عم محمد الحراق: الانتخابات دى زى الطرشى.. عايزة «تتخلل»
كلمة «الحراق» التى تتصدر واجهة محله، لا يقصد بها المعنى الذى يصل إلى كل من يقرأها، هى بعيدة تماما عن «الشطشطة» التى يتميز بها «الطرشى» الذى يبيعه. «الحراق» هو لقب عائلته التى تعمل فى المجال نفسه.
ربما تندهش عندما تستمع إلى محمد الحراق وهو يخلط بين «المخلل» والسياسة، ويقول لك إنه ليس الزيتون والليمون والفلفل والبصل واللفت هو ما يخلل فقط، بل الانتخابات الرئاسية أيضا تحتاج إلى تخليل، ويبرر: «اللى بيحصل ضحك على الدقون، وآهى الانتخابات خلصت، وبكرة الناس تتأكد إن المجلس العسكرى هوه الوحيد العارف مين الرئيس القادم لمصر».
يتكلم «الحراق» وهو يضع فى يديه جوربين طبيين، ويغرس يديه فى وعاء بلاستيك ممتلئ عن آخره بالبصل صغير الحجم. ثم يدير وجهه إليك يتحدث كثيرا ثم يواصل غرس يديه فى وعاء آخر.
بدأ «محمد» عمله فى تلك المهنة مع والده فى مشروعه الصغير الذى كان يقتصر وقتها على «المخلل البلدى» والليمون المعصفر، وعندما كبر «محمد» حاول تطوير شكل مشروع والده، الذى كان كل تركته، وفى عام 1981 اشترى سيارة ربع نقل، وأصبح يبحث فى شوارع بولاق الرئيسية عن مكان دائم لسيارته ومخللاته، وعندما وجده قام على الفور بإنشاء فاترينته الزجاجية الشفافة لجميع أنواع المخللات.
الظروف القاسية التى تربى فيها «محمد»، حرمته من التعليم فلم يكمل حتى شهادته الإعدادية، وبعد انقطاع حلمه فى التعليم، حاول تعويض ذلك الحلم وتحقيقه داخل الفاترينة، عن طريق تطوير مهنته، واستعان بإخوته ليعملوا معه، وفكروا فى شىء جديد يلفت إليهم الأنظار فكان «توصيل المخللات إلى المنازل ديليفرى»، الفكرة كانت مُضحكة، سخروا منها فى البداية لكنهم بعد أن نفذوها وجدوها فكرة جيدة.
نصيبى إنى أخلل يقول راضياً: «نعمة وفضل من ربنا، أنا متجوز اتنين وقادر من الفاترينة دى أصرف على البيتين وعندى 6 أولاد ومستورة».