«كرة اليد» جمعت قلبينا
«كرة اليد» جمعت قلبينا
مي نصر
لن أنسى تلك اللحظة التى تعرفت عليه فيها، إذ كنت أشارك فى مباراة كرة اليد بالنادى الأهلى فى عام 2002، وكان فى صحبة أخى ضمن المشجعين، ودون أن يعرف أننى أخت صديقه أبدى إعجابه الشخصى بتمكنى فى اللعب، وبعدها بدأت رحلتى معه، جمعنا حب لعبة واحدة صارت هى بداية الحديث بيننا، فقد كان زوجى يحترف كرة اليد فى نادى المقاولون العرب، وكان جذاباً فى حديثه عن الكرة، وكلما سنحت الفرصة للقاء دارت الأحاديث والحكايات عن تلك اللعبة، إلى أن تقدم لخطبتى أمام أسرتى وكانت مفاجأة بالنسبة لى، لأنه كان كتوماً ولم يصرح بمشاعره من قبل، لتظل تلك اللحظة من أجمل المفاجآت التى وقعت بيننا، أتذكر جيداً فى أول عيد حب مر علينا بعد الارتباط، كانت هديته لى «دبدوب» كبيراً جداً، وقمت أنا أيضاً بشراء هدية له ولكنها كانت صغيرة جداً، كان اللقاء الأول فى عيد الحب داخل أسوار النادى، ولكن للمفارقة كلما شاهدنا أحد من أصدقائنا سخر من هديته الصغيرة بعدما تسلل إليهم شعور بأننى أهديته الدبدوب الكبير وأهدانى هو الهدية الصغيرة التى كانت فى العلبة أمامنا، وهو ما جعله يقول لى: «خليتى الناس كلها تظلمنى»، لا نكف عن الضحك حتى الآن كلما تذكرنا المشهد.
وفى أول حمل لى كنت ضمن المنتخب المصرى، وكانت هناك بطولة أفريقية ستقام على أرض مصر، ولأننى خرجت من المنتخب بسبب حملى فكنت حزينة جداً لهذا، لكنه أصر على أن يصطحبى يومياً إلى مدينة السويس، حيث تقام مباريات المنتخب، لحظات كانت فارقة فى حياتى معه وفى بناء أسرتنا الصغيرة، التى تضم طفلين يتقاسمان ملامحنا سوياً لكنهما أخذا كل طباعه، اليوم صرت مدربة لفريق كرة اليد فى نادى المعادى، منذ أن صرت مدربة وصار هو مرشدى فى التدريب يفكر معى فيما أقدمه للأجيال المقبلة.
أذكر جيداً بعض التوقيتات التى كان يرفض فيها خروجى إلى التمرين، ومنها فى ليالى رمضان كان يحرص على ألا أبذل مجهوداً مضاعفاً، وكلما قررت النزول كان يدعو لى بانقطاع النور حتى أظل فى البيت، وبالفعل كانت دعواته تتلاقى مع إرادة الدولة فى ترشيد الكهرباء وتتحقق أمنيته وأعود إلى البيت سريعاً.
لا أنكر أن وجوده بجانبى منحنى الكثير من الثقة فى النفس، ولا أنكر أنه كان دافعاً لى للتقدم فى عملى، خاصة أن الكثيرين يرفضون عمل السيدات بعد الزواج أو حتى بعد الإنجاب، ولكنه لم يخذلنى فى ذلك ومنحنى كل الدعم من أجل إكمال ما بدأته، لذا أنتهز فرصة الكتابة عنه وأشكره على كل ما فعله من أجلى.