رئيس «عمليات الجيش» الأسبق: مصر تخوض «حرب استنزاف» فى سيناء
رئيس «عمليات الجيش» الأسبق: مصر تخوض «حرب استنزاف» فى سيناء
اللواء عبدالمنعم سعيد
قال اللواء عبدالمنعم سعيد، رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة الأسبق، إن مواجهة مصر لإرهابيى سيناء أشبه بـ«حرب استنزاف»، مشدداً على أن المؤسسة العسكرية بالتعاون مع الشرطة المدنية تعمل على تطهير مصر من شرور الإرهابيين. أضاف رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة الأسبق، فى حوار خاص لـ«الوطن»، أن المؤسسة العسكرية تدرس عملياتها الناجحة التى تشنها ضد الإرهابيين والعمليات التى تستهدفها للخروج بنقاط القوة والضعف منها، مشدداً على أن اتباع منهج علمى فى مواجهة الإرهاب كما تعمل عليه الأجهزة الأمنية، واتخاذ مبدأ المبادرة ومهاجمة العناصر الإرهابية سبيل القضاء عليها. واعتبر «سعيد» أن شن عملية «حق الشهيد» التى تنفذها القوات المسلحة، بالتنسيق مع عناصر الشرطة المدنية، هى عملية تشمل جميع أماكن وجود الإرهابيين فى سيناء، وتستغرق كل الوقت اللازم للقضاء عليهم، قائلاً: «نأخذ حق شهدائنا بدراعنا وأسلحتنا ورجالنا.. ولن نترك شبراً واحداً من أراضى سيناء للإرهابيين».
وشدد رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة الأسبق، على أن القبائل السيناوية لا ترضى بانضمام أبنائها للعناصر الإرهابية، ولكن تقاطع من يفعل منهم ذلك بعد تقاضيه أموالاً من تلك الجهات، مشدداً على أنهم يتمنون توطين ملايين المصريين فى أرض سيناء، وإطلاق مشروعات التنمية. وأوضح «سعيد»: عندما كنت محافظاً لجنوب سيناء كان هناك مشروع لتنميتها بـ114 مليار جنيه وبعد إنفاق «كام مليون» على الطرق والكبارى والكهرباء توقف، مشيراً إلى أن عملية تنميتها ستستغرق ما بين 10 إلى 15 عاماً، لأن الأرض السيناوية تمثل «كنزاً لا يفنى يمكننا العيش على خيراتها ما حيينا»، مطالباً بضرورة الإسراع فى بدء تنمية سيناء، والاستفادة منها.
اللواء عبدالمنعم سعيد لـ«الوطن»: «حق الشهيد» تأخذ حقوق أولادنا بـ«دراعنا».. وتُطهر أراضينا من شرور الإرهابيين
ما سر شن القوات المسلحة عملية «حق الشهيد» فى الفترة الحالية؟
تعرضت سيناء فى الفترة الماضية لبعض العمليات الإجرامية التى نفذها بعض الأفراد المنتمين لجماعات تكفيرية، وقامت القوات المسلحة الوطنية والشرطة بدورها خير قيام خلال تلك الفترة، التى شهدت خسارتنا لكثير من شباب مصر، سواء ضباط أو صف أو جنود، لتكون تلك الفترة شاقة جداً، إلا أن رجال الجيش والشرطة والشرفاء من أبناء سيناء عملوا على التصدى للعمليات الإجرامية هناك، أملاً فى «أن ربنا يهديهم ويعودوا إلى صوابهم» ليفكروا فى مصر ومستقبلها بعدما تمت الإجراءات التى تشير إلى أن الاستقرار يلوح فى الأفق مثل انتخاب رئيس للدولة بنسبة ضخمة جداً، لكن ذلك لم يتناسب مع أفكارهم، ولا يحقق مطالبهم الشخصية، والأهداف التى يسعون إليها نتيجة تلقيهم دعماً من جهات أجنبية، وبعد فترة الدفاع عن الأرض والعرض، وتأمين الأهداف، كان على القوات المسلحة أن تتحول إلى العمليات الهجومية، فتعمل على استكشاف أماكن وجود العناصر الإرهابية وأسلحتها، ومخازنها، والأدوات التى يستخدمونها ثم تبدأ فى وضع خطة دقيقة لمهاجمة كل وكر لتقضى على بعض من فيه ثم تلقى القبض على آخرين.
