ماسح الأحذية: عينى على «جزم الناخبين»
ماسح الأحذية: عينى على «جزم الناخبين»
ماسح الأحذية
كان أمامه خياران، الأول أن يتجه مباشرة إلى منطقة الطالبية بالهرم، أمام مدرسة «الشهيد أسامة أحمد محمد»، (أم الأبطال سابقاً)، حيث اعتاد أن يجلس هناك بصندوق مسح الأحذية، دون الذهاب للإدلاء بصوته، والثانى أن يتوجه مباشرة إلى منطقة البراجيل، حيث توجد لجنته الانتخابية للإدلاء بصوته، متجاهلاً الوقت الضائع من اليوم ومن ثم الرزق القليل، ودون تفكير قرر «عثمان جعفر» التوجه إلى لجنته حاملاً «عدة الشغل» على كتفه.
«قلت لازم أروح انتخب، أمّال إيه؟! ده حتى مشوار يستاهل، وربنا سهلها وكنت أول الناس قدام اللجنة»، قالها الرجل الستينى بسعادة، فور الإدلاء بصوته والتوجه مباشرة إلى الطالبية، متباهياً وسط المارة بإصبعه الملطخ بالحبر الفسفورى. انتهى «عثمان» من التصويت وعاد إلى الطالبية ليجلس أمام لجنة مدرسة «الشهيد أحمد محمد» فى انتظار مسح أحذية الناخبين لتحقيق مكسب من هذا اليوم: «الحمد لله على كل شىء، الرزق بتاع ربنا، يوم فيه ويوم مفيش، لكن النهارده عندى أمل أحقق مكسب من الناخبين اللى بيترددوا على الانتخابات».
يحمل الرجل رسالتين للناخبين، أولهما فخر وتأييد لمشاركتهم مثله فى الانتخابات البرلمانية الهامة فى عمر الوطن، أما الثانية فهى حثهم على مسح أحذيتهم لجنى الرزق: «هما كلمتين وبس مش هكتر، انتخبت وجيت على شغلى أهو، انتخبت فى البراجيل وجيت على الطالبية، ولسه فيه بكرة، اللى مانتخبش زى حالاتى النهارده ينزل بكرة ضرورى ويصوت للى شايفه الأصلح فى دايرته».