«رميت» زوجى فى النيل
«رميت» زوجى فى النيل
متهمة
«ماكنتش أعرف إنى لما زقيته فى النيل ممكن ينزل ويغرق.. آه أنا زقيته بعزمى كله لكن هذه نهايته التى أرادها الله له» هكذا بدأت «سهير. ح. أ» 38 عاماً، ربة منزل وتقيم قرية الرياينة الحاجر فى حضن الجبل الشرقى بمركز ساقلتة فى سوهاج، اعترافاتها بقتل زوجها «يسرى»، 38 عاماً، بعد عِشرة دامت 10 سنوات بينها وبين زوجها العامل البسيط، الذى دفعها الشيطان لإلقائه فى الماء، وقت محاولته مصالحتها والاعتذار لها، بسبب هجره فراش الزوجية لثلاثة أشهر، ليخرج من النيل إلى مثواه الأخير، وتكبل هى بالكلابشات الحديدية بتهمة القتل.
الزوجة قالت فى اعترافاتها أمام اللواء خالد الشاذلى، مدير الإدارة العامة للمباحث الجنائية فى سوهاج وهى تسرد تفاصيل الجريمة، إن معاملة زوجها بدأت تتغير بشكل كبير منذ 3 أشهر وهجرها فى الفراش بدون سبب، ووصل الأمر إلى قيامه بتطليقها شفاهة، وعندما عاتبته على العشرة التى بينهما وأطفالهما الثلاثة الذين هم فى عمر الزهور، أكد لها أنه لا يرضى عن أحواله التى تبدلت فجأة وطالبها بأن تذهب به لأحد المشايخ لعلاجه من حالته تلك لعله قد أصابه مس من الجن.
الزوجة قالت إنها توجهت بزوجها من مسقط رأسها فى مدينة ساقلتة باتجاه مدينة طهطا غرب النيل وأثناء عبورها نهر النيل بواسطة عبَّارة نيلية عند «جزيرة الخزندارية» مر بها شريط الذكريات سريعاً، منذ أن تقدم زوجها لخطبتها من والدها وكيف أنها استقبلت الخبر بفرحة عارمة لأنها أوشكت على أن يتركها قطار الزواج على محطة العوانس بالمنطقة، ولأن البنت فى الصعيد عندما يقترب عمرها من الثلاثين عاماً تكون قد فقدت الأمل فى الزواج وتنتظر مخلفات المشاكل الزوجية «رجل كبير فى السن رحلت عنه زوجته أو آخر يحتاج لتربية أطفال بعد انفصاله عن والدتهم»، تتذكر سهير كيف أنها عاشت أجمل أيام حياتها مع زوجها رغم بساطة العيش معه ومرت عليها الأيام بحلوها ومرها سريعة وكأنها فى حلم أفاقت منه على كره زوجها لها فجأة وبدون مقدمات، لكن قلبها كان يخبرها دائماً بأن زوجها يخطط للزواج بأخرى، هكذا كان يحدثها قلبها على الرغم من أنها لا تملك معلومات كافية عن شكوكها، كما أن زوجها لم يخبرها بشىء من تلك المخاوف، لكنها تعلم علم اليقين أن زوجها يخطط لشىء وخاصة بعد أن ألقى عليها يمين الطلاق عقب مشادة كلامية بسيطة حدثت بينهما أكبر منها بكثير خلال رحلة حياتهما، أفاقت الزوجة من تفكيرها الذى بدت ملامحه واضحة على وجهها وهى تنظر فى مياه النهر، شعر الزوج بحالة زوجته فرقَّ قلبه لها ليمسح بيده دموعها التى بدأت تتساقط على خديها، قدم لها الاعتذار وأكد لها أنه لم يقصد الإساءة إليها فى تطليقها لكن الشيطان تغلب عليه وأنه لن يغضبها مرة أخرى وأنه ندم على فعلته ونسيانه العشرة التى بينهما.
احتضنها الزوج داخل أحد أركان العبارة النهرية، فى وسط نهر النيل، لكنها كانت قد وصلت لدرجة كره كبيرة ولم يقبل قلبها اعتذاره بعد أن شعرت أن كرامتها قد أهدرت على يد حبيب عمرها، فدفعته بكلتا يديها دفعة قوية بكل ما أوتيت من غل فسقط فى النهر بعد أن تجاوز سور العبارة الحديدى، وغاص سريعاً فى الماء بعدها أطلقت استغاثاتها وبدأت تصرخ بهستيريا داخل العبارة حتى يتمكن الموجودون على ظهر العبارة من إنقاذه، لكن فات الوقت وانتهت حياة زوجها للأبد وسط النهر.
البداية إخطار تلقاه اللواء أحمد أبوالفتوح، مدير أمن سوهاج، من العميد الدكتور عمر خطاب، رئيس فرع بحث الشمال بورود بلاغ لمركز شرطة طهطا من عارف أحمد بكر محمد، 30 عاماً، سكرتير نيابة أخميم لشئون الأسرة، ويقيم بناحية الرياينة الحاجر، دائرة مركز ساقلتة بغياب شقيقه يسرى أحمد بكر، 38 عاماً، موظف بمجلس مدينة ساقلتة ويقيم بذات الناحية، واتهم زوجة شقيقه المدعوة سهير حفظى الصادق محمد، 38 عاماً، ربة منزل وتقيم بذات الناحية بأنها وراء غيابه لوجود خلافات عائلية بينهما.
وتم تشكيل فريق بحث وتبين أن المذكور خرج من منزله برفقة زوجته من محل إقامتهما بناحية الحاجر مركز ساقلتة إلى منطقة نزلة هريدى بناحية الخزندارية شرق دائرة مركز طهطا فحدثت بينهما مشادة كلامية، فقامت بدفعه بنهر النيل حيث لقى مصرعه غرقاً، وتمكنت وحدة الإنقاذ النهرى من انتشال الجثة بمساعدة الأهالى، ونقلها لمشرحة مستشفى طهطا المركزى، وعقب استئذان النيابة العامة تمكن ضباط وحدة مباحث مركز طهطا من ضبط المتهمة، وبمواجهتها بما أسفرت عنه التحريات اعترفت بارتكابها الواقعة، وتحرر محضر بالواقعة، وباشرت النيابة العامة بمركز طهطا بإشراف المستشار أسامة عبدالسلام رئيس النيابة الكلية، التحقيقات مع المتهمة.
وأنكرت المتهمة أمام المستشار هيثم صلاح مدير نيابة طهطا تهمة قتل زوجها، وأكدت أنه سقط من على سطح العبَّارة عندما اختل توازنه ولم يكن لها دخل فى ذلك، وأمرت النيابة بحبسها 4 أيام على ذمة التحقيقات، كما أمرت النيابة بانتداب الطب الشرعى لتشريح جثة المجنى عليه لبيان ما بها من إصابات وسببها وتاريخها وكيفية حدوثها والأداة المستخدمة فى إحداثها وبيان سبب الوفاة والتصريح بالدفن عقب ذلك.