يقول البعض لماذا يتم إلقاء القبض على أعداد من الإرهابيين ولا تتم تصفيتهم كلهم، فهل لهم أهمية بالنسبة لنا؟
نعم، لأن المقبوض عليهم قد يكونون مصدر معلومات توظفها المؤسسة العسكرية للاستفادة بها مستقبلاً بعد التيقن منها.
خسرت مصر العديد من أبطالها فى العمليات الإرهابية الأخيرة، فهل إطلاق اسم «حق الشهيد» على العملية العسكرية الموسعة هو الأخذ بثأرهم؟
- بالتأكيد، فنحن نأخذ حق شهداء المرحلة الماضية بـ«دراعنا وسلاحنا وأبنائنا»، وذلك ضد من يريدون إيذاء مصر، والعرب، ولا بد أن نشير إلى أنه يقف وراءهم الكثيرون، مثل دول كبرى أو دول أخرى لها أهدافها فى المنطقة، وبالتأكيد يسعدهم أن تصبح مصر دولة منهزمة غير قادرة على أن تعيش، لكن التاريخ المصرى الذى نستمد منه قوتنا والدروس المستفادة منه يؤكد أننا بتاريخنا الحضارى الذى يبلغ أكثر من 7 آلاف عام دائماً ما نحافظ على أرضنا، وعرضنا، ووحدة شعبنا، فمصر أرض مباركة وزارها غالبية الأنبياء والرسل فى حركتهم على الأرض، فتاريخنا له جذور عميقة جداً نأخذ منها للمستقبل، ولن نترك مصر فى يد من يسعون للخراب، وتدمير الحضارة المصرية.
وكيف يدمرون الحضارة؟
كلما يذهبون إلى منطقة يهدمون آثارها باعتبارها أصناماً، ولكنها فى الحقيقة تاريخ الأمة العربية العريق فنحن جميعنا مسلمين ومسيحيين نعبد الله سبحانه وتعالى ولا نعبد الأصنام.
«العملية الشاملة» لا تستغرق 3 أو 4 أيام فقط لكنها تستمر حتى تحقق أهدافها تواصل «عسكر» وقادة الجيش مع قبائل سيناء يحقق استفادة متبادلة وهم يتمنون توطين المصريين فى «أرض الفيروز» الجيش يدرس عملياته الناجحة والتى تستهدفه لاستخلاص نقاط «القوة والضعف».. وإسرائيل «مرتاحة جداً» لأنها فى أمان عندما كنت محافظاً لجنوب سيناء كان هناك مشروع لتنميتها بـ114 مليار جنيه.. وبعد إنفاق «كام مليون» توقف بسبب توجيه مخصصاته لـ«توشكى».. وتنفيذه حالياً يستغرق 15 عاماً
تُصدر المؤسسة العسكرية بياناً يومياً بنتائج العمليات فى عملية حق الشهيد وتصفها بـ«العملية الشاملة» فما معنى ذلك فى العلوم العسكرية؟
حينما تقوم بعملية تأخذ ثلاثة أو أربعة أيام ثم تنتهى، لكنك حين تتحدث عن «عملية شاملة» فإن معنى ذلك أن العملية مستمرة طالما وجدت عناصر أو بؤر إرهابية فهى عملية شاملة تشمل الأرض كلها، والزمن كله حتى يتم القضاء عليهم.
وكيف تتم العمليات العسكرية فى مثل تلك «العمليات الشاملة»؟
- تُدبر العمليات التى سنقوم بها طبقاً للعدائيات التى تُكتشف، ومن ثم تُحدد نوعية المعدات المناسبة لتحقيق هدفك، والأسلحة التى ستستخدمها، وخطة التنفيذ، ثم تُجرى استطلاعاً للمنطقة لتتم العملية بعدها، وحينما تنتهى كل عملية نستخلص منها دروساً مستفادة لنستخدمها فى العمليات التالية لتكون مصدر قوة إضافية لنا.
ذلك يطبق فى العمليات التى تستهدفنا فقط؟
لا، فالوضع طبيعى بالنسبة لقواتنا المسلحة أن تدرس العمليات، حتى لو كانت عملية ناجحة، لندرس جميع جوانبها لنرى منها عوامل القوة والضعف، وهو ما يخدمنا فى خططنا التالية.
