أفول الحزب الوطنى.. و«المدينة» تنحاز إلى التغيير
أفول الحزب الوطنى.. و«المدينة» تنحاز إلى التغيير
صورة أرشيفية
«إنه برلمان الحزب الوطنى».. هكذا تحدث الإعلام والخبراء والباحثون قبل بدء المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية، بل إن أغلب الناخبين اعتبروا أن الانتخابات محسومة لصالح القيادات القديمة من نواب «الوطنى» فى برلمانى 2005 و2010.
سادت هذه الرؤية لتصبح النغمة السائدة فى كافة الحوارات حتى على المقاهى فى شوارع القاهرة -التى لم تكن ضمن المرحلة الأولى- وبالطبع فى كافة التجمعات بالمحافظات التى أُجريت فيها الانتخابات. لقد تحول الحديث عن الانتخابات إلى ما يشبه حديثاً عن أسطورة «هيرا» التى قيدها «زيوس» من معصميها وضجت بالشكوى حتى فك قيودها ابنها بعد أن تخلى عنها الجميع.. فاعتبر البعض أن الحزب الوطنى سيقيد معصم البرلمان وسيظل يضجر بالشكوى حتى يتم حله سريعاً..
دراسة تقرأ «الوجه الآخر» لنتائج المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية
ولكن الواقع كان مغايراً للتصورات المسبقة، فنتيجة الانتخابات أظهرت بوضوح أن عدد قيادات الحزب الوطنى، سواء من النواب السابقين أو أمناء المحافظات وكبار رجال التنظيم، لم يحصدوا سوى 58 مقعداً بنسبة لا تتجاوز 27% من إجمالى نواب المقاعد الفردية المنتخَبين.
وأظهرت هذه المرحلة أيضاً انحيازاً واضحاً من سكان المدن والحضر للتغيير وانتخاب الشباب والمرأة، كما أظهرت أرقام التصويت فى الجولة الأولى وجولة الإعادة أن العصبيات التقليدية فى محافظات الصعيد، خاصة فى سوهاج وقنا، تواجه صعوبات فى استمرار هيمنتها المطلقة وسط تحدى الشباب لكبار العائلات وانزواء القيادات التقليدية وتفكك ما يُعرف بشبكات الأمان التى كانت توفرها قيادات العصبية والقبلية خلال العقدين الماضيين وتعرضها لضربات موجعة بعد ثورة 25 يناير 2011.
إن رسم صورة دقيقة لانتخابات المرحلة الأولى يتطلب النبش فى التفاصيل، فالحقيقة تكمن دائماً فى التفاصيل.