اشتباكات مع مديرى المدارس ووقائع «ضرب»تُنهى الأسبوع الأول للدراسة
اشتباكات مع مديرى المدارس ووقائع «ضرب»تُنهى الأسبوع الأول للدراسة
تلاميذ «كفر الحطبة» فى الدقهلية أثناء جلوسهم على الأرض
على الرغم من انتهاء الأسبوع الأول من الدراسة، ما زالت بعض المدارس والأبنية التعليمية فى أكثر من محافظة غير مؤهلة حتى الآن لاستقبال التلاميذ، ما أثار اعتراضات أولياء الأمور إلى درجة الدخول فى مشادات مع مديرى هذه المدارس وتنظيم وقفات احتجاجية غاضبة، إذ دخل أولياء أمور تلاميذ الإسكندرية فى مشادات كلامية مع مديرى المدارس بسبب عدم نظافة الفصول، وإصرار الآباء على نقل أبنائهم من فصل إلى آخر، ولكن إدارات المدارس رفضت بسبب تسكين الطلاب وبدء العام الدراسى.
وزير التعليم لـ«الوطن»: جدول زمنى «تدريجى» للانتهاء من أزمة كثافة الفصول خلال 6 سنوات «على الأكثر»
وقالت شيرين بدرى عطاالله، ولى أمر تلميذ بـ«مدرسة الملك حفنى» فى منطقة سيدى بشر: «لازم الوزير ييجى يشوف بنفسه حال مدارس الإسكندرية وعدم نظافتها خاصة مدارس الابتدائى، وبيقولوا الأمراض المعدية بتيجى للطلاب منين؟، من عدم النظافة، مفيش حد عايز يتحرك أو يعمل حاجة».
وأضافت «عطا الله» لـ«الوطن» أن «معظم المدارس ما زالت تنفذ أعمال الصيانة، والمقاعد غير نظيفة وبعضها مكسور، والحالة صعبة، ومفيش حد بيسأل فينا، وكل شوية خناقة فى المدارس مع أولياء الأمور غير الراضين عن هذا الأمر».
من جانبه، قال الدكتور سمير النيلى، المتحدث باسم مديرية التربية والتعليم بالمحافظة، إن «المشادات التى حدثت بين أولياء الأمور ومديرى المدارس كانت بسبب نقل التلاميذ من فصل إلى آخر بعد تسكينهم فى الفصول وبدء الدراسة»، مشيراً إلى أن «هذه المشادات انتهت بالصلح بين الطرفين ومحاولة حل جميع المشكلات والمعوقات».
وفى الشرقية، نظم أولياء أمور معهد «التلين» الأزهرى بمركز منيا القمح وقفة احتجاجية اعتراضاً على نقل أبنائهم للمعهد الأزهرى بقرية «أبوطوالة»، الذى يبعد عن القرية نحو 3 كيلومترات.
وفى السياق، تجمع العشرات من أولياء أمور الطلاب بعدة معاهد أمام المنطقة الأزهرية فى مدينة الزقازيق، من بينهم أولياء أمور معهد العرين الأزهرى، بمركز فاقوس، الذين تقدموا بعدة شكاوى للمسئولين، اعتراضاً على نقل أبنائهم إلى معهد فى قرية تبعد عنهم مسافة 10 كيلومترات.
وأوضح عدد من الأهالى أنهم أنشأوا «معهد العرين الأزهرى» بالجهود الذاتية، حرصاً على مصلحة أبنائهم، لكنهم فوجئوا هذا العام بصدور قرار من الأزهر بضم الطلاب إلى معهد قرية «البيروم» الذى يبعد عن قريتهم مسافة 10 كيلومترات، ما دفعهم للتوجه إلى مقر الإدارة لمطالبة المسئولين بعدم تنفيذ هذ القرار رحمة بأبنائهم الصغار.
فى المقابل، قال السيد سراج، رئيس المنطقة الأزهرية، إنه تقرر ضم المعاهد التى تكون كثافة الفصول بها أقل من 100 طالب، وكذلك المعاهد الصادر لها قرارات إزالة، مضيفاً أنه يعقد حالياً اجتماعات مع العشرات من أولياء أمور الطلاب بالمنطقة الأزهرية لتلقى شكواهم والعمل على حلها.
وفى استجابة لما نشرته لـ«الوطن»، عن تردى الأوضاع بمدرسة «القلعاية» الابتدائية، فى سوهاج، وأن التلاميذ يجلسون بـ«الخمسة» فى مقعد واحد، تفقدت لجنة برئاسة سنية عزالدين، وكيلة وزارة التربية والتعليم بالإنابة بسوهاج، المدرسة، بناء على تكليف من الدكتور أيمن عبدالمنعم، محافظ سوهاج.
تلاميذ «كفر الحطبة» بالدقهلية يفترشون الأرض والمديرة: استأجرت 150 كرسى فراشة
وأكدت وكيلة الوزارة لـ«الوطن» أنها اكتشفت أن تلاميذ الصف الخامس والسادس الابتدائى، والمرحلة الإعدادية، لا يجيدون القراءة والكتابة، وأنها صدمت من وضع العملية التعليمة بالمدرسة. وقالت «عزالدين» إنها وجدت أثاث المدرسة متهالكاً بالكامل ولا يصلح للعملية التعليمية، موضحة أنها أعدت تقريراً مفصلاً لرفعه لمحافظ سوهاج عن وضع المدرسة، وأنه سيتم عقاب عدد كبير من المسئولين، وإعادة هيكلة للمدرسة وإدخالها فى خطة التطوير بصورة عاجلة.