ذكرت أن من يلقى القبض عليهم فى العمليات العسكرية يكونون مصادر معلومات، فهل معنى ذلك أن هذه العمليات المصدر الرئيسى فى الحصول على معلومات بشأن الإرهاب؟
مصادر المعلومات متعددة، فهى مثل الأقمار الصناعية، والبيانات اللاسلكية، وبعض ممن يقدمون أخباراً لنا عن المنطقة المحيطة بهم، وهناك من يُلقى القبض عليهم ليقولوا لنا معلومات أثناء التحقيقات معهم ليتم التأكد منها.
وجهت قواتنا المسلحة والشرطة المدنية العديد من الضربات الاستباقية الناجحة، فهل نجح ذلك فى استنزاف قدرات العدو مما يقلل خسائرنا حال قيامنا بعمليات ضدهم؟
بالتأكيد، فبالتدريج تقل عملياتهم، وخسائرنا بسبب الضربات الوقائية أو الاستباقية ضدهم، فحتى إذا استفادوا بوقت ما للقيام بعملية إرهابية فإنها تكون «عملية خايبة زيهم»، وأشير إلى أن التحول الذى قامت به عناصر الجيش والشرطة بامتلاك زمام المبادرة والمبادأة، وشن عمليات هجومية سيكون له واقع أقوى وأسرع لتحقيق أهدافنا كاملة إن شاء الله.
وما نطاق عملية «حق الشهيد»؟
نطاق العمليات هو المربع أقصى الشمال الشرقى بسيناء بدءاً من المنطقة الملاصقة للحدود مع قطاع غزة وحتى العريش، وجنوباً حتى المنطقة الجبلية، ولكن تُستطلع كل الأراضى بسيناء.
وما تقييمك للمرحلة الأولى من العملية التى أعلنت المؤسسة العسكرية انتهاءها؟
العملية ناجحة بنسبة كبيرة، وتحقق أهدافها، فالقيادة السياسية والعسكرية وطنيتان، وتعملان مع المخلصين من أبناء الوطن والشرفاء على تطهير كل متر من أراضينا من شرور العناصر الإرهابية.
وهل يمكننا أن نقول إن عمليات القوات المسلحة ومن بينها «حق الشهيد» ستقضى على الإرهاب فى زمن محدد؟
- عمليات مقاومة الإرهاب تستغرق وقتاً، فمثلاً فى حرب أكتوبر 1973 بدأنا القتال فى يوم 6 أكتوبر، وتوقف القتال يوم 24 أكتوبر، لكن حروب الاستنزاف تستغرق وقتاً طويلاً، فما يحدث بسيناء أشبه بحرب الاستنزاف التى شهدناها من قبل، وذلك لأنها ليست مواجهة نظامية، ولكن حين تواجههم فهم يهربون فى الجبال ليختبئوا فيها، وغيرها من الأمور، لذا فإنه من الصعب تحديد توقيت لانتهاء الإرهاب فى سيناء.
حين يختبئ الإرهابيون فى منازل أو مناطق مكشوفة يمكنك مهاجمتهم، لكن كيف ستواجههم إذا اختبأوا فى ملاجئ تحت الأرض مثلاً؟
نحاول أن نأتى بمعلومات عنهم لنواجههم فطالما اختبأ تحت الأرض فإنها منطقة يستطيع المقاتل أن يدخلها، ولن نترك لهم شبراً واحداً من سيناء ليبقوا فيه، وحينما سيتم القضاء بشكل نهائى على الإرهاب سيتم إعلان ذلك رسمياً، ولكن يجب ألا يعطل الإرهاب ووجوده تنمية «أرض الفيروز».
بعض التقديرات كانت تشير إلى أن الإرهابيين يختبئون فى جبل الحلال فهل ذلك لا يزال موجوداً؟
هم يختبئون فى الكهوف الموجودة فى الجبال، ومنها ذاك الجبل، وهذا أمر صعب أن تتم مهاجمته، ومن ثم فإنك تصطادهم حين يخرجون منه.
لكن يمكن أن يظلوا مختبئين فيه ولا يخرجون؟
سيكونون محبوسين هناك.
ذلك سيكون لوقت ما، ماذا إذا خرجوا بعدها؟
ممكن نغلق عليهم تلك الأماكن.
