«الوطن» مع «نموذج» لأسرة «مغلوبة على خلفتها»: هرب الأب.. وترك الأبناء لـ «الديون»
«الوطن» مع «نموذج» لأسرة «مغلوبة على خلفتها»: هرب الأب.. وترك الأبناء لـ «الديون»
بنات «وفاء» السبع مع جدهن بمدينة أخميم بسوهاج
عاشت وفاء محمد حسن، 35 عاماً حياة قاسية منذ نعومة أظافرها، فالأب عامل بسيط ووالدتها سيدة طيبة من العصر الجميل، نشأت فى غرفة صغيرة فى أحد المنازل بشارع التأمينات بمدينة أخميم بسوهاج ولديها شقيق واحد أصيب فى حادث وتوفى عقب ذلك ليترك وراءه زوجة وطفلين، تزوجت «وفاء» من أول عريس يطرق بابها لتزيح الحمل عن كاهل والدها ووالدتها وكان أول عريس يتقدم لها منذ 15 عاماً هو أشرف الحلاق أحد جيرانها فى المنطقة، وببساطة تم الزواج بدون فرح، فقط مأذون كتب عقد الزواج.
شقيق «أم البنات» مات وترك لها زوجة وطفلين ووالدتها وحصار «الديّانة» تسبب فى صدور أحكام بسجنها
مرت الأيام سريعة على «وفاء» الحاصلة على دبلوم تجارة رغم قساوتها وخلال مدة زواجها وجدت نفسها أنجبت 7 بنات أكبرهن عمرها 14 عاماً وأصغرهن عمرها عامان، وفجأة وبدون مقدمات وجدت زوجها يتركها تواجه الحياة ويهرب خارج مدينة أخميم ولا تعرف عنه شيئاً سوى أنه تركها ورحل لعدم قدرته على تحمل نفقات أسرته وعدم تمكنه من تلبية متطلباتهن، وجدت «وفاء» نفسها وحيدة فى الحياة فوالدها رجل مسن تجاوز عمر السبعين عاماً ووالدتها تجاوز عمرها الستين عاماً واضطرت للعمل داخل المنازل لتتمكن من توفير الخبز لبناتها - على حد قولها.
وتقول «وفاء» لـ«الوطن»: أنجبت سبع بنات بناءً على رغبة زوجى الذى كان يريدنى أن أنجب له الولد، فمع كل مولودة كنت أقول له إن هذه إرادة ربنا ونكتفى، لكن كان يصر على أن أنجب له الولد إلى أن وصل عدد البنات إلى 7 هن كل حياتى لكن زوجى فجأة تركنى وهرب لعدم تحمله نفقات المنزل لأواجه مصيراً مجهولاً. وتشير إلى أنها تعيش حياة قاسية ما اضطرها إلى اقتراض مبالغ مالية كبيرة لعلاج شقيق زوجها الذى أصيب بمرض الفشل الكلوى بعد أن تركها زوجها ورحل، الأمر الذى أدى إلى تراكم الديون والتى عجزت عن سداد جزء كبير منها لضيق ذات اليد، والأدهى من ذلك وجدت نفسها مضطرة لرعاية أسرة شقيقها الثانى الذى توفى فى حادث سير وترك لها زوجة وولداً وبنتاً، لتتحول حياتها إلى مأساة بعد أن أقام الدائنون دعوى قضائية عليها وفوجئت بأحكام تصدر ضدها وتم اقتيادها لمركز شرطة أخميم وعقب مكوثها بداخله قرابة شهر تدخل أهل الخير وتمكنوا من دفع مبلغ القرض الذى لم يتجاوز 10 آلاف جنيه وخرجت من السجن. وتضيف أنها تستيقظ فى الصباح الباكر لتأدية الأعمال المنزلية فى المنازل مقابل أجر مالى وتعود إلى أولادها آخر النهار بما يتيسر لهم من طعام، وتؤكد أنها تعبت من كتر الشقاء والبهدلة وتحتاج إلى وظيفة تغنيها عن سؤال الناس وتتمكن من خلالها من تربية بناتها السبع.
وتشير إلى أنها ندمت على إنجابها هذا العدد الكبير من البنات، ولكنها تشير إلى أن ذلك تم بإرادة الله ولا تدخّل للبشر فيه، ولو عاد بها الزمن للوراء فلن تنجب هذا العدد الكبير من الأطفال.