"الوطن" تكشف في تحقيق استقصائي: مافيا تزوير أعمار لاعبى كرة القدم
مافيا تزوير أعمار لاعبى كرة القدم
بعض الناشئين مع محررة «الوطن»
يعشق «خالد» ذو الأربعة عشر عاماً، كرة القدم كما يعشق والدته التى عكفت على تربيته بعدما هجرها أبوه قبل 13 عاماً ليتزوج بأخرى لديها ابن يكبر خالد بخمسة أعوام، انحصرت هواية خالد فى لعب كرة القدم، صار حلمه الالتحاق بأحد الأندية المصرية لتنمية موهبته الكروية، لكن رفض والده التام لهذا الحلم جعله يمارس رياضته المفضلة فى المسابقات التى تنظمها مدرسته وفى الشارع الذى يقع فيه منزله بمنطقة كوبرى القبة بالقاهرة.
تمر الأيام وتتفاجأ والدة خالد بمكالمة هاتفية من شخص لا تعرفه، يخبرها فيها بأن زوجها قدّم أوراق ابنه الرسمية لابن زوجته ليلعب بقطاع الناشئين فى نادى إنبى، لم تصدق والدة الطفل الواقعة إلا بعدما ذهبت إلى النادى ورأت طفلاً آخر ينتحل اسم طفلها «خالد باسم» وبنفس العمر، وعلى الفور قامت الأم باستخراج شهادة ميلاد رسمية تثبت أن خالد ابنها هو خالد باسم الحقيقى.
تقول الأم: «جالى تليفون من واحد قالى مش ابنك اسمه خالد باسم؟ قولت له آه، وقال لى فى مدرسة الشهيدة شيماء اللى فى كوبرى القبة؟ قلت له آه، قال لى أنا صحفى، فيه واحد واخد اسم ابنك ومطلع شهادة ميلاد ومعاه أوراق رسمية باسم ابنك وبيلعب فى نادى إنبى بقاله 3 سنين».
تضيف الوالدة: «أخرجت شهادة الميلاد وشهادة من المدرسة وشهادة نتائج المدرسة بتاعة خالد ابنى، وكل حاجة تثبت إن خالد ابنى هو خالد الأصلى، والصحفى زودنى بصور الأوراق المزورة للولد المزور واخدها وبيلعب باسم خالد ابنى بقاله 3 سنين فى نادى إنبى، أخدت الأوراق وطلعت على القسم عملت محضر تزوير».
بعد تحرير محضر بالواقعة، قام الوالد بالتوجه إلى أحد العاملين بمكتب شئون الطلاب بمدرسة ابنه محاولاً الحصول على ملف خالد باسم، بحسب كلام والدته، حتى لا يتمكن أحد من إثبات عملية التزوير إلا أنها توجهت إلى المحكمة وحصلت على حكم لصالحها بأنها ولى أمر الطالب ولا يحق لأحد غيرها استخراج أوراق رسمية لابنها حتى والده.
تقول: «باسم كان عايز يسحب ملف ابنى من المدرسة اللى فيه كل الأوراق الرسمية، شهادة الميلاد الأصلية، والتأمين الصحى، والتطعيم والبطاقة الصحية عشان يديه لابن مراته، لولا المدرسين رفضوا، واتصلوا بيَّا وقالوا لى لازم تجيبى ورقة من المحكمة إن انت ولى الأمر، إدارة التربية خدت ورقة، والمدرسة خدت ورقة، لو باسم جوزى كان خد ورق ابنى الأصلى كان زمان ابنى ميت والولد المزوّر هو الحى».
تساؤلات كثيرة ما زالت تدور فى ذهن والدة الطفل من بينها كيف لنادٍ درجة أولى بحجم نادى إنبى لم يلاحظ وجود فرق فى سن اللاعب الذى انتحل صفة ابنها منذ ثلاث سنوات، حين كان عمره 11 عاماً بينما كان عمر الولد المنتحل صفته 16 عاماً، بالإضافة إلى مديرة مدرسة الجمهورية الابتدائية الواقعة فى منطقة المعادى التى أصدرت خطاباً تفيد فيه بأن خالد باسم مقيد بها، فى حين أن الطفل مقيد بمدرسة الشهيدة شيماء بمنطقة كوبرى القبة، وهو ما جعلها تقيم دعوى قضائية ضد نادى إنبى ومديرة المدرسة.
