هجوم "التحالف" البري في اليمن يتقدم باتجاه صنعاء
هجوم "التحالف" البري في اليمن يتقدم باتجاه صنعاء
صورة أرشيفية
تتابع القوات الموالية للحكومة اليمنية، المعترف بها دوليا والمدعومة من التحالف العربي، لليوم الثاني، عمليتها الرامية للتقدم في مناطق يسيطر عليها الحوثيون بمحافظة مأرب في وسط البلاد، ضمن مسعى لاستعادة السيطرة على صنعاء التي سقطت بأيدي المتمردين منذ سنة.
وقالت مصادر عسكرية موالية لحكومة الرئيس عبدربه منصور هادي، إن الهجوم الذي أطلق أمس في محافظة مأرب، يجري على 3 محاور تقع في شمال غرب هذه المنطقة الصحراوية باتجاه صنعاء.
وتقع محافظة مأرب النفطية في وسط اليمن شرق صنعاء، وهي ترتدي أهمية إستراتيجية كبيرة لاستعادة العاصمة.
فيما قال مصدر عسكري، لوكالة "فرانس برس"، إن الهدف هو قطع طريق إمداد الحوثيين.
في منتصف النهار، كانت مروحيات أباتشي تابعة للتحالف تنطلق أو تحط في مطار صافر، حيث مقر التحالف في مأرب، بحسبما أفاد مراسل وكالة "فرانس برس".
وبحسب مصدر عسكري يمني، فإن قوات التحالف نشرت صواريخ باتريوت المضادة للصواريخ في صافر، حيث قتل 67 جنديا من التحالف في الرابع من سبتمبر.
وبعد الظهر، غادرت المعسكر أسراب من المدرعات، وقال المصدر العسكري نفسه، إن المدرعات تذهب إلى الجبهة في شمال غرب محافظة مأرب.
تحاول القوات الموالية للحكومة اليمنية أيضا التقدم انطلاقا من العبر، البلدة غير البعيدة عن الحدود مع السعودية، باتجاه 4 مناطق تقع في شمال غرب محافظة مأرب باتجاه صنعاء.
وأضافت مصادر عسكرية، أن هذه المناطق هي قطاعا صرواح وجدعان ومفرق الجوف وحريت، لكن هذا التقدم يصطدم ببعض المقاومة على ما يبدو بعد إعلان مقتل جندي إماراتي في العمليات.
قالت قيادة الجيش الإماراتي، في بيان بثته وكالة أنباء الإمارات: "قواتنا المسلحة شنت عمليات ناجحة حققت من خلالها تقدما على الأرض في مأرب، ودحرت ميليشيات الحوثيين الانقلابيه في نطاق العمليات العسكرية التي تقوم بها قوات التحالف العربي".
وأضافت "خلال هذه العمليات استشهد أحد جنودنا البواسل، أثناء مشاركته مع قوات التحالف العربي، للوقوف إلى جانب الحكومة الشرعية في اليمن".
الإمارات من الدول الرئيسية المشاركة في هذا التحالف، وخسرت 52 جنديا بصاروخ أطلق في 4 سبتمبر في وسط اليمن.
وقتل 7 جنود إماراتيين قبل ذلك في عمليات أخرى، وبذلك ترتفع حصيلة الجنود الإماراتيين الذين استشهدوا في اليمن لـ60 على الأقل.
كان 10 جنود سعوديين و5 بحرينيين قتلوا في هجوم 4 سبتمبر، الذي كان الأعنف ضد قوات التحالف منذ بداية الحملة على اليمن في 26 مارس.
وبالتزامن مع الهجوم البري، ركز التحالف غاراته على المنطقة الجنوبية من محافظة مأرب حيث يتمتع الحوثيون بوجود قوي.
قالت المصادر العسكرية اليمنية، إن 3 مواقع لتجمع المتمردين استهدفت مساء أمس، وأضافت أن الغارات استهدفت خصوصا محيط العين ومحيط بيحان على حدود محافظة شبوة جنوب اليمن، التي تمت استعادتها من المتمردين في يوليو.
وتابعت أن الغارات الجوية تهدف إلى الإعداد لوصول قوات التحالف البرية إلى هذه المناطق، من أجل تطهيرها من كل وجود للمتمردين.
على الجبهة الشمالية، قتل 5 عسكريين سعوديين في نجران على الحدود بين اليمن والسعودية، وفق ما أعلن التحالف في ساعة متاخرة من أمس.
وهذه أكبر خسائر يعلن عنها التحالف منذ بدء الحملة الجوية، التي تهدف إلى منع الحوثيين من السيطرة على كل اليمن.
ففي يونيو، أعلن التحالف مقتل 4 سعوديين وعشرات اليمنيين، حين هاجمت قوات الرئيس اليمني الأسبق علي عبدالله صالح عدة بلدات على الحدود مع السعودية.
وقتل 60 شخصا على الأقل معظمهم من الجنود على الحدود السعودية اليمنية، منذ بداية حملة التحالف في مارس.
ويبدو أن تكثف العمليات على الأرض يؤثر على انعقاد مفاوضات السلام التي أعلنت عنها الأمم المتحدة هذا الأسبوع.
طالبت الرئاسة اليمنية في المنفى أمس، المتمردين الحوثيين بالاعتراف بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 الذي ينص على انسحابهم من الأراضي التي سيطروا عليها، مقابل المشاركة في محادثات سلام أعلنت عنها الأمم المتحدة.
ويشكل هذا الموقف تراجعا عن إعلان حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي، مساء الخميس، مشاركتها في مفاوضات السلام التي أعلن عنها وسيط الأمم المتحدة لليمن، واشترطت حينذاك أن تقتصر المفاوضات على البحث في تطبيق القرار رقم 2216.