دول تسحب البساط من السياحة المصرية.. وخبراء: القرار بيد السائح
دول تسحب البساط من السياحة المصرية.. وخبراء: القرار بيد السائح
شرم الشيخ
تعرضت مصر خلال الخمس سنوات الأخيرة إلى أزمات عديدة منذ بداية ثورة يناير وحتى الآن، خاصة في مجال السياحة الذي تأثر بعدد كبير من الحوادث في المناطق السياحة آخرها سقوط الطائرة الروسية في سيناء، وحادث المكسيكيين في الواحات، وانفجار القنصلية الإيطالية، وسقوط المنطاد في الأقصر، وحاولت بعض الجهات الحكومية والخاصة إقامة حملات لتدعيم السياحة المصرية لمساندة العجز الذي نجم عن لجوء السائحين للدول السياحية الأخرى المتشابهة في طبيعتها بدلاً من مصر، فتواصلت "الوطن" مع بعض الخبراء في مجال السياحة حول ماهية الدول التي سحبت البُساط من مصر.
قال باسم حلق، نقيب السياحيين، إن دولة إسرائيل تستغل الأزمات التي تتعرض لها مصر في الفترة الأخيرة، وتضخم المشكلات والأزمات المصرية، لتبدأ الدعاية للسياحة لنفسها ببوق إعلامي لسحب البُساط من السياحة المصرية بحيث تنقل السياحة من مصر إلى إسرائيل.
وأضاف حلق أن ذلك ما حدث بعد سقوط الطائرة الروسية في سيناء حيث دعت دولة إسرائيل السائحين لزيارة المناطق السياحية في تل أبيب "طلبوا من السياح ييجوا يتفسحوا عندهم"، بالإضافة إلى أن دولة تركيا تمارس نفس ما تفعله إسرائيل بالسيطرة على السياحة المصرية وحدوث خلل في الاقتصاد المصري، وهي التي تتحكم في السوق المصرية لأن شركات السياحة التركية هي التي تنقل السياح لمصر.
أما عن ناجي العريان، عضو اتحاد الغرف السياحية، فقال إنه لا يوجد أي دولة تستطيع أن تسرق السياح من مصر، ولا تحتاج كل من تركيا وإسرائيل أن تحدثا كارثة لمصر حتى تروجا لسياحتهما، فالسائح هو الذي يختار مكان عطلته السنوية وهو الذي يقرر الذهاب لشرم الشيخ أو الغردقة لمشاهدة الشُعب المرجانية، والاستمتاع بالرحلات البحرية.
وأضاف العريان أن السائح هو من يختار الدول المشابهة لمصر إذا تعرضت لأزمات، وهذا متوقف على الأسعار والمناطق الموجودة في تلك الدول، فمثلا اليهود الروسيون يذهبون إلى البحر الأحمر وإسرائيل، بالإضافة إلى أن الغرف الموجودة في إسرائيل لن تستوعب حجم السياح الذي يتوافد على شرم الشيخ.
واستكمل قائلا إن مدينة إيلات التي يروج لها الإسرائيليون نصفها ميناء، والنصف الآخر شواطئ سياحية، وقاعدة عسكرية، وهناك تنافس شديد بين مصر وإيلات منذ سنوات طويلة.
وقال سامح سعد، مستشار وزير السياحة سابقا، إن بديل السياحة المصرية في الشتاء هي دول شرق آسيا تحديدا ماليزيا بينما دولة تركيا ليست بديلا لمصر في الشتاء لأنها على شاطئ البحر الأحمر، أما عن إسرائيل فلها منفذان من مدينة إيلات، واحد على البحر الأحمر وآخر على البحر الأبيض المتوسط.
بالإضافة إلى ضيق مساحة مدينة إيلات ومشاركة الميناء العسكري والبحري للشاطئ، فبذلك يجلس السائح على الشاطئ ليستمتع ويستجم وعلى بعد 100 متر منه سفن بحرية، غير أن سعر الغرفة في الليلة يقارب 300 دولار.
وأضاف سعد أن تركيا هي البديل الأول لمصر في الصيف، حيث إن مصر تأخذ السائحين الروس من مدينة أنطاليا، وبها وسائل ترفيه أعلى من شرم الشيخ والغردقة، ومستوى معاملة العاملين للسائح أفضل من مصر.واستكمل قائلاً إن ما حاولت إسرائيل فعله بعد أزمة الطائرة الروسية ليس له أي تأثير على السياحة المصرية، فكلها وسائل ضغط واستخفاف بقيمة مصر سياحيا لكن لن تستطيع شواطئ إسرائيل أن تكون بديلا لشرم الشيخ، خاصةً للسائحين الروس.
ويذكر أن نسب السياحة في مصر منذ ثورة يناير وحتى الآن في تذبذب مستمر، حيث كانت نسبة السياحة 12,5 مليون في عام 2009، و15 مليونا في عام 2010، و9,5 مليون في عام 2011، و11,5 مليون عام 2012، 9,5 مليون عام 2013، و9,9 مليون عام 2014.