العصبيات تهزم المال السياسى وفلول الوطنى فى «الإعادة» بالمحافظات
العصبيات تهزم المال السياسى وفلول الوطنى فى «الإعادة» بالمحافظات
تصوير:
ماهر العطار
11:14 ص | الجمعة 04 ديسمبر 2015
جانب من عمليات الفرز
أسفرت المؤشرات الأولية لنتائج الانتخابات البرلمانية عن عدد من المفاجآت فى العديد من دوائر المحافظات بالمرحلة الثانية من انتخابات البرلمان، حيث وجه الناخبون صفعة قوية للمال السياسى ورجال الحزب الوطنى المنحل فى عدد من الدوائر، فيما لعبت العصبيات دوراً مهماً لحسم الصراع فى دوائر أخرى.
ففى دوائر كفر الشيخ، الـ8، التى تنافس فيها 32 مرشحاً على 8 مقاعد، خسر رموز الحزب الوطنى المنحل السباق، وحصد 4 ضباط «جيش وشرطة» 4 مقاعد فى ثلاث دوائر، كما خرجت أحزاب «المصريين الأحرار»، و«الوفد» و«الشعب الجمهورى»، و«الحركة الوطنية» و«الصرح»، و«المؤتمر» بلا مقاعد، باستثناء حزب «مستقبل وطن» الذى حصل على مقعد واحد، كما نجح حزب النور فى الفوز بمقعدين، فى الوقت الذى فشل فيه نائب رئيس الحزب فى الفوز بالمقعد.
وفى الدقهلية حصلت الدكتورة إيناس عبدالحليم، مرشحة حزب المصريين الأحرار، بدائرة بندر المنصورة، على المركز الأول فى أول تجربة لها فى الانتخابات البرلمانية، ووصف أهالى المنصورة النتائج، بأن العلم تغلب على المال السياسى، بعد خسارة رجال الأعمال ممن سعوا إلى شراء الأصوات، كما خسر أيضاً المرشح الذى تم نشر فيديو جنسى له قبل انطلاق جولة الإعادة بساعات، فيما تمكن أحمد الشرقاوى، المحامى الشاب من الفوز وهو الوحيد الذى تمكن من اقتناص مقعد من تحالف الجبهة الوطنية بالدقهلية والذى يدعمه الدكتور محمد غنيم. وأطاح التحالف المعلن بالمرشحين الصحفى حازم نصر، وحسن سنجاب والذين وصفهم المتابعون بالأقوياء، واعتبروا أن تحالفهما الأقوى فى المحافظة، إلا أنهم خسروا الصراع بينما نجح واحد فقط من تحالفهم وهو اللواء خالد حماد، وفاز مع غريمه اللواء محمد عقل، لتحتفظ قرية تلبانة بمقعدين فى البرلمان.
وفى بلقاس أظهرت النتائج، الخداع والتحالفات السرية غير المعلنة بين المرشحين، لتؤكد أن الانتخابات لعبة ليس لها قواعد، حيث فاز كل من يسرى المغازى، ووحيد قرقر، وإلهامى عجينة، وخسر أبناء خط الستامونى ليأتى الفوز بدون طعم للجميع، وفى دائرة طلخا ونبروه حافظ توفيق عكاشة على تفوقه فى الدائرة، واستعاد فؤاد بدراوى، كرسى العائلة فى البرلمان والذى فقده فى الانتخابات الماضية مما يزيد من قوته داخل المعارضة فى حزب الوفد رغم ترشحه مستقلاً فى الانتخابات.
