«أمنية»: حصلت على الماجستير وابتكرت تقنية «التبخير الغشائى» وعاطلة
«أمنية»: حصلت على الماجستير وابتكرت تقنية «التبخير الغشائى» وعاطلة
أمنية سمير
توصلت أمنية سمير بسيونى، باحث فى قسم الهندسة الكيميائية جامعة الإسكندرية، لابتكار غير مسبوق فى تحلية مياه البحر، وإعادة استخدام الملح المستخرج من عملية التحلية، قالت «أمنية» لـ«الوطن»، إن البحث يتعلق بتحلية مياه البحر، ومياه شديدة الملوحة بواسطة التبخير الغشائى باستخدام أغشية بوليمرية سهلة التحضير، وإن المواد المستخدمة فى تكوين الغشاء بسيطة ومتوفرة ورخيصة الثمن، وأضافت: «التبخير الغشائى عملية بسيطة، موفرة، تستهلك طاقة منخفضة، وتعتبر أقل تعقيداً من عملية التناضح العكسى الأكثر شيوعاً فى مجال تحلية مياه البحر ولا تعانى من مشكلات الأغشية مثل تراكم البكتيريا، وترسب الأملاح والمواد الصلبة أو تمزق الغشاء».
وتابعت «أمنية»: «الابتكار مسجل نتائجه فى رسالة ماجستير بتقدير امتياز لعام 2015، تحت إشراف الدكتورة منى نعيم، أستاذ الهندسة الكيميائية بجامعة إسكندرية، الرائدة فى مجال التحلية باستخدام التبخير الغشائى، ويرتكز الابتكار على غشاء بوليمرى مستحدث، يعد طفرة فى مجال تحلية مياه البحر بواسطة الأغشية، لإنتاج الماء الصالح للشرب بمعدل إنتاج يصل إلى 7 لترات لكل متر مربع فى الساعة وبتركيز ملوحة منخفض جداً، وبكفاءة فصل تصل إلى 99.9، بواسطة دورة واحدة من التبخير الغشائى».
طالبة الماجستير لـ«السيسى»: «إحنا الشباب اللى بيتكلموا عننا.. ومش هسيب البلد ولسه عندى أمل»
وأضافت «أمنية» أن استخدام درجات حرارة منخفضة يقلل تكلفة التقنية، وأشارت إلى إمكانية استخدام الطاقة الشمسية، ما يسهم فى تقليل تكلفة الطاقة اللازمة، وأكدت أن عملية التحلية لا تتأثر كفاءتها بزيادة ملوحة المياه لأن الغشاء قادر على تحلية المياه المحضّرة معملياً بتركيز أعلى بمقدار 5 مرات من تركيز مياه البحر يصل إلى 144 جرام كلوريد صوديوم لكل لتر، للحصول على ماء صالح للشرب بدون أن تقل كفاءة الفصل أو الإنتاجية من الماء المحلى، على عكس المتعارف عليه بطرق تحلية أخرى مثل عملية التناضح العكسى التى تعتمد على تركيز المحلول الملحى وتقل كفاءة الفصل وإنتاجية الماء المحلى بزيادة تركيز ملوحة المياه وقد يؤدى الاستمرار فى العملية إلى قطع الغشاء.
وأشارت «أمنية» إلى أنها لا تجد وظيفة رغم حصولها على ماجستير بدرجة امتياز، وأكدت أن أزمتها تتماثل مع مئات الحاصلين على درجة الماجستير والدكتوراه بعد رفض الجهاز الإدارى للدولة تعيينهم بدعوى تسبب التعيينات الجديدة فى ترهل جهاز الدولة، ووجهت «أمنية» نداءً للرئيس عبدالفتاح السيسى، قائلة: «إحنا الشباب اللى بيقولوا علينا ياريس فى الخطابات وحاصلين على ماجستير ومش لاقيين شغل وبيقولوا إننا بتعمل ترهل فى جهاز الدولة اللى بيعين أبناء العاملين».
تحكى «أمنية» رحلة معاناتها فى الحصول على الماجستير منذ عام 2011 وتجاربها التى كانت تعكف على إجرائها فى معمل كلية الهندسة جامعة الإسكندرية، وعناء السفر اليومى من مسقط رأسها فى محافظة البحيرة يومياً للجامعة لإجراء التجارب، خاصة وقت التوترات السياسية خلال الأعوام الماضية: «كنت أرفض الخروج من المعمل وقت التظاهرات فى هندسة الإسكندرية وأتحمل استنشاق الغاز المسيل للدموع أثناء إجراء التجارب»، وأضافت: «رفضت أية عروض للسفر خارج مصر، أنا لسة عندى أمل رغم إنى مش لاقية شغل بس مش هسافر برة لأن مصر عندها شمس مش موجودة فى أى مكان ولازم نستغلها».