الإصابة تعنى توقف «الحافز»: هنا.. البقاء للأقوى
الإصابة تعنى توقف «الحافز»: هنا.. البقاء للأقوى
رفعت الجريسى أثناء أحد العروض
الإصابات هى الشبح الذى يحاول لاعبو السيرك تفاديه بأى شكل، لأنها لن تكون السبب فى غيابهم عن فقراتهم المعتادة فقط، بل ستكون السبب فى قطع أرزاقهم، لأن عدم أداء الفقرة اليومية سيؤدى إلى خصم الحوافز والبدلات من مرتباتهم التى هى هزيلة أساساً.
إبراهيم: حماتى أصيبت بجرح وأكملت العرض حتى النهاية
إبراهيم عبدالسلام، 36 عاماً، يملك فى جعبته الكثير من الحكايات عمن أصيب خلال عمله لكنه قرر التغاضى عن الأمر حتى لو كان فيه ألم شديد من أجل الحفاظ على «لقمة عيشه».
«كانت حماتى حامل فى الشهور الأخيرة وهى بتعمل فقرة مع الساحر، ومضطرة تدخل جوه صندوق صغير والحاوى بيرمى عليها سكاكين ودبابيس، وفى مرة دبوس اتفتح ودخل فى جسمها، لكن هى تحاملت على نفسها وكملت فقرتها رغم الجرح الشديد فى جسمها، وبعدها دخلت تعالج نفسها بنفسها وحتى ماخدتش ولا يوم إجازة».. أولى الحكايات التى يرويها «إبراهيم» الشهير بـ«هيما»، أحد لاعبى السيرك، والتى تعبر عن الإهمال الذى يعانيه لاعبو السيرك الذين يعتبرون أنفسهم لا يساوون شيئاً فى نظر الدولة.
القصة الثانية يرويها خالد ياسين، لاعب «بسكليت»، حيث تعرّض لإصابة أثناء عمله: «وأنا بأدى فقرة البسكليت قفزت من الهواء على الأرض كما هو معتاد ولكن بسبب عدم استواء الأرض أصبت فى قدمى إصابة شديدة»، وأضاف: «جلد رجلى اتقطع ولحمى طلع ونزفت كتير وكنت محتاج لعملية عاجلة لإنقاذ قدمى، فالزملاء فى السيرك لموا فلوس من بعض زى ما احنا متعودين فى كل حادثة يتعرض لها لاعب، لكن للأسف العملية كانت محتاجة فلوس كتير.
غرف اللاعبين، حسب «إبراهيم»، بعضها لا تتجاوز مساحته أمتاراً قليلة، وكل غرفة يستخدمها أكثر من 12 فرداً، ما دفع بعضهم إلى استخدام غرفة المدير لتتحول إلى غرفة «تغيير ملابس»: «فيه ناس بتضطر تتدرب على فقراتها فى الخارج، وده بيمثل خطر، مثلاً أنا مهرج، لكن ساعات بضطر أمر جنب نمر أو أسد بالرغم إنى ممكن ماعرفش أتعامل معاه أو أتصاب منهم، فى الوقت اللى مفيش فيه فى السيرك كله عربية إسعاف واحدة. رفعت الجريسى أو «مشمش»، يصف نفسه بأنه مدير عام ولكن بدرجة مهرج ويقود ثلاث فقرات داخل عرض السيرك يومياً، أول إصابة تعرض لها «رفعت» كانت خلال فقرة «بسكليت» مع فريق التهريج، حيث اصطدم خلال العرض بحديد «البسكليت»، ورغم الألم الشديد الذى ما زال مستمراً معه حتى الآن فإنه أكمل العرض: «أنا دورى أضحّك الجمهور وأبسطه، واتعودت على كده لدرجة إن فى مرة دفنت ابنى الصبح وبالليل عملت فقرة المهرج عادى، ولا كأن فيه حاجة، لو رحت لدكتور وعلاج ممكن أوقّف شغلى وأنا مقدرش على كده». إصابات «رفعت» رغم خطورتها كان دوماً يتعامل معها كحدث عادى، منها ما حدث الشهر الماضى عندما كان يركب لعبة البسكليت ويربط بين كل الفرقة، فيحمل على جسمه ثقل الفرقة كلها، وخلال الحركة عظام ذراعه لم تتحمل إحدى الحركات، فخرجت ووصلت إلى القفص الصدرى: «ساعتها فضلت مكمل لغاية لما العرض كله انتهى.