وفى واقعة أخرى، قرر الدكتور رضا عبدالسلام، محافظ الشرقية، مجازاة 13 من العاملين بمدرسة الثانوية الصناعية المعمارية بـ«العصايد»، بخصم 3 أيام من رواتبهم، لتغيبهم عن العمل، وقال المحافظ فى تصريحات أمس: «لا غياب للمدرسين بعد اليوم، ولن أسمح بغياب أحد إلا فى الظروف القهرية، وسنوقع جزاءات رادعة على كل من يستهتر بالعملية التعليمية».
وفى أسيوط، اشتكى أولياء أمور تلاميذ «مدرسة المغربى» التابعة لإدارة البدارى التعليمية من أن أبناءهم مهددون بالموت إما بحوادث الطرق أو بطلق نارى طائش يأتى بطريق الخطأ، أثناء ذهابهم للمدرسة التى تبعد 7 كيلومترات عن القرية، نتيجة لعدم اكتمال أعمال الصيانة فى مدرسة القرية.
من جهة ثانية، تجمهر العشرات من أولياء أمور «المدرسة الحديثة» بمدينة قليوب، أمس، احتجاجاً على قرار مديرية التربية والتعليم تحويلها إلى «مدرسة تجريبية»، لتعمل على فترتين لخدمة المرحلة الابتدائية والتجريبية، وأغلقوا أبواب المدرسة، ثم نقلوا تظاهرتهم إلى أمام مقر الإدارة التعليمية بقليوب، وأغلقوا أبوابها، مرددين هتافات منها «عايزنها عادية مش تجريبية».
وانتقلت ألفت فرغلى، وكيل وزارة التعليم بالقليوبية، إلى المدرسة وتحدثت مع أولياء الأمور، وحاولت احتواء الموقف، واجتمعت «فرغلى» بوفد من الأهالى، الذين أبدوا اعتراضهم على اقتراحها بالعمل فترتين.
وفى سياق آخر، قال الدكتور الهلالى الشربينى، وزير التربية والتعليم، إنه «سيتم وضع جدول زمنى بالتدريج، للانتهاء من أزمة كثافة الفصول خلال 6 سنوات على الأكثر، من خلال التوسيع فى بناء المدارس الحكومية، فى المحافظات التى بها كثافة مرتفعة داخل الفصول، حتى يجد كل تلميذ مكاناً ملائماً له بعيداً عن الزحام، وحتى يكون ذلك حافزاً قوياً أمام الطلاب للحضور إلى المدرسة»، مشيراً إلى أنه «كلف المديريات التعليمية بإبلاغ الوزارة بالأراضى التى يصلح البناء عليها، وأنه لن يسمح بالبيروقراطية من أى مسئول فى هذا الملف».
وأضاف «الشربينى» لـ«الوطن» أنه «سيتم التوسع فى الأنشطة المدرسية بجانب الحصص والمحاضرات، حتى لا يصاب الطلاب بالملل، خاصة الأنشطة الرياضية والتربوية والثقافية والترفيهية، وحتى لا يبحث الطالب عن كل هذه الأنشطة خارج المدرسة».
وأشار الوزير إلى أنه «سيتم التركيز خلال الفترة المقبلة على تحسين وتعديل المناهج الدراسية، وتطوير نظم الامتحانات وضبط المنظومة التعليمية بالكامل، وإعطاء كل ذى حق حقه، على أن يتم تطبيق لائحة الانضباط المدرسى بكل حذافيرها لتحقيق الانضباط».
وأضاف الوزير أنه لن يدير الوزارة من خلال المكتب، قائلاً: «ستشاهدوننى فى الشارع والمدارس باستمرار أنا وكل قيادات الوزارة بلا استثناء، ولن أعتمد فقط على التقارير المكتوبة عن الأوضاع بالمدارس».
وفى شأن آخر، زارت الدكتورة بثينة كشك، مدير مديرية التربية والتعليم بالجيزة، مدرسة «أبواليسر» حيث اعتدى أقارب ولى أمر إحدى طالبات المدرسة أمس الأول على أحد أفراد الأمن وعلى معلمة فى الفصل أثناء الشرح وقاموا بضربها وسحلها داخل المدرسة وتمزيق ملابسها.
فى سياق متصل، يفترش تلاميذ مدرسة «أبوالعينين للتعليم الأساسى» بكفر الحطبة، بمركز شربين فى الدقهلية، أرض الفصول المدرسية لعدم وجود مقاعد، بسبب استمرار أعمال الصيانة.
من جانبها، قالت إحسان نجيب، مديرة المدرسة، إنه تم إخطارنا ببدء الدراسة فى المدرسة يوم 27 سبتمبر، أى قبل الدراسة بيوم واحد، وهى بدون مقاعد لاستمرار الصيانة بها، ولم نتسلمها من المقاول، وأخذنا نقوداً من لجنة الزكاة بالقرية لنقل بعض المقاعد لها.
وأكملت: «جلسنا على مقعد مكسور بدون مكتب، واستأجرت 150 كرسى من الفراشة للأطفال والعاملين بالمدرسة، ولا تزال أعمال الصيانة جارية بالمدرسة، ولا أعلم متى ينتهى المقاول، إلا أن جميع الجهات المسئولة تضغط لإنهاء الصيانة، ولست أنا المسئولة عنها».
تلاميذ إحدى المدارس فى رشيد يتلقون دروسهم داخل الخيام