بين "الصرخات المكتومة" و"الخوف من الطلاق".. الاغتصاب الزوجي "حرام مبرر"
بين "الصرخات المكتومة" و"الخوف من الطلاق".. الاغتصاب الزوجي "حرام مبرر"
صورة أرشيفية
مجتمع تنتصر فيه الهيمنة الذكورية، تخرج نساءه من رحم أمهاتهن، في رحلة للبحث عن الاستقرار و"الحياة المستورة"، يغلقن أبواب منازلهن التي تشهد جدرانها على صرخاتهن المكتومة، بعدما تحولن إلى "وعاء" يفرغ فيه الزوج شهواته الشاذة، بإجبار المرأة على "الاغتصاب الزوجي" بدعوى أنها "حلاله".
تجلس إلى جواره أمام التلفاز، يشاهدان سويًا أحد الأفلام القديمة، بعدما أعدت له عشاءه المفضل، قبل أن ينتهي الفيلم بدأ النعاس يأخذ مكانه، خلدت إلى نومها بعد أن تأكدت أنه لا يحتاج شيء، لتفاجأ بعدها بيد باردة تتحسس جسدها وتجردها من ملابسها، بين الحلم والواقع، وقبل أن تفيق، ينهي زوجها مهامه الجنسية، ويتركها خلف ظهره بجسد مرتعش ودموع أغرقت وسادتها.
"س. م"، امرأة في الأربعين من العمر، تقول إنها تشعر بأنها "وعاء" يفرغ فيه زوجها شهوته وقت ما يشاء، دون النظر إلى حالتها النفسية أو الجسدية، أو مشاعرها واحتياجاتها، التي تقول إنها بالنسبة له "مجرد تحصيل حاصل".
تضيف "س": "كرهت العلاقة وكرهت كوني (بهيمة) لا شعور لها، أكثر من 15 عامًا مرت وأنا أحافظ على الأسرة، أخفي مشاعري كي أوفر لهم حياة كريمة، لن أستطيع تحقيقها لهم في حال طلبت الطلاق".
"سادي".. كلمة واحدة، وصفت بها "م. ج" زوجها، ولخصت فيها آلام رحلة تعذيبها الممنهجة على فراشها، صمتت حين تذكرت الألفاظ المهينة والضرب المبرح الذي أصاب جسدها بسحجات زرقاء، تقول: "أتذوق عذاب شهوة زوجي كل ليلة على مدار 7 أعوام".
لم يشفع لها مرضها أمامه، بل دفعه لتعنيفها خلال المعاشرة، حيث أصيبت بنزيف حاد، شعرت بعدها بكم الظلم الذي قبلته، في سبيل استقرار عائلتها الصغيرة، تقول: "أدركت بمرور الوقت، إني لو فضلت ساكتة عشان العيال هموت ومش هعيشلهم، فطلبت الطلاق، وهو الأمر الذي رفضه زوجي وأذاقني الأمرين فاضطررت لخلعه، بعدما واجهت رفض العائلة، التي قالت لي إن الست ملهاش إلا جوزها، وهو مش مقصر معاكي في حاجة".