5 أشهر بين «يسقط يسقط حكم العسكر» والدعوة لـ«الانقلاب العسكرى»
أرواح زُهقت، وأعين فُقئت، وبنات سُحِلن، ومدنيون وقفوا أمام قاضٍ عسكرى، وكشوف عذرية لثائرات، وشباب دُهسوا تحت جنازير الدبابات، ومشجعون ماتوا فى مدرج كرة قدم، من أجل تحقيق ذلك الهتاف الذى هز ميادين مصر لشهور «يسقط يسقط حكم العسكر»، غير أن الأيام دول، والرياح تأتى بما لا تشتهى السفن، فما تنادى بسقوطه بالأمس القريب، قد يضحى نداءً بالاستغاثة والرجاء اليوم.
قبل أيام أصدرت الجمعية الوطنية للتغيير -أكبر حائط صد ضد نظام مبارك وأهم المنادين لمدنية الدولة- بياناً، طالبت فيه بتدخل الجيش فى المشهد السياسى بعد إقرار الرئيس مرسى الإعلان الدستورى الجديد، الذى يحصن فيه قراراته وكذلك الجمعية التأسيسية ومجلس الشورى من الحل، علاوة على إعادة محاكمات قتلة الثوار، وإبذال الأموال لشهداء الثورة ومصابيها، فدعا بيان الجمعية كل شرفاء «القوات المسلحة والشرطة والقضاء والإعلام» للعمل على حماية الثورة والدولة من مخططات اختطافها من قبل جماعة غير شرعية عابرة لحدود الوطن وتضع مصالحها فوق مصلحة الأمة المصرية، ذلك فى أعقاب إعلانها -الجمعية الوطنية للتغيير- عن الدخول فى اعتصام مفتوح بميدان التحرير وكل الميادين، حتى إسقاط «الانقلاب الإخوانى» الذى قامت به الجماعة غير الشرعية، التى قررت الانقضاض على كل مؤسسات الدولة، حسب تعبير البيان.
الأمر ذاته كرره د.محمد البرادعى، رئيس حزب الدستور، حين استشرف المستقبل إزاء المشهد السياسى، قائلاً بنص العبارة: «بصراحة لن أكون مندهشاً إذا نزل الجيش ليمارس مسئوليته فى منع الفوضى وحماية الوطن، رغم أن ذلك يفتح تداعيات لا يعلم أحد إلى أى مصير تقودنا»، «البرادعى»، رئيس حزب الدستور وأكثر المعارضين لحكم العسكر والمنددين بوجوده خلال الفترة الانتقالية، وجد فى التدخل العسكرى حلاً مطروحاً للخروج من أزمة الإعلان الدستورى.
«يارب انقلاب عسكرى علشان خاطر مصر» كان ذلك هو تعليق أحد نشطاء موقع التواصل الاجتماعى عقب حالة التشرذم الحاصلة بين أطياف المجتمع.. «عند حدوث صدام بين طرفين يبحث كل منهما عن قوة تدعمه» تعلق بها د.سلوى شعراوى، أستاذ السياسة بجامعة القاهرة، على دعوات بعض القوى المدنية والنشطاء لتدخل الجيش فى المشهد السياسى، قبل أن توضح «شعراوى» أن التاريخ المصرى لم يشهد انقلاباً من قبل القوات المسلحة ضد السلطة والقائمين على حكم البلاد إلا نادراً.