حسين فهمى: الشعب «اتصدم» في الإخوان
برؤية فنان مثقف، يتحدث حسين فهمى عن اللحظة الراهنة فى تاريخ مصر، بروح مواطن مهموم بقضايا الوطن، يرصد مشاكل مصر وأزماتها فى الشهور الأخيرة، حيث يرى أنها لا تحتاج لمعجزة من السماء، بقدر ما يكفيها إخلاص أبنائها لها، ويثق فى المجلس العسكرى، ويرفض «الإخوان» بعد أن تأكدت وجهة نظره فيهم.
فى حواره لـ«الوطن» يتحدث حسين فهمى فى السياسة والفن والإعلام بصراحته المعتادة.
* ما تصورك لشكل مصر بعد الانتخابات الرئاسية، وهل ترى أنها تحتاج لمعجزة؟
- كل ما أتمناه أن يلتف جميع المصريين حول الرئيس القادم، أياً كان اتجاهه طالما جاء عن طريق انتخابات حرة ونزيهة، وأن يحدث تضافر بين أبناء الشعب من أجل بناء الوطن، ونبذ الخلافات، ونسيان الماضى، وتجاوزه من أجل بناء المستقبل، فالمستقبل لن يأتى إلا مع تضافر جهودنا، وترك الماضى، والالتفات بقوة نحو خلق واقع جديد للبلاد، يكون لكل مخلص دور فيه، ويجب أن يبحث الرئيس الجديد عن احتياجات الشعب ويسعى لتحقيقها، وفى رأيى أن مصر لا تحتاج لمعجزة، ولكنها تحتاج للمصالحة من خلال حب أبنائها، وعملهم بجدية وإخلاص فقط.
* ما تقييمك للفترة الماضية التى شهدتها البلاد؟
- الفترة الماضية كانت فرصة جيدة لكى نتمكن من قراءة أفكار كل التيارات والاتجاهات، وخاصة تلك التى لم تكن لديها فرصة للتعبير عن نفسها قبل الثورة، مثل السلفيين والإخوان، ومن الأشياء المميزة فى الشهور الأخيرة إمكانية متابعة جلسات مجلس الشعب على الهواء مباشرة بدون مونتاج، فرأينا تصرفات أقل ما يمكن أن يقال عنها إنها حمقاء، وسمعنا آراء متخلفة جداً، ورأينا أيضاً أفكاراً متقدمة ومتميزة.
* وماذا عن أداء «الإخوان» وهل تتوقع وصولهم للحكم؟
- تأكدت وجهة نظرى فى «الإخوان» بعد أن حصلوا على فرصة تاريخية لهم خلال الشهور الماضية، وتأكدت أنهم لا يقولون الحقيقة دائماً، ولا يلتزمون بكلمتهم معظم الأوقات، وتأكد لدينا أنه لو قدر أن يكون هناك رئيس للجمهورية من «الإخوان» فإنه سيكون تابعاً للمرشد العام، وهذا يعطى مؤشراً باتجاه مختلف ستسلكه البلاد فى هذه الحالة، وسيكون أقرب لنموذج الحكم الإيرانى، ولا أعتقد أنهم سيصلون للحكم، وإذا حدث فإنهم سيفشلون، وأعتقد أنهم الآن يراجعون أنفسهم وسياساتهم لأن الشعب «اتصدم فيهم».
* وما تقييمك لأداء المجلس العسكرى خلال الفترة الانتقالية؟
- دائماً أقول إن المجلس العسكرى هو نتاج للعسكرية المصرية التى لها تاريخ مشرف، ولم أتشكك يوماً فى المجلس العسكرى، أو نواياه من اليوم الأول للثورة حتى الآن، وأنا أتفق مع الرأى القائل بأن هناك أيادٍ خفية فى الداخل والخارج، مارست دوراً لكى تضع المجلس العسكرى فى موقف حرج، ورأيناه يتحمل كثيراً من الإهانات والتطاول الذى لا يليق به باعتباره درعاً وملاذاً أخيراً للوطن، والمجلس العسكرى التزم بكل ما قاله فى عدم إطلاق رصاص على الشعب، والتزم بتقديم انتخابات نزيهة فى مجلس الشعب، وكذلك التزم بإتمام الانتخابات الرئاسية فى موعدها، وسيكون هناك التزام بتسليم السلطة فى موعدها؛ لأن هذا هو شرف العسكرية المصرية، وأثق فيما قاله أن هناك كثيراً من الأسرار التى ستعلن وستظهر عقب انتخاب رئيس جديد.
