هل فقد الرئيس قدرته على الحشد؟
هل فقد الرئيس قدرته على الحشد؟
الرئيس عبد الفتاح السيسي
اختلفت آراء السياسيين حول أسباب عزوف الناخبين، خاصة الشباب، عن المشاركة فى العملية الانتخابية، وأرجع البعض ذلك إلى انخفاض شعبية الرئيس عبدالفتاح السيسى، وعدم شعور المواطن بتغير حقيقى فى ظروفه المعيشية، فيما رأى آخرون أن ضعف الإقبال يعود لقناعة قطاع عريض من الشعب بوجود تعارض بين صلاحيات مجلس النواب، وصلاحيات رئيس الجمهورية، ما دعاهم إلى عدم المشاركة فى العملية الانتخابية، وهو الأمر الذى يؤكد حسب وصفهم وجود شعبية كبيرة للرئيس السيسى. «الوطن» أجرت مواجهة بين حازم عبدالعظيم عضو حملة الرئيس السيسى سابقاً، والمؤيد لوجهة النظر الأولى التى ترجع ضعف الإقبال إلى انخفاض شعبية الرئيس، ومحمود بدر مرشح قائمة «فى حب مصر» ومؤسس حركة تمرد، الذى يرى فى ضعف الإقبال دليلاً على شعبية الرئيس الكبيرة.
حازم عبدالعظيم: ضعف الإقبال دليل انخفاض شعبية «السيسى»
رأى الدكتور حازم عبدالعظيم، عضو حملة الرئيس عبدالفتاح السيسى سابقاً، أن ضعف الإقبال فى الانتخابات، دليل على انخفاض شعبية الرئيس، وأن الشعب لم يعد يثق فى أحاديث تقال له، ولم يعد منبهراً بمصطلحات المشاريع التى يتم إعلانها، كقناة السويس، وغيرها، وإنما فقط يريد أن يلمس نتائج ذلك على حياته المعيشية.. وإلى نص الحوار:
■ كيف تقرأ ضعف إقبال المواطنين يومى الانتخابات البرلمانية؟
- توقعت حدوث ذلك، فتدخل الإعلام المصرى وأجهزة الدولة، فى العملية الانتخابية وصل للمواطن العادى، وشعر أن هناك أحزاباً وقوائم صنعتها أجهزة سيادية، فحدث انفصام بين الرئيس وأجهزته وإعلامه، وبين الشعب المصرى، وبدأ الشعب يشعر بأن هناك من يوجهه باستمرار، وسبق أن شعروا بذلك فى مشروع قناة السويس، وفى استصلاح المليون ونصف فدان، وفى الحديث عن المشروعات الاستثمارية، التى لم يجد المواطنون أى جدوى اقتصادية تعود عليهم من هذه المشروعات.
ولابد أن نشير كذلك إلى أن قناة السويس، وحفر التفريعة، لم يُحدث أى فرق، بل على العكس فإن الدولة تدفع أموال التكريك بالدولار، وهو ما كان أحد الأسباب المؤثرة على انخفاض سعر الجنيه، والـ4 مليارات دولار التى دفعت فى التكريك كان من الممكن أن يتم إنفاقها على العشوائيات، أو أى مشروعات أخرى يلمس من خلالها المواطن حدوث تطور وتقدم فى حياته، خاصة بعدما ثبت أن انخفاض الاستثمارات يعود لانخفاض حركة التجارة العالمية.
وفى المجمل فإن تعامل الدولة مع الانتخابات افتقر للشفافية والحيادية، فالشفافية ليست فى عدم تدخل الدولة فى الصندوق، وإنما تتمثل أيضاً فى البعد تماماً عن العملية الانتخابية، سواء بدعم إحدى القوائم الانتخابية، أو إنشاء أحزاب شابة.
■ وما أسباب عزوف الشباب من وجهة نظرك؟
- الشباب لم يعد يشعر أنها «صورة سيلفى»، بعد أن تلقوا العديد من الوعود بمشاركتهم فى الحياة السياسية والتنموية، دون تنفيذ، وبعد أن وجدوا أن من يعارض منهم، يتعرض للتشويه والتجريح، وأنهم يتعايشون مع مناخ سياسى موجه، من يعارضه يتعرض لأقصى درجات الإهانة، لذا على الرئيس السيسى وإعلامه وأجهزته رفع أيديهم عن الحياة السياسية.
أضف إلى ذلك أن الشباب لم يسعدوا بقرار الرئيس بالإفراج عن 100 من الشباب المعتقلين، حيث شعروا أن القرار جاء لإرضاء الأمم المتحدة، وتساءلوا: لماذا تم الإفراج عن مائة فقط وليس أكثر من ذلك، فالإفراج عن المعتقلين فى وجهة نظر الشباب، جاء كحسابات شخصية.
■ ما الرسالة التى وصلت للمسئولين عبر العزوف عن التصويت؟
- ما حدث رسالة قوية للرئيس لتغيير طريقته فى إدارة الدولة، وأن حكم الفرد لن يصلح شيئاً، ولن يتقدم بالدولة للأمام.
