صدام بين أوباما والجمهوريين بشأن استقبال لاجئين سوريين
صدام بين أوباما والجمهوريين بشأن استقبال لاجئين سوريين
أوباما
تواصلت جهود المشرعين الأمريكيين الهادفة إلى تجميد خطط البيت الأبيض لاستقبال لاجئين سوريين في أعقاب اعتداءات باريس، رغم تلويح الرئيس الأميركي باراك أوباما باستخدام حق الفيتو.
وفي ظل مخاوف من أن أحد مهاجمي باريس دخل أوروبا بصفة لاجئ سوري، طرح مسؤولون جمهوريون مشروع قانون، اليوم، يطالب بتأكيدات للقيام بتحريات أكثر تشديدا ودقة في خلفيات اللاجئين، قبل أن يمضي البيت الأبيض قدما في خطته لاستقبال 10 آلاف لاجئ سوري العام المقبل.
وكشف رئيس لجنة الأمن القومي في مجلس النواب "الكونجرس" مايكل ماكول، أن عملية تصويت على هذا القانون قد تجري الخميس.
وقال البيت الأبيض في بيان إنه في حال تسلم الرئيس القانون "فهو سيستخدم الفيتو".
وأضاف: "نظرا إلى أن أرواحا في خطر، وإلى الأهمية القصوى التي يوليها شركائنا في الشرق وأوروبا لقيادة الولايات المتحدة في معالجة أزمة اللاجئين السوريين، فإنه إذا عرض مشروع القرار على الرئيس فإنه سيصوت عليه بالفيتو".
ويهدف مشروع القانون إلى تشديد عمليات التدقيق في خلفية اللاجئين القادمين من سوريا والعراق، في أعقاب الهجمات الدموية التي ضربت باريس يوم الجمعة الماضي والتي أسفرت عن مقتل 129 شخصا.
وقال ماكول: "لا أعتقد أنه بإمكاننا المغامرة بأمننا القومي".
واعتبر البيت الأبيض أن من شأن هذا التشريع أن "يضيف متطلبات غير ضرورية وغير عملية تعرقل بشكل غير مقبول جهودنا لمساعدة بعض الأشخاص الأكثر ضعفا في العالم، وكثير منهم ضحايا للإرهاب، كما سيقوض قدرة شركائنا في الشرق الأوسط وأوروبا على مواجهة أزمة اللاجئين السوريين".
ووسط تزايد القلق من تسلل متطرفين من تنظيم "داعش" إلى الغرب، وفيما يشير المشرعون الأمريكيون إلى تقارير تفيد بأن العديد من مهاجمي باريس كانوا من الفرنسيين، قال ماكول إن "المشرعين أيضا بصدد صياغة تشريعات من شأنها وضع قيود على البرنامج الحالي للإعفاء من التأشيرات".
ويسمح هذا البرنامج لمواطنين من دول معينة السفر إلى الولايات المتحدة من دون تأشيرة.
ودعا السناتور والمرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية راند بول، إلى وقف برنامج الإعفاء من التأشيرة للمسافرين من دول عدة بينها فرنسا.
وقال بول لوكالة "فرانس برس" إن "ما يقلقني هو أن المواطنين الفرنسيين الذين لديهم عداء شديد للحضارة، ولحكومتكم وللسلام، يكنون لنا العداء الكبير نفسه، وأنه بإمكانهم الصعود على متن طائرة والمجيء إلى هنا".
ويواجه الكونجرس ضغوطا كبيرة للتحرك، بعدما أبدى ما لا يقل عن 27 حاكم ولاية معارضتهم لاستقبال الولايات المتحدة مزيدا من اللاجئين السوريين.
وينص اقتراح "ماكول" الذي يجب أن يقره أيضا مجلس الشيوخ، على أن يعطي مدير مكتب التحقيقات الفدرالي ووزير الأمن الداخلي شخصيا ورئيس الاستخبارات إفادات عن كل لاجئ بأنه لا يشكل تهديدا أمنيا.
وأعرب رئيس مجلس النواب الأمريكي الجديد بول راين، عن دعمه لمشروع القانون، قائلا لزملائه إنه سيعلق برنامج اللاجئين إلى حين التأكد "من دون أدنى شك" من أن الوافدين السوريين والعراقيين الجدد لا يشكلون تهديدا.
وقال إن "حماية الشعب الأميركي على رأس أولوياتنا"، مضيفا "يمكننا أن نتحلى بالرأفة، ويمكننا أن نكون أيضا آمنين".
أما السناتور الجمهوري جون ماكين، فعبر عن تأييده لتعليق البرنامج لكنه في الوقت نفسه أعرب عن حذره.
وتابع "اعتقد أن التركيز المبالغ فيه على برنامج اللاجئين في الأيام الأخيرة في غير مكانه".
وأضاف "أنا أشجع زملائي الجمهوريين على إدراك أن اللاجئين ليسوا هم المشكلة، هم أعراض المشكلة".