كتب"، حيث سيطر الباعة على المدخل، وتحولت الواجهة الرئيسية وسور المكان الأثري الذي تشرف عليه وزارة الأثار إلى مكان لبيع الكتب، ولم يعد سورا لمنطقة أثرية مهمة في قلب القاهرة الإسلامية بل أصبح أشبه بسور الأزبكية.
الباب الرئيسي يحتله بائعو الكتب، التكية أثرية مكونة من ثلاثة طوابق وبهو كبير قد حوله الباعة "مخزنا" لكتبهم وبضائعهم، بل وللسكنى أيضا، السور الأثري تحول إلى محلات لبيع البخور والعطور وغيرها، والطريقة الوحيدة لدخول المكان هي من خلال باب خلفي صغير تصل إليه بعد مرورك بسوق شعبي لبيع الخضار ومحلات بيع الدواجن واللحوم ورائحة تجعلك تفكر كثيرا قبل أن تكمل طريقك.
بعد أن تصل إلى البوابة الخلفية للمسجد، يتفاجأ بك العاملون بالمكان، ويسألونك عن سبب زيارتك "عايز إيه؟"، لتخبرهم أنك تود أن تزور المكان الأثري، الإجابة كفيلة لإظهار علامات التعجب على وجوههم، لما لا ولم يزورهم أحد منذ فترة طويلة للغاية، "الناس هتيجي إزاي وبتوع الكتب احتلوا المكان" قالها أحد رجال الأمن ليعبر عن استيائه من البائعين الذين استوطنوا المكان الأثري عقب ثورة 25 يناير، أي منذ ما يقرب من 5 سنوات.
يتابع رجل الأمن "عايزين 4 مليون جنيه عشان يمشوا من المكان، بعد أما احتلوه وقاعدين واكلين نايمين بيبيعوا ويشتروا فيه، وإحنا مش هنقدر نعملهم حاجة، كل اللي عملناه إننا بلغنا وزارة الآثار ورفعت قضية في المحكمة، بس لسه مفيش حكم صدر في القضية".
وتابع" المكان اللي احتلوه عبارة عن 3 طوابق، بدأت الحكومة في ترميمهم من سنة 1995 لغاية أما اتفتح في 2006، بس أما حصلت الثورة اتفاجئنا ببتوع الكتب دخلوا المكان واحتلوه وقعدوا فيه، ورافضين يمشوا وعايزين 4 مليون جنيه عشان يسيبوا المكان".