«محمد»: غادرت بأعجوبة.. و«هالة» أصيبت بالصدمة.. و«السعيد»: «ما عرفتش أنام»
«محمد»: غادرت بأعجوبة.. و«هالة» أصيبت بالصدمة.. و«السعيد»: «ما عرفتش أنام»
صورة أرشيفية
«محمد» وصديقاه المصريان، قرروا التوجّه إلى استاد كرة القدم بالعاصمة باريس، الذى شهد لقاءً بين المنتخبين الفرنسى والألمانى، مساء أمس الأول، لم يكن يعلم أحدهم أن الـ90 دقيقة من المتعة الكروية والأجواء الكرنفالية، ستتحول إلى أصعب الدقائق التى عايشوها فى حياتهم، وهم على مقربة من الموت، فجأة سمعوا دوى انفجار انتشر بعده الخوف والقلق بين العديد، لكن استكمال المباراة دون توقّفها، هدّأ من روعهم: «قلنا فى الأول يمكن انفجار له علاقة بكهرباء، أو أى حاجة غير إرهابية»، العمل الإرهابى كان أبعد سيناريو عن مخيلتهم، لكنهم بعد برهة من الوقت أدركوا الأمر، خاصة مع علمهم بمغادرة الرئيس الفرنسى محيط الاستاد: «لقينا حركة أمنية غريبة، والخوف انتشر بين الجميع، وبعض الفتيات تعرضن لإغماءات»، وسط كل هذه الأحداث، قرر الأصدقاء الثلاثة سرعة مغادرة المكان، للعودة إلى مكان إقامتهم الذى يبعد 20 دقيقة عن الاستاد.
3 حكايات لمصريين «من قلب الكارثة»
إجراءات مشدّدة اتخذها الأم ن الفرنسى بعد الحادث، يوضحها «محمود السعيد»، الذى يقيم بباريس ويسكن بشارع شارون، مؤكداً أنه تم حظر التجوال بباريس، وأصدر أوامر بعدم مغادرة المنازل نهائياً. ويضيف الرجل الثلاثينى: «حاجة مش بنشوفها فى مصر، ونظام فى كل حاجة، وكمان شفافية وحرية معلومات». تابع «السعيد» ما يحدث لحظة بلحظة على القنوات الفرنسية ومواقع التواصل بكل حرص، علّه يجد أحداً يعرفه من بينهم. ويقول: «أعرف واحدة مصرية شغالة فى باتاكلان، ومن إمبارح باسأل عنها ومافيش أخبار»، موضحاً أن الأوضاع لم تعد مستقرة عقب الحادث، «محدش نام من إمبارح، ولا هنعرف ننام لأيام جاية، ربنا يسترها»، الرجل الذى يعمل بمجال المبانى والطلاء يؤكد أنه طوال فتره بقائه فى فرنسا منذ 6 سنوات لم يلاحظ تفرقة بين المصريين والفرنسيين وأكثر ما أثار استياءه هو عدم تعاطف البعض من العرب أو المصريين مع الحادث، ويقول «اللى ماتوا ضحايا إرهاب وسياسات خاطئة ومصالح محدش يعرف عنها حاجة»، متسائلاً: «ليه مايتعملش مؤتمر عالمى ضد الإرهاب؟ وسبق وحذرت مصر منه كتير، وكلهم سدوا ودانهم».
ساعات صعبة فى مكان آخر، عايشتها «هالة»، قاربت الساعة من منتصف الليل، أصوات الطلقات لا تتوقف بينها وبين منطقة ضرب النار التى تبعد فقط 5 دقائق من السير على الأقدام من منطقة إقامتها بالضاحية 11، «هالة الليثى» التى تدرس بإحدى الجامعات الفرنسية، عايشت لحظات الهجوم الإرهابى الأخير على الاستاد.
لم تلاحظ «هالة» أى اختلاف فى التعامل مع العرب أو المصريين المقيمين بباريس، فالسيدة الثلاثينية التى تدرس بأحد بيوت الأزياء والموضة فى فرنسا، ربطتها علاقات قوية وصداقة بين أصدقائها الفرنسيين، ومن بينهم زميلتها طوال الأعوام الثلاثة الأخيرة بالفصل المجاور لها، فتقول وهى متأثرة عندما تتذكرها، «زميلتى ماتت هى وصديقها اللاتينى، وحزنت جداً وكلمت أصدقائى الفرنسيين أطمئن عليهم»، مؤكدة أنها ما زالت تربطها صداقة قوية مع عدد كبير من الفرنسيين، وسارعت بتقديم العزاء لهم ومواساتهم فى الحادث، لكنها تتمنى فى الوقت نفسه ألا يتم أخذ العاطل فى الباطل بعد الحادث المروع، وتقول: «ربنا يستر على المسلمين اللى فى فرنسا».