واقعة الطفل خالد باسم لم ينكرها نادى إنبى على لسان إمام محمدين، رئيس قطاع الناشئين بنادى إنبى، الذى أكد أن النادى لا يعلم بموضوع التزوير، وعندما علم وتحقق من الواقعة قام بالاستغناء عن اللاعب مردداً: «أنا لا أنكر أن اللاعب ده كان مقيد فى سن 10 سنين لكن مجرد علمنا أنه لاعب «مسنن» -زوّر فى عمره الحقيقى- ولم يكتشف تم ترحيله من النادى وإحنا نادى نضيف تماماً من الكلام ده، وأنا مش عايز أذكر أندية، والأندية المنافسة عارفة الكلام ده».
تصريحات إمام محمدين حول وجود ظاهرة التسنين فى أندية منافسة، كان بداية الخيط فى التحقيق الاستقصائى الذى استمر إعداده خمسة أشهر متتالية.
البداية كانت بتواصل معدة التحقيق مع أحد لاعبى كرة القدم، الذى نتحفظ على ذكر اسمه، حول موضوع التسنين فى قطاع الناشئين، وإمكانية إصدار شهادة ميلاد لـ«محمد» وهو شقيق معدة التحقيق بسن أقل حتى يتمكن من اللعب فى أحد الأندية، لتكون الإجابة بأن هذا الموضوع منتشر ويوجد أشخاص يمكنهم إنهاء هذا الموضوع مقابل مبلغ يتراوح بين 3 - 5 آلاف جنيه وأنه سبق أن عرض عليه أحد زملائه هذا الأمر إلا أنه رفض.
وسطاء يتلاعبون فى «تسنين» الناشئين لتحقيق «تفوق مزيف».. والتسعيرة بين 3 و5 آلاف جنيه
لم تمر أيام قليلة حتى أوصلنا اللاعب بصديقه «أمير» حارس مرمى يلعب فى أحد أندية الدرجة الثالثة، التحق فى بداية مشواره الكروى بنادى «الداخلية» بعدما أصدر لنفسه أوراقاً ثبوتية بسن أقل من سنه الحقيقية، تنقل بعدها إلى عدة أندية، ليتم تحديد موعد معه لمعرفة تفاصيل كيفية استخراج شهادة ميلاد لشقيقى الوحيد «محمد» بسن أقل من سنه الحقيقية ليتمكن من اللعب فى قطاع الناشئين، ليتم تحديد موعد فى أحد المقاهى ويدور بيننا هذا الحوار:
أمير: الموضوع ده بالبلدى مش تزوير، اللى بيحصل إننا بنعمل ورق جديد لأخ زيادة على الورق، الورق اللى بيتعمل أخ جديد لمحمد وليكن اسمه أحمد، كده محمد هيبقى معاه ورقين، ورق باسمه الأصلى وورق جديد باسم أحمد اللى هو مش موجود أصلاً، محمد إما يلغى ورقه بشهادة وفاة ويبقى محمد مش موجود واللى موجود أحمد أو ممكن محمد يسيب ورقه الأصلى القديم ويبقى عايش بورقين.
معدة التحقيق: طب لو محمد ملغاش ورقه الأصلى وعاش بالورقين الأصلى والجديد هيكون فيه مشكلة؟
أمير: لو الأخ الجديد اللى إحنا عملناه بورق جديد موجود مفيش ضرر لأى حاجة، أنا عامل كده وعملت باسبور وسافرت بيه عادى، عايش ومعايا ورقين واحد باسم أمير، مواليد 94 وواحد تانى باسم ياسر مواليد 99 وعايش بالورقين عادى، والاسمين مسجلين فى السجلات الحكومية، أى نعم أنا فرد واحد فى الحقيقة بس محسوب على الدولة بفردين، وينفع أستخرج أى ورق سواء ليَّا أو للاسم الوهمى.
معدة التحقيق: وإيه المطلوب؟
أمير: ما بيعملش أى حاجة «محمد» مطلّع بطاقة، حاجة واحدة اللى هيعملها وأنا أكون معاه، محمد هيضمن ورقه الجديد اللى باسم «أحمد» بالبطاقة، مش لازم أحمد ده يروح، شهادة الميلاد عشان تطلع لازم يكون ضامن أب أو أم أو أخ، ببطاقة محمد هيضمن أخوه الجديد الصغير «أحمد».