وفى تقديراتك، كم عدد العناصر الإرهابية حالياً فى سيناء؟
-من الصعب تحديد رقم معين، لكنهم عدة آلاف يتناقصون تدريجياً مع الضربات الاستباقية الناجحة للقوات المسلحة والشرطة المدنية.
لكن كيف نواجههم؟
المواجهة مثلما تواجههم القوات المسلحة والشرطة حالياً، فأنت تسمع يومياً عن أحداث فى سيناء، واستمرارية عملية حق الشهيد هى أمر مهم فى المواجهة، ونجاح تلك العملية فى تحقيق أهدافها يؤدى لتطهير أراضينا من شرور الإرهابيين، وإذا بدأنا فى تنمية سيناء سيكون ذلك خير عون لمواجهة الإرهاب.
الإرهابيون المقبوض عليهم أحد مصادر المعلومات بعد التيقن منها.. والبدو يقاطعون أبناءهم حال انضمامهم للجماعات الإرهابية
وما دور المواطن المصرى فى مواجهة الإرهاب؟
- على المواطن أن يثق تماماً فى أننا نسير فى الطريق الصحيح وفقاً لإجراءات مدروسة للحفاظ على أمن واستقرار بلادنا أمام ما نواجهه من تحديات تستهدفنا، وعلى من يمتلك معلومات قد تساعدنا فى عملية المواجهة أن يقدمها إلينا، فكلنا نعمل لصالح الوطن فقط، ولأجل الحفاظ عليه وتنميته، وذلك على عكس رغبة بعض الجهات الأخرى.
كنت محافظاً لجنوب سيناء وتعلم تماماً طبيعة سيناء وكيفية تنميتها، فكيف يتم ذلك؟
حين كنت محافظاً لجنوب سيناء، واللواء منير شاش، رحمه الله، محافظاً لشمالها، كان هناك مشروع لتنمية سيناء بتكلفة نحو 114 مليار جنيه، وبعد إنفاق «كام مليون» على الطرق، والكبارى والكهرباء توقف المشروع، لذا فإننى أتمنى أن تتم دراسة مشروع التنمية، لأن تنمية سيناء ستستغرق من 10 إلى 15 عاماً.
وما أبرز المقومات فى الأرض السيناوية لبدء تنميتها؟
هى جنة الله فى الأرض، وهناك سياحة عالمية فيها، ويوجد بترول يمكننا استخراجه، ويمكنك إقامة رحلات سفارى على أعلى مستوى فيها، وهناك أراض يمكنك أن تستصلحها، وتستزرعها، كما توجد مواد تحجيرية، وذهب، ونحاس، وحديد، كما أن الرمال تصنع منها الزجاج والبلور، فسيناء كنز لا يفنى، ويمكننا أن نعيش على خيراتها ما حيينا.
تواصل «عسكر» وقادة الجيش مع قبائل سيناء يحقق استفادة متبادلة وهم يتمنون توطين المصريين فى «أرض الفيروز»
وما أبرز المعوقات أمام تنمية سيناء؟
الإرهاب فقط.
وغير الإرهاب.. هل يوجد أى معوقات أخرى؟
لا يوجد.
لكن قيل إن القبائل السيناوية ترفض استقبال وتوطين أفراد هناك؟
ذلك أمر غير صحيح، فهم رحبوا من قبل، ويتمنون وجود المواطنين، فهم لا يجدون وظائف، وبدء التنمية معناه وجود مشروعات يعمل أبناؤهم فيها، لكن المشروع بعدما بدأ توقف.
ولماذا توقف المشروع؟
ما سمعته أنهم أخذوا مخصصات تنمية سيناء، وذهبوا بها إلى توشكى، وما حدث أن «ولا ده كمل ولا ده كمل»، وكنت حينها قد تركت المحافظة.
نعود للحديث عن الإرهاب، تدعم دول كبرى العناصر الإرهابية، فكيف نقطع ذاك الدعم عنهم؟
عبر مواجهة الإرهابيين، وضبط الدعم سواء المالى أو التموينى الموجه لهم، فأنت لن تستطيع أن تقول للدول التى تدعمهم أن تقطع هذا الدعم، ولكن علينا التحرك لمنع وصوله لهم فقط.
