«على» يحارب الاستغلال بـ«القلل»: «على الأصل دوّر»
«على» يحارب الاستغلال بـ«القلل»: «على الأصل دوّر»
«على» أمام القلل القناوى التى ما زال متمسكاً بصناعتها
الأصالة عنوان حياته، يستقر بين صفوف أوانى الفخار والأوعية الطينية والقلل القناوى، المتراصة على جانبيه، لا يبذل مجهوداً كبيراً فى المناداة على بضاعته أو لفت الانتباه إليها، المارة أمام محل «على حسن» بمنطقة عين شمس، يستوقفهم بضاعته، يتأملونها قليلاً، محاولين الانتقاء من بينها ما يصلح للزينة، بين هذه المشاهد، يعلم الثلاثينى بنظرة متفحصة أنهم ليسوا بجمهوره، فزبائنه الأصليون من الفقراء الذين هم بحاجة فعلية للمياه المثلجة، وليس فى مقدورهم شراء الثلاجات الكهربائية الحديثة، لكنه على كل حال يسعد بأى نوع من الزبائن فى انتظار «لقمة العيش». «على» بوصفه الوريث الرابع لأوانى الفخار، التى عمل فيها أجداده ذوو الأصول الصعيدية، فاكتسبوا شهرة واسعة وأُطلق عليهم أوصاف عديدة منها «القناوية» تيمناً بـ«القلل القناوى»، مائة وخمسون عاماً من المكاسب والأرباح حصدتها عائلته قبل اختراع الوسائل الحديثة وانتشارها بصورة غزت الأسواق مع بداية هذا القرن، وسحبت البساط تدريجياً من منتجات الفخار التى كان يستعين بها المواطن المصرى فى تناول المياه الباردة، لكن الوريث أبى كل ذلك: «أغلقنا مصنع عائلتنا فى منطقة الفواخير بمصر القديمة بعد تعرضنا لخسائر كبيرة قبل 30 عاماً، وأنا فتحت محلى فى عين شمس، ومش هقفله أبداً».
ورغم الخسائر الفادحة ظل محل «على» للفخار، صامداً أمام تغييرات الزمن، يتباهى بنفسه رغم الحداثة، فالقلل الأصيلة ظلت علامة على بقاء الصناعة: «الفخار رمز مصرى ماينفعش نستغنى عنه؟».