لم ينته «أمير» من كلامه حتى قام باستخراج بطاقته الشخصية ليثبت صحة كلامه، مردداً «البطاقة دى بتاعتى باسم أمير (مواليد منطقة ناهيا عام 94) دى اللى أنا عاملها، أنا أكبر من 94 والبطاقة القديمة اللى كانت باسمى الحقيقى إبراهيم ركنتها وعامل شهادة وفاة لورقى القديم، يعنى إبراهيم اسمى الأصلى ده مبقاش موجود، بعد ما عملت شهادة وفاة لورقى الأصلى باسم إبراهيم، عملت ورق جديد باسم أمير مواليد 94 وطلعت بيه بطاقة وورق مدرسة ورميته فى المعهد، الكورة دلوقتى محتاجة جسم كبير 94 مش موجود فى مصر ناشئين».
لم تكن هذه هى الواقعة الأولى التى يغيّر فيها أمير اسمه الحقيقى «إبراهيم» ويستخرج شهادة ميلاد ثانية جديدة باسم جديد «أمير» وسن أقل: «عامل ورق تانى جديد وباسبور مواليد 99 بدل 94 عشان أنا مسافر ألعب بره»، ليخرج أمير جواز سفره الثانى الجديد بالاسم الجديد «ياسر» والسن الجديدة مواليد 99 ليثبت صحة كلامه، مستطرداً: «بعد ما يعمل ورق أكيد هيعمل باسبور عشان حاجة شخصية يمشى بيها لأن سنه مش هيكون جايب بطاقة».
وحول كيفية استخراج هذه الأوراق بشكل قانونى رد أمير: «كل حاجة بتتعمل بفلوس، بجيب ملف ورقتين بكتب بيانات الاسم الجديد بروح أختم من المستشفى والمركز محضر مالوش ورق، واختمه وبروح منطقة اسمها المناشى بيختم برضه وكل ده بالفلوس، بييجى الختم بمنطقة «بولاق الدكرور» أى موظف بيعرف يجيب الختم بياخد الفلوس ويروح يختم ممكن تخلص الإجراءات وأنا بسلم الورق فى العباسية ومعاه بطاقته، فين بطاقتك أنا أخوه ويسلم له الورق، مفيش صورة فى الورق، الصورة لما يعمل الباسبور».
لا تنتهى الخدمات التى يقدمها أمير لعملائه من الذين يريدون استصدار أوراق ثبوتية بسن أقل بمجرد استخراج جواز سفر رسمى، وإنما يمكنه أيضاً أن يستخرج له إثبات قيد من مدرسة تفيد بأن الطالب مقيد بها حتى يثبت فى جواز السفر الرسمى أنه طالب، لتكتمل عملية التلاعب على أكمل وجه: «مدارس فى بولاق جامعة الدولة عند المزلقان اسمها رفاعة الطهطاوى، ممكن ما يقدمش أختم له إثبات قيد من المدرسة عشان يطلّع باسبور».
مدرب منتخب 94 اضطر لاستبعاد نصف الفريق قبل إحدى البطولات بسبب «السن المزور»
اسم المدرسة التى يتعامل بها «أمير» لقيد عملائه من المتلاعبين فى الأوراق الثبوتية، كان السبب فى كشف تزوير أحدهم، الذى كان يلعب فى نادى الزمالك مواليد 99 بعدما تقدّم مجلس إدارة نادى نجوم المستقبل باحتجاج لمنطقة الجيزة لكرة القدم ضد لاعبين من نادى الزمالك مواليد 99 يفيد بأنهما يلعبان بعمر مزوّر، وبعد التحرى ثبت أن لاعباً واحداً يدعى حسن سعد محمد عبدالكريم هو المزوّر، بعدما أرسلت المنطقة خطاباً إلى مدرسة رفاعة الطهطاوى الثانوية بالجيزة وهى المدرسة المقيد بها اللاعب وفقاً لاستمارة القيد باتحاد الكرة لترد المدرسة بأن اسم اللاعب المذكور غير مقيد بها وبالتالى فإن اللاعب مزور.
أمير لا يرى خوفاً من اكتشاف التلاعب فى أوراق اللاعبين، موضحاً أن الأندية تكون على علم بهذه العمليات، فالأهم بالنسبة لها هو تحقيق بطولة، مستشهداً بما حدث معه عندما كان يلعب فى نادى الداخلية فريق مواليد 94 قائلاً: «مفيش حد هيتكلم لأنى هكسّب النادى وبالذات لما يكون ورقى سليم، «الداخلية» كلها مزورين فرقتى مواليد 94، وكلها كانت مزورة، الداخلية كانوا عارفين إنى مزور وكنت بكسّبهم، فرقتى كلها كانت مزورة، والكباتن كانوا عارفين اسمى التانى «إبراهيم».