كفر الشيخ توجه ضربة قاضية للفلول.. والضباط يحصدون 4 مقاعد فى ثلاث دوائر.. والناخبون يهزمون المال السياسى بالدقهلية.. والقبائل تهزم «أبناء وادى النيل» فى العريش
فيما فشل أبناء وادى النيل بشمال سيناء فى التكتل لإنجاح مرشحيهم فى الانتخابات، واكتسح أبناء العريش جولة الإعادة بفارق 12 ألف صوت، حيث فاز فى الدائرة الأولى بالعريش، حسام رفاعى، ورحمى بكير وهما من أبناء العريش، على منافسيهما عادل الزناتى، وحمادة سنبل وهما من أبناء وادى النيل. وكانت المعركة الأشرس على الإطلاق فى الدائرة الثالثة حيث تنافس أبناء العمومة، رجل الأعمال رمضان سرحان، وسليمان الزملوط، وكانت النتائج متقاربة إلا أن سرحان حسم المقعد لصالحه بدعم من أبناء قبيلة «الدوغرة»، بعدما اقتسم أصوات قبيلة «البياضية» مع ابن عمه الزملوط، حيث اعتبر أبناء «الدوغرة» أن المرشح الخاسر كان سبباً فى إخراج أحد أبنائهم سلامة الرقيعى، من المنافسة بالتآمر عليه وإخراجه من تحت مظلة «فى حب مصر».
وفى الدائرة الأولى بجنوب سيناء حصل عطية موسى جبلى ابن قبيلة «المزينة»، على أعلى الأصوات، أمام منافسه الخاسر جيفارا الجافى، فيما حصل مرشح حزب «مصر الحديثة» غريب حسان على أعلى الأصوات أمام منافسه الخاسر عبدالحليم الجمال، وفى الدائرة الثالثة ومقرها قسم شرطة رأس سدر، فاز نور سلامة العمادى، ابن قبيلة «الحماضة» متفوقاً على منافسه صلاح ربيع، مرشح حزب «السلام الديمقراطى»، ابن قبيلة «القرارشة».
وفى دمياط نجح أهالى المحافظة للمرة الأولى فى سحق رأس المال السياسى، وهزيمة نواب الحزب الوطنى المنحل بالدائرتين الأولى والثالثة بعد خروج مرشحى مستقبل وطن، رجل الأعمال محمد سامى سليمان، مرشح الحزب بالدائرة الأولى وعضو مجلس إدارة الغرفة التجارية والقيادى السابق بالحزب الوطنى، ومحمد لبيب البنا، النائب السابق عن الحزب الوطنى ومرشح حزب مستقبل وطن بالدائرة الثالثة، كما خرج رجل الأعمال الشهير السيد الريدى بهزيمة ساحقة واحتل المرتبة الرابعة.
وتصدر الشباب المشهد لأول مرة، ونجح ضياء الدين داود، الذى تصدر المركز الأول بـ٥٠٠٦٢ صوتاً، وفوز غادة صقر، كأول مرشحة تصل لجولة الإعادة بدمياط وتحصد المركز الثالث، بينما فاز حزب النور بمقعد وحيد لنائبه عبدالرحمن البكرى، كما برزت العصبيات بقوة فى الدائرتين الثانية والثالثة، وأسفرت عن فوز محمد الحصى، مرشح حزب مستقبل وطن، والدكتور أبوالمعاطى مصطفى، وعبدالرحمن البكرى، وسمير موسى.
وأعلنت اللجنة المشرفة على الانتخابات برئاسة المستشار أحمد طلبة، رئيس محكمة بورسعيد، نتيجة الانتخابات بفوز محمود حسين، مرشح حزب مستقبل وطن فى الدائرة الأولى، شرق وبورفؤاد، وسليمان وهدان، مرشح حزب الوفد فى الدائرة الثانية، الضواحى والجنوب، وأحمد فرغلى ورانيا السادات فى الدائرة الثالثة، الزهور والمناخ والغرب. بعدما أسقط أهالى السويس مرشحى الإسلام السياسى، فى الجولة الأولى من المرحلة الثانية لانتخابات مجلس النواب، أسقطوا أمس الأول المرشحين الأكثر ثراءً، وأطاحوا أيضاً بمرشحىْ حزب «المصريين الأحرار»، رغم أن المؤشرات كانت تؤكد أنهما الأوفر حظاً.
48 ألف ناخب ذهبوا للإدلاء بأصواتهم فى 173 لجنة بالسويس، وسجل 45 ألفاً و593 ناخباً أصواتاً صحيحة، بينما بطلت أصوات ألفين و472 ناخباً.
