الصليب الأحمر ينظم مؤتمرا دوليا حول "احترام قانون الحرب" بشكل أفضل
الصليب الأحمر ينظم مؤتمرا دوليا حول "احترام قانون الحرب" بشكل أفضل
صورة أرشيفية
تستعد بعض الدول هذا الأسبوع، للمشاركة في مؤتمر الصليب الأحمر والهلال الأحمر، الدولي في جنيف، لمناقشة القضايا المتعلقة بالإنسانية، وذلك في مواجهة الانتهاكات التي يتعرض لها قانون الحرب والعاملون الإنسانيون، الذين يخطفون ويجرحون ويقتلون.
ويتيح المؤتمر الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر، الذي يعقد كل 4 أعوام، منذ نحو 150 عامًا، مناقشة قضايا تتعلق بالمساعدة الإنسانية، ويؤدي أحيانًا إلى وضع قواعد دولية جديدة على صعيد قانون الحرب.
ويضم المؤتمر الذي يعد الهيئة العليا للحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، 189 جمعية وطنية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، واتحادها الدولي واللجنة الدولية للصليب الأحمر، والدول الـ196 الأعضاء في اتفاقيات جنيف، أي نحو 2000 مشارك.
كانت المجموعة الدولية، أقرت النسخة الحديثة لاتفاقيات جنيف الشهيرة، في 1949، والتي يفترض أن تضع حدودًا لبربرية الحرب، لكن بعد أكثر من نصف قرن، لا يمر يوم من دون أن تندد الأمم المتحدة بالانتهاكات والإساءات اللاحقة بالقانون الدولي الإنساني، التي يرتكبها الأطراف في هذا النزاع أو ذاك، لذلك سيطلب من جميع المشاركين في المؤتمر، الإدلاء بآرائهم حول قرار اقترحته سويسرا، من أجل إجراء حوار دوري في المستقبل، حول تطبيق القانون الدولي الإنساني، عبر إنشاء "منتدى غير مسيس، على أن تكون المشاركة فيه طوعية".
وقال مفوض المؤتمر السفير السويسري نيكولاس لانج: "الاقتراح يقضي بوضع آلية تقرير وتحديد المشاكل، الفكرة تقضي بعقد اجتماع سنوي ودوري للدبلوماسيين والعسكريين الذين يواجهون حقيقة تطبيق قانون الحرب، لمناقشة انتهاكات القانون، والأمور التي يمكن فعلها لتحسين احترام هذه المعايير".
وتتخوف بعض الدول من أن يصبح هذا الاجتماع منبرًا، لذلك ليس من المؤكد التوصل إلى توافق على تبني القرار، وسيتخذ المؤتمر قرارًا يهدف إلى تحسين حماية موظفي الصليب الأحمر والهلال الأحمر، أي 17 مليون شخص، فيما يعتبر هذا التحدي كبيرًا، حيث الحاجة للمساعدة الإنسانية كبيرة.
من جهة أخرى، قالت الدبلوماسية السويسرية آنا ريدماتن: "تأمل سويسرا في إقناع أكبر عدد من البلدان، بتبني نص يطلب من كل دولة، مزيدًا من الالتزام لحماية جميع العاملين في المجال الإنساني، سواء كانوا أعضاء في الصليب الأحمر، أم الهلال الأحمر أم لا".
وقال المدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر إيف داكور: "المراكز الصحية والعاملين في المجال الصحي، يتعرضون لاستهداف يفوق ما كانوا يتعرضون له في السابق"، مضيفًا: "من قبل كان يقع ضحايا جانبيون، أما اليوم، فمنذ الأيام الأولى لنزاع ما، يحاول الأطراف السيطرة على السكان، ومن أجل ذلك يمارسون ضغوطًا كبيرة على المستشفيات والأطباء، ونلاحظ ذلك في سوريا وأفغانستان واليمن".
وستتناول المحادثات في جنيف أيضًا هذا الأسبوع، الانتهاكات الجنسية وموجات الهجرة والكوارث الطبيعية، والوصول إلى الأشخاص الأحياء، الذين تسيطر عليهم مجموعات تعتبرها المجموعة الدولية إرهابية.
والقرارات غير الملزمة، لكنها تتمتع بقوة معنوية كبيرة كما يقول الخبراء، يجب تبنيها بالتوافق، وإذا لم يحصل ذلك فبالتصويت، ويحق لكل دولة وكل لجنة وطنية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، صوت واحد.