لم يكن اتهام أمير بوجود مزوّرين بين صفوف نادى الداخلية اتهاماً وحيداً، أيده فى هذا الاتهام لاعب يدعى إسلام عيسى، لاعب نادى النصر، تعرض لإصابة فى وجهه بعد احتكاكه بأحد لاعبى نادى الداخلية، جعلته يلزم البيت حتى يومنا هذا، إلا أن معدة التحقيق لم يتسن لها التأكد من أن اللاعب الذى أصاب عيسى هو لاعب مزوّر، يقول عيسى: «كان عندنا ماتش الداخلية أول ما الشوط التانى بدأ بعد ربع ساعة كده، كورة فى نص الملعب، طالع آخدها بصدرى عشان أشوطها فى الجون، المساك بتاع الداخلية راح واخدنى وخد الكورة نزلت بوشى على الأرض وراح نازل بجسمه كله على دماغى فحصل كسر فى وشى والعضم ده كله اتكسر ووشى ورم ورحت المستشفى وتانى يوم عملت العملية ومن ساعتها وأنا مش قادر ألعب كورة بسبب لاعب مسنن».
وبسؤاله عن كيفية معرفته إذا كان هذا اللاعب متلاعباً بسنه، أضاف: «بيبان عليه لو مكانش جسمه وشه تحس إنه كبير أول ما تشوفيه كل الناس بتعرفه، بيبقى باين عندك فى الملعب، أول ما بننزل كلعيبة بنعرفه إذا كان مسنن أو مش مسنن، للأسف الموضوع ده انتشر جداً واشتكينا كتير لاتحاد الكرة ومحدش بيعملنا حاجة».
انتشار ظاهرة التسنين والتزوير فى كرة القدم، جعل عاملين بالمجال الكروى يقومون بتدشين حملة بعنوان لا للتزوير والتسنين من أجل مواجهة الظاهرة التى بدأت فى الانتشار عام 2008، بحسب مؤسس الحملة أحمد حسن، وهو مدرب فى نادى النسر الفضى بالإسكندرية.
يرجع سبب انتشار هذه الظاهرة، وفق حسن، إلى ضعف إجراءات القيد التى وضعتها لجنة شئون اللاعبين بالاتحاد المصرى لكرة القدم قائلاً: «إجراءات قيد اللاعبين جعلت الفرق تزوّر أكبر عدد ممكن من اللاعبين، خاصة أن إجراءات القيد تكون عبارة عن شهادة ميلاد و4 صور شخصية، وبيان قيد طالب فى المدرسة، فبييجى مدرب الفرق يجيب أى شهادة ميلاد ويحط عليها صور اللاعب المزوّر اللى اختاره، خاصة أن شهادات الميلاد مفيهاش صور، أما بالنسبة لبيان قيد الطالب فى المدرس سهل إنه يتزوّر أو يطلع من أى مدرسة مقابل الفلوس، خاصة أن الختم اللى بيكون عليه ممكن يتقلد وبيكون خاص بالمدرسة مش ختم رسمى».
واقعة أخرى فجرها مؤسس الحملة، التى كانت سبباً وراء تدشين حملته وهى استبعاد ما لا يقل عن ثمانية لاعبين من منتخب مصر للناشئين مواليد 94 من المنتخب قبل سفرهم بأسبوع إلى بطولة الأمم الأفريقية يناير 2011 بعدما فرض الاتحاد الأفريقى لكرة القدم إجراءً كان الأول من نوعه وهو تطبيق الأشعة السينية «mir» على اللاعبين والتى تكشف السن الحقيقية للاعبين.
محررة «الوطن» تخوض مغامرة للحصول على سن أقل لشقيقها.. وتكتشف انتشار الظاهرة وبعلم الجميع
واقعة المنتخب أكدها الكابتن تامر عبدالحميد، المدرب العام لمنتخب الناشئين مواليد 94 وأنه اضطر إلى استبعاد نصف الفريق وتم استبداله بالاحتياطى قبل المشاركة بالبطولة، مشيراً إلى أن هذا الأمر كان منتشراً قبل تطبيق الأشعة السينية وأنه منذ هذا الوقت وجميع اللاعبين فى أعمارهم الحقيقية.