وأعلنت اللجنة العامة المشرفة على الانتخابات بالسويس، فوز 4 مرشحين بالمقاعد البرلمانية المخصصة للمحافظة، من بين 8 مرشحين تنافسوا فى جولة الإعادة، وتصدر الفائزين المرشح المستقل، المحامى محمد أبوالمجد المصرى، بحصوله على 27 ألفاً و190 صوتاً، وتلاه مرشح حزب «التجمع» عبدالحميد كمال، بحصوله على 26 ألفاً و921 صوتاً، والثالث المرشح المستقل طارق فاروق متولى، نجل زعيم المستقلين السابق بمجلس الشعب فاروق متولى، بعدد أصوات 25 ألفاً و317 صوتاً، وفى النهاية المرشح المستقل طلعت خليل، بـ 24 ألفاً و682 صوتاً.
بينما خسر المرشحان المستقلان فؤاد بشير، ورجل الأعمال مجدى عثمان، ومرشحا «المصريين الأحرار» جمال عبيد وعماد خاطر. وكان الهدوء مسيطراً على الساعات الأخيرة فى عملية التصويت، من حيث ضعف توافد الناخبين، ما دفع مراقبى العملية الانتخابية إلى توقع فوز مرشحى «المصريين الأحرار»، بدعم الأصوات القبطية التى حرصت على الذهاب إلى اللجان بكثافة. كما توقعوا فوز مجدى عثمان، رجل الأعمال، وصاحب أكبر دعاية انتخابية فى تاريخ السويس، وأيضاً فوز فؤاد بشير، ابن قبيلة «القلعة»، لكن ذلك لم يحدث.
ولم تسجل لجان المحافظة الـ 173 لجنة، أى تجاوزات من شأنها التأثير على سلامة سير العملية الانتخابية، ومنذ بداية الفرز وحتى إعلان النتيجة، ظل الغموض يحيط بالفائزين الأربعة. وبعد إعلان النتيجة بدأ أنصار المرشحين الفائزين فى الاحتفال بشوارع المحافظة، وحظى المرشح الفائز طلعت خليل، بمظاهر احتفال أكبر، ملأت شوار المدينة بأكملها، حيث يعتبره «السوايسة» أكثر المرشحين تعبيراً عن ثورتى 25 يناير و30 يونيو. وأكد «خليل» لـ«الوطن»: أن معركة الإعادة كانت شرسة للغاية، وظلت الأمور معلقة حتى نهاية الفرز، مشدداً على أن نتيجة الانتخابات أثبتت وعى شعب السويس، الذى قاوم المال السياسى، ولم يختر نوابه عبر التصويت الطائفى، وأكد أن جميع الناخبين المسلمين والأقباط، نسيج واحد فى وطن واحد، يسعى كل أبنائه إلى وضعه فى الصدارة. وأوضح «خليل» أنه يدرك جيداً مشاكل السويس، وأن النواب الجدد يقع على عاتقهم حل المشاكل المتراكمة التى تحتاج إلى مجهود مضاعف للقضاء عليها، مؤكداً أن البنية التحتية بالمحافظة منهارة تماماً، وهناك مناطق محرومة من المرافق الأساسية.
وأشار إلى أنه على الرغم من أن السويس من المحافظات الصناعية الأولى، فإن نسبة البطالة بين شبابها مرتفعة، وهذه معضلة لا بد من حلها.
وعلى الرغم من مفاجأة الإطاحة بعماد خاطر وسيلى، مرشح «المصريين الأحرار»، إلا أنه تماسك عقب إعلان النتيجة، وهنأ الفائزين على صفحته بموقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، متمنياً لهم التوفيق، وقدم الشكر لكل من سانده من أبناء المحافظة. وقال «وسيلى» عبر صفحته «شكراً لكل من لم يعطنى صوته كوجهة نظره، وشكراً جزيلاً لكل من ساعدنى ودعمنى وأعطانى وقته وجهده وصوته، وشكراً لكل أفراد فريق العمل الرائع بحملتى، وأتمنى التوفيق لأعضاء مجلس النواب الأعزاء جميعاً، وأتمنى لشعب السويس الحبيب كل الخير».