■ البعض يرجع ضعف الإقبال للنظام الانتخابى وليس للرئيس؟
- نغمة أن الأجهزة تعمل بعيداً عن الرئيس ليست صحيحة، فالرئيس هو الذى يحرك أجهزة الدولة، وللأسف من يعملون معه ويستعين بخبراتهم فى سن التشريعات.
■ هل ضعف الإقبال له مؤشر بشأن شعبية الرئيس السيسى؟
- بالطبع، دليل على انخفاض شعبية الرئيس، ودليل على أن العناوين العريضة التى يتحدث بها الرئيس عن المشروعات القومية، كقناة السويس والعاصمة الإدارية، وغيرها.
«بدر»: تأكيداً لشعبيته.. والناس اكتفوا به ولا يريدون البرلمان
قال محمود بدر، مؤسس حركة تمرد ومرشح قائمة «فى حب مصر» لقطاع القاهرة ووسط وجنوب الدلتا، إن عزوف المواطنين عن المشاركة فى الانتخابات البرلمانية يرجع لقناعتهم بأنه سيكون هناك تعارض بين صلاحيات مجلس النواب والرئيس عبدالفتاح السيسى، مشيراً إلى أن العزوف وفقا لهذا السبب يؤكد شعبية الرئيس السيسى وليس العكس، وإلى نص الحوار:
■ كيف تقرأ ضعف إقبال المواطنين على الانتخابات؟
- نسبة مشاركة المواطنين أقل من المتوقع، والعزوف له مجموعة من الأسباب، أولها وجود قطاع عريض من المصريين، خشوا أن يكون هناك تعارض بين صلاحيات الرئيس والبرلمان، فاختاروا الرئيس، ولم يذهبوا للانتخابات، عازفين عن المشاركة، إضافة إلى عدم وجود حشد إعلامى للانتخابات.
كما أن السجال الذى حدث بين المرشحين، وتصوير العملية الانتخابية على عكس الواقع بأنها صراع بين نواب الحزب الوطنى، والسلفيين، تسببا فى ضعف الإقبال، خصوصاً مع تقصير الإعلام فى التأكيد على المواطنين بأن الانتخابات البرلمانية، والتى تمثل الاستحقاق الثالث لخارطة الطريق، هى المتممة لـ30 يونيو.
■ هل تتوقع أن يتغير الأمر فى المرحلة الثانية وتزيد نسبة الإقبال؟
- أتوقع نسبة أعلى للمشاركة فى المرحلة الثانية، وأن يتم تدارك ما حدث فى المرحلة الأولى.
■ البعض يرى أن عزوف المواطنين دليل على تراجع شعبية الرئيس السيسى؟
- بالعكس، ما دفع المواطنين إلى عدم المشاركة، هو شعورهم كما سبق وذكرت أن هناك تعارضاً بين الرئيس ومجلس النواب، ولعل ما تردد خلال الفترة الماضية، من أقاويل حول رغبة البعض فى الاكتفاء بالرئيس، دون وجود مجلس للنواب تم التعبير عنه بمشهد المرحلة الأولى من الانتخابات، فشعبية الرئيس راسخة عند المصريين، والناس لديها ثقة كبيرة فيه، فما هى علاقة الرئيس بالانتخابات البرلمانية، فالرئيس لم يكن داعماً لأى من المرشحين، أو التحالفات الانتخابية.
■ كيف تقرأ عزوف الشباب عن المشاركة باعتبارك واحداً منهم؟
- ضعف إقبال الشباب، جزء من ضعف المشاركة بوجه عام، وعلى مستوى العالم فإن نسبة مشاركة الشباب فى العمليات الديمقراطية لا يتجاوز 16%، ومن ثم فإن أسباب عزوف الشباب هى نفس أسباب عزوف المواطنين، بشكل عام.
■ فى نظرك لماذا لم يخرج المواطنون للتصويت بعد دعوة الرئيس وخطابه، على عكس نتائج خطاباته السابقة؟
- النسبة الكبيرة التى خرجت، خرجت بعد خطاب الرئيس السيسى، ولولا الخطاب ما كانت النسبة التى شاركت فى الانتخابات خلال اليومين.
■ البعض يرى أن سوء الأحوال المعيشية وراء عزوف المواطنين؟
- قد يكون هذا أحد الأسباب، لكنى لا أعتقد ذلك، فإذا كان هناك تدنٍّ حقيقى فى الأحوال المعيشية وفى الخدمات، فكان من الأجدى أن يشارك المواطنون، لرفع مستوى هذه الخدمات.
■ البعض يقول إن التوجيه والحشد الذى حدث لقائمة «فى حب مصر» أحد الأسباب التى دفعت المواطنين للعزوف؟
- هذا ليس صحيحاً، وعكس الواقع تماماً، فلم يحدث أى توجيه لقائمة «فى حب مصر».