* وكيف رأيت حالة الخلاف والصراع بين القوى السياسية؟
- لابد أن نعترف أن الديمقراطية لغة جديدة علينا، وليس عيباً أننا نحاول خلال الفترة السابقة أن نكتشفها ونتلمس ملامحها، وأثناء هذا الاكتشاف تحدث بعض التجاوزات والخروج على النص، وهذا أمر طبيعى، ولكن لا ينبغى أن يصل بنا الخلاف إلى مرحلة الكراهية، وتشويه الآخر مثلما يحدث الآن، بل يجب أن نتجاوز هذا سريعاً، وندرك جوهر الديمقراطية ومعناها الحقيقى، ولا أتصور أن ذلك سيكون بعيداً.
* وكيف كان دور الإعلام فى المرحلة السابقة؟
- للأسف لم يكن الإعلام محايداً على الإطلاق فى الفترة السابقة، وكنا نستطيع بسهولة أن نحدد اتجاه كل محطة وكل مذيع، من خلال أسلوب إدارة الحوار، ونوعية الضيوف، وكانت هناك محاولات دائمة لتوجيه الرأى العام، بعيداً عن المهمة الحقيقية للإعلام، وهى عرض الحقائق والمعلومات بدون تحيز، الإعلام فى الفترة السابقة كان فى أسوأ حالاته، ولم نكن ننتظر منه أن تكون هذه هى ملامحه فى تلك الفترة المهمة من تاريخ مصر.
* هل تتوقع وجود أى تداعيات للحكم على الرئيس السابق؟
- للأسف ستكون هناك تداعيات عديدة للحكم على الرئيس السابق ونجليه ومساعديه، ومهما كان الحكم فلن يرضى فئات كثيرة، سواء كان إعداماً أو براءة أو حكماً بالحبس، فالتداعيات ستتوالى، ولا أعتقد أننا سنستطيع منعها، وكل ما أتمناه أن نتجاوزها سريعاً بعد أن تأخذ وقتها.
* تشارك فى سباق الدراما الرمضانية بمسلسل «حافة الغضب».. ماذا عنه؟
- المسلسل من جزءين، كل منهما 15 حلقة، وتجمعهما حالة الغضب التى بداخل الإنسان، والتى تدفعه لارتكاب أفعال خاطئة، الجزء الأول بعنوان «حالة حب» كتبه محمد سليمان، وأجسد فيه شخصية «محب» وهو أستاذ جامعة وطبيب نساء وولادة، والأحداث تدور فى إطار اجتماعى كوميدى، أما الجزء الثانى الذى كتبه محمد الصفتى، فهو مأخوذ عن قصة للأديب العالمى «جابرييل جارسيا ماركيز» بعنوان «موت محتوم»، وهى شبيهة بأعمال نجيب محفوظ، رغم أن أحداثها تدور فى الريف الكولومبى، إلا أنها متشابهة تماماً، مع ما يحدث عندنا فى الريف المصرى، وفى الحقيقة أنا تحمست جداً للعملين، خاصة أنهما من إخراج حسنى صالح، الذى أتعاون معه للمرة الأولى، وإن كنت قد شاهدت له أعمالاً سابقة رائعة.
* وكيف ترى شكل المنافسة فى رمضان المقبل؟
- المسلسلات هذا العام كثيرة جداً، بالإضافة إلى كثرة عدد البرامج، وأنا أرى أن المنافسة دائماً تكون فى صالح المشاهد، ولكن للأسف ستظلم كثير من الأعمال، وخاصة أعمال نجوم الصف الثانى.
* وهل ترى أن الدراما التليفزيونية هذا العام ستصمد أمام دراما الشارع السياسى؟
- فى الحقيقة دراما الشارع السياسى وتطوراتها أقوى بكثير من الدراما التى نقدمها، بكل مفاجآتها وسخونتها، من انتخابات رئاسية، ومجلس شعب متوقع حله، وحكومة ستتغير، وحكم قضائى على الرئيس السابق، كل هذا يجعلنا نتوقع ضعف الإقبال على الدراما التليفزيونية هذا العام.