مردداً: «الكلام ده من 5 سنين مكانش لسه طبق هذا الجهاز، أول ما طبقه الاتحاد الأفريقى بدأت الأندية تطبيقه فى مصر، أصبح من 5 سنين لحد النهارده كل اللعيبة الموجودين فى سن 17 سنة هو ده سنهم الحقيقى قبل كده كان غير متاح بالنسبة مش بس لمنتخب مصر وكمان بالنسبة لى كمدرب فى منتخب مصر إنى أعرف السن الحقيقى للاعب، إحنا خسرنا ييجى نص الفرقة تقريباً، يمكن الهيكل الأساسى بنتكلم فى حوالى 6 أو 7 لعيبة بالنسبة لى نص الفريق، الهيكل الأساسى اللى بعتمد عليه فى البطولة وتم تعويضه بالبدلاء».
اقتراحات عدة طرحها مؤسس حملة لا للتزوير والتسنين، للحد من هذه الظاهرة، كان أبرزها ضرورة فرض اتحاد الكرة قراراً بإجبار الأندية على تطبيق الأشعة السينية على لاعبيها، بالإضافة إلى اشتراط أن يقوم ولى الأمر بالتوقيع على إقرار قانونى يثبت فيه صحة المعلومات الخاصة بنجله وفى حال ثبوت عدم صدقها يتم تحويله إلى النيابة العامة.
أرجع البعض ظاهرة التسنين لضعف إجراءات القيد والجهة المسئولة عنها هى لجنة شئون اللاعبين باتحاد الكرة المصرية التى كان يرأسها أحمد مجاهد وقت إعداد التحقيق، حاولت معدة التحقيق التواصل مع رئيس اللجنة وقتها عبر هاتفه ليرد علينا بأنه خارج البلاد وعندما طلبنا منه أن يرشح أحداً للتحدث فى الموضوع لم نتلق منه رداً لنحاول التواصل معه مرة أخرى بإرسال فاكس رسمى إلى إدارة شئون اللاعبين، لكن دون جدوى إلى أن تقدم باستقالته، لنكرر المحاولة مع رئيس اللجنة الجديد محمود الشامى، الذى لم يختلف الأمر معه ولم يجب أيضاً على أى اتصال أو رسائل.
وحول تطبيق الإجراءات الدولية للحد من ظاهرة التسنين والتزوير على المستوى المحلى، قال الدكتور محمد فضل الله، أستاذ التشريعات الرياضية بالجامعة الأمريكية فى دبى: «المفترض أن قطاع الناشئين فى الأندية والفرق الجديدة ياخدك إلى المنتخبات، المنتخبات دى لما تروح تلعب بره هتخضع للإجراءات والاشتراطات السينية، فهيكتشف إن ده مش سنى ولا ده عمرى».
وأضاف فضل الله أنه فى حال إثبات واقعة التزوير فى عمر اللاعب فإن الاتحاد الدولى «الفيفا» فرض مجموعة من العقوبات وهى إلغاء نتيجة كل مباراة شارك فيها اللاعب وحرمانه من القيد والتسجيل فى الاتحاد التابع له، بالإضافة إلى فرض عقوبات مالية، لافتاً إلى أن هذه العقوبات تختلف من بلد إلى آخر فهناك اتحادات تكتفى بعقوبة إلغاء نتائج المباريات واتحادات أخرى قد تفرض عقوبات مالية واتحادات قد تضم العقوبتين معاً مردداً: «للأسف العقوبات التى تفرضها اللائحة الدولية بتكون غير ملزمة للاتحادات الوطنية».
«أمير» شخص من مجموعة أشخاص أصبحوا يمتهنون التلاعب فى الأوراق الثبوتية لمن يريد الحصول على شهادة ميلاد بسن أقل، خاصة فى ظل وجود لاعبين استطاعوا الوصول إلى أندية قمة واللعب بين صفوفها دون أن يفتضح أمرهم، وهو ما أكده أمير قائلاً: «لعيبة فى مصر كتير جداً عاملة الموضوع ده، منهم ناس فى أندية كبيرة زى جون الأهلى «م. ع» ده مواليد 87 عامل ورق مواليد 93 ده صاحبى ولاعب ضدى، و«ر. ص» مواليد 93 وعامل ورق مواليد 97 ده من عندى من أرض اللواء، وبيلعب فى الأهلى بقاله 5 سنين فى الفريق الأول، المهم ورقه سليم، مصر بلد الورق وفيه لعيبة تانية فى أندية تانية زى «ص. ج»، و«ر. ر»، و«أ. س» أى نادى فى مصر فيه مزورين، الداخلية كلها مزورين، فرقتى مواليد 94 كلها مزورة».
أنجز هذا التحقيق بدعم وإشراف شبكة أريج (إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية)
www.arij.net