«المساجد والزوايا».. معاقل السلفية بعد الإخوان للسيطرة على عباد الله
«المساجد والزوايا».. معاقل السلفية بعد الإخوان للسيطرة على عباد الله
استغلال المساجد للسيطرة على عقول المصريين
حرب باردة طوال ربع قرن من الزمان دارت رحاها بين السلفيين والإخوان للسيطرة على بيوت الله فى الأرض، 106 آلاف مسجد وزاوية سعى إليها الإسلاميون للسيطرة عليها، وبعد ثورة 30 يونيو زحف السلفيون داخل المحافظات ليحتلوا مواقع الإخوان والجماعات الإسلامية، وتجنيد عدد كبير من الأتباع.
27 ألف زاوية يسيطر عليها السلفيون فى بقاع مصر وتنطق باسمهم، ففى الإسكندرية ترتكز الدعوة السلفية معتمدة على كبار قياداتها فى حشد المواطنين، كالشيخ الدكتور محمد إسماعيل المقدم، مؤسس السلفية بالإسكندرية، والدكتور أحمد حطيبة، وياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة، والشيخ أحمد فريد مستشار الدعوة. وتركز الدعوة هناك على منطقة غرب الإسكندرية، وأشهر مساجدهم مسجد أبى حنيفة بمنطقة بولكلى، ومسجد نور الإسلام أمام محطة قطار باكوس، ومسجد الخلفاء الراشدين والفتح الإسلامى.
«عيد»: «السلفى» مستمر فى استغلال المساجد كما فعل الإخوان ويجب إبعاد الصراعات السياسية عن «بيوت الله»
وفى البحيرة يقود سلفيتها يونس مخيون رئيس حزب النور بالبحيرة، وأشهر مساجدهم «النور» و«الإصلاح» و«الرحمة» و«التوحيد» و«الهدى» و«النور» و«العارفين بالله»، كما توجد هناك جمعية أنصار السنة المحمدية، وكذلك تستحوذ السلفية على مطروح بالكامل، من خلال مساجد الفتح هناك.
أما الصعيد فسعت له الدعوة السلفية بعد ثورة 30 يونيو بقوة، فتوجد الدعوة ببنى سويف وأسوان وسوهاج وقنا وأسيوط، وتعد أشهر مساجدهم بمركز إهناسيا فى سوهاج، ومسجد المحكمة والسلام والخطبة، والنزلة بأسيوط، ومسجد النصر بأسوان.
وفى الدقهلية يوجد الشيخ مصطفى العدوى والشيخ أحمد النقيب والشيخ محمد الزغبى، ويُعَدّون من كبار مشايخ السلفية، وفى المنوفية يسيطر عليها محمد سعيد رسلان، شيخ السلفية المدخلية، وتوجد السلفية بكفر الشيخ بقيادة الشيخ طارق البيطار، وفى بورسعيد بقيادة الشيخ محمود خلف، والدكتور محمود حجازى، أمين النور والدكتور حامد الدالى، كما توجد سلاسل مساجد أحمد بن حنبل، بالمنيا، وتوجد السلفية بالغربية عن طريق الشيخ سامح قنديل، وفى السويس تسيطر السلفية على مساجد «الفاروق عمر»، و«السراج المنير»، و«العرب»، و«فاطمة الزهراء»، و«فجر الإسلام»، و«دار الفرقان».
واستغل التيار السلفى المساجد فى الانتخابات والاستفتاء، وتعد أبرز حالات الاستغلال «غزوة الصناديق» التى قادها الشيخ محمد حسين يعقوب، وذلك خلال فترة الاستفتاء على التعديلات الدستورية فى مارس 2011 عقب ثورة يناير، ووصف الموافقة على التعديلات بأنها انتصار الدين، قائلاً: «كان السلف يقولون بيننا وبينكم الجنائز، واليوم يقولون لنا بيننا وبينكم الصناديق، وقالت الصناديق للدين (نعم).
من جانبه، قال سامح عيد، الباحث فى الشأن الإسلامى، إن الدعوة السلفية والنور مستمرون فى استغلال المساجد فى العمل السياسى، مضيفاً لـ«الوطن»: «يجب إبعاد مَن يتحدث فى السياسة عن المساجد، فنرفض إعادة سيناريوهات استغلال المساجد فى العمل السياسى، ويجب إبعاد الصراع السياسى عن بيوت الله، فالعمل السياسى والحزبى والمجادلات والخلافات السياسية ليس مكانها المساجد، فالدعاة انصرفوا للصراعات السياسية، والبعض يرتدى عباءة الدين ويعمل على الحشد واستخدام مفرداته ومنابره لتحقيق مأرب سياسى، فاستغلال المساجد فى الدعاية الحزبية والانتخابية للمرشحين أمر لا يقره الشرع ولا يتفق مع رسالة المسجد، وأدى إلى وجود شخصيات لا يملكون المؤهلات الفكرية والأخلاقية والخبرة والدربة المطلوبة لخوض غمار العمل السياسى وخدمة الجماهير.