وهل لا تزال «بقايا الأنفاق» مع رفح أمراً مقلقاً بالنسبة لنا؟
لا، فمصر تتخذ إجراءات قوية لمنع إقامة أنفاق جديدة، أما «بقايا الأنفاق» إذا كانت موجودة فإننا لدينا أجهزة حديثة نستخدمها لكشفها على أعماق كبيرة، وكل ما يُكتشف يتم تدميره بكل تأكيد.
التقى الفريق أسامة عسكر، قائد القيادة الموحدة لمكافحة الإرهاب بشرق القناة، وقادة الجيشين الثانى والثالث الميدانيين عواقل ومشايخ القبائل أخيراً، فهل تعتقد أن تلك اللقاءات مهمة؟
بالتأكيد، فالتواصل والتنسيق معهم أمر مهم، وفى بعض الأوقات تكون لهم أفكار جميلة يقدمونها، والعون لنا، فالاستفادة بيننا وبينهم متبادلة، كما أنهم غير راضين عن وجود الإرهاب فى سيناء.
لكن هناك بعض أبنائهم ينضمون للعناصر الإرهابية؟
هؤلاء يكونون خارجين عن طوع أهاليهم، ويأخذون أموالاً من جهات أخرى، فأهاليهم من البدو والقبائل يقاومونهم، ويقاطعونهم إذا حدث منهم ذلك.
أين تقف إسرائيل مما يحدث فى سيناء حالياً؟
هى «مرتاحة جداً»، فهى فى أمان، ولا يقترب منها أحد.
تردد أن «تل أبيب» تدعم الإرهاب فى سيناء، فى رأيك هل هذا أمر ممكن؟
ليس لدىَّ معلومات عن هذا الأمر.
وما حجم العدائيات التى تستهدف مصر حالياً؟
أكبر تحدٍ وتهديد لنا هو الإرهاب الموجود فى سيناء.
وهل هناك نصيحة معينة تستطيع توجيهها للرئيس عبدالفتاح السيسى؟
الرئيس السيسى لا يحتاج نصيحتى، فهو رجل له قدراته، ومفهومه، وخبراته، نحن موجودون إذا طلب منا النصيحة وسنكون «تحت أمره» وقتما يطلبها، فهو رجل وطنى مخلص حريص على البلد، كما أنه لديه فكره، وثقافته.
وكيف رأيت مسألة إقالة وزير الزراعة بعد تورطه فى قضية فساد كبرى فى وزارته؟
هذا أمر يدل على سلامة الحكم الموجود فى مصر حالياً، وأنه لا يهاب أن يُحاكم وزيراً أو شخصاً أكبر إذا أخطأ.
نسير فى الطريق الصحيح فى مواجهة الإرهاب وفق «إجراءات مدروسة».. والعدو فى تناقص.. وعملياتهم «خايبة زيهم»
لكن بعد إقالته وإلقاء القبض عليه تم ترويج الكثير حول تورط أشخاص فى مستويات حكم أعلى منه فى الفساد حتى طال الأمر رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب؟
«إحنا بلد بتحب الإشاعات قوى، وبتسمعها، وبترددها»، ولكن اطمئن أنه مع التقدم العلمى، والثقافى والاجتماعى سيقل صداها، ووجودها فى المجتمع المصرى.
تحدث الرئيس السيسى عن كون الشائعات أداة لتدمير الدول؟
يقاطع: نعم، فهى نوع جديد من الحروب، فهى تحدث بلبلة، فبدلاً من أن يأتوا بسلاح أو طائرات يستخدمون نوعاً جديداً من الحروب، وهو ما تحدثت عنه كونداليزا رايس، وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، عن الفوضى الخلاقة التى تقسم الدول لدويلات، وهو ما شرحه الدكتور أحمد زويل، الحاصل على جائزة نوبل، وقال إنها عبارة عن «لمبة فيها إلكترونيات هادئة، وحينما تحركها ستحدث فوضى، فالإلكترون عندما يتحرك يحدث فوضى»، والترجمة السياسية لها أنه يتم التقسيم لتكون دويلات صغيرة «على قدها»، وهذا هو تفكيرهم، فحين يحركون 200 أو 300 فرد يؤثر على مصالح 90 مليون مصرى، وبعد التقسيم ستظل الدولة الكبرى هى إسرائيل لتسيطر على المنطقة، لكن ذلك لن يحدث لأننا واعون لما يُخطط لنا.
«سعيد» أثناء حواره لـ«الوطن»