محافظ البحيرة: لدينا مشكلة فى تعويض أصحاب أراضى وضع اليد.. وسخّرنا جميع الإمكانات لإنقاذ منكوبى «عفونة».. و174 مزارعاً تسلموا شيكات التعويضات
محافظ البحيرة: لدينا مشكلة فى تعويض أصحاب أراضى وضع اليد.. وسخّرنا جميع الإمكانات لإنقاذ منكوبى «عفونة».. و174 مزارعاً تسلموا شيكات التعويضات
الدكتور محمد سلطان
أكد الدكتور محمد سلطان، محافظ البحيرة، أن أزمة متضررى السيول بمدن ومراكز المحافظة انتهت بعد صرف التعويضات للمرحلتين الأولى والثانية، مشيراً إلى أن هناك مرحلة ثالثة يتم خلالها تلقى التظلمات وطلبات صرف التعويضات للفلاحين المتضررين الذين لم تُصرف لهم التعويضات، بالإضافة إلى تنفيذ مشروع وحدات سكنية للمتضررين بوادى النطرون وتقديم الخدمات لسكان قرية «عفونة» المنكوبة، أكثر القرى تضرراً بالبحيرة.
«سلطان» لـ«الوطن»: صرفنا 73 مليوناً تعويضات.. وأرفض الاتهام بالتقصير
وقال «سلطان»، فى حواره لـ«الوطن»، إن أراضى وضع اليد المتضررة بوادى النطرون ما زالت تواجه أزمة بسبب عدم وجود أوراق تثبت ملكيتها لشخص معين، لافتاً إلى أن هناك ثلاثة أنماط لوضع اليد، وتحدّث المحافظ عبر السطور التالية عن قيمة ما تم صرفه من تعويضات للمضارين من السيول، والإجراءات التى اتخذتها المحافظة لمواجهة السيول مستقبلاً، وسُبل النهوض بوادى النطرون.. وإلى الحوار.
■ ماذا عن موقف التعويضات للمزارعين المضارين من السيول بالمحافظة؟
- بدأنا الخميس الماضى المرحلة الثانية لصرف التعويضات للمزارعين المضارين من السيول التى ضربت المحافظة خلال الشهر الماضى، وأدت إلى غرق 56 ألف فدان، ومصرع 27 شخصاً وإصابة العشرات من المواطنين، وسلمت أجهزة المحافظة واللجنة المشكلة لصرف التعويضات شيكات الدفعة الأولى من تعويضات المرحلة الثانية إلى الإدارات الزراعية على مستوى المحافظة، والبالغ قيمتها 12 مليون جنيه، من إجمالى 38 مليوناً و416 ألفاً و918 جنيهاً، قيمة التعويضات بالمرحلة الثانية، والتى يبلغ عدد المتضررين فيها 25 ألف مزارع. وكانت المرحلة الأولى للتعويضات تضمنت صرف 35 مليوناً و276 ألفاً و818 جنيهاً، لــ22 ألفاً و50 مزارعاً على مستوى المحافظة، من إجمالى قيمة التعويضات التى خُصصت للمرحلة الأولى وهى 37 مليون جنيه، وذلك تعويضاً عن تلف 18 ألفاً و919 فداناً بسبب السيول، ومتبقى لدى المحافظة مليونا جنيه، لوجود بعض المشاكل الخاصة ببعض المزارعين الذين لديهم مشاكل مع الجمعيات بسبب الورثة، والصرف للأراضى المُحيزة وذات العقود الابتدائية فقط، أما أراضى وضع اليد فما زال عليها مشاكل ولم يُتخذ بشأنها قرار، وعلى المستفيدين من تلك الأراضى أن يقدموا مستندات وأوراقاً تثبت تقنين وضعهم عليها حتى يتم صرف التعويضات لهم.
■ وماذا عن أراضى وضع اليد؟
- ما زالت تواجه أزمة بسبب عدم وجود أوراق تثبت ملكيتها لشخص معين، وهذه الأرض لا يمكن صرف تعويض لها بسبب وضع «المشاع» الموجودة عليه.
■ ماذا عن الخدمات المقدمة لأهالى قرية «عفونة».. وتعويض الخسائر بها؟
- هناك تعاون بين المحافظة والقوات المسلحة، بداية من الكارثة التى لحقت بـ«عفونة»، ومنذ ذلك الوقت ولودرات الوحدات المحلية تسعى لإعادة الطرق التى طمست السيول معالمها، بالإضافة إلى تركيب أعمدة الكهرباء على ما كانت عليه من قبل، لافتاً إلى أن الأمر قد يستغرق بعض الوقت، بسبب كثرة حجم الخسائر هناك، والأسبوع الماضى أطلقنا مبادرة لإعادة تأهيل وبناء قرية «عفونة» وبعض القرى داخل نطاق وادى النطرون، بالاشتراك مع قيادة المنطقة الشمالية العسكرية، برئاسة اللواء أركان حرب محمد الزملوط، وبمشاركة عدد من رجال الأعمال وأعضاء مجلس النواب ومؤسسات المجتمع المدنى. والمبادرة تشمل إنشاء قرية نموذجية ومجمع مدارس على مساحة 10 أفدنة بمدينة وادى النطرون بمنطقة الـ40 فداناً المعروفة باسم منطقة المدارس، وهى منطقة لوجستية تتضمن بناء 320 منزلاً لسكان العشوائيات والأهالى الذين تضررت منازلهم، والمنزل سيكون على مساحة 120 متراً مربعاً ومحاطاً بحديقة صغيرة. وأحب أن أؤكد أننى أتابع الموقف أولاً بأول، على أرض وادى النطرون، خاصة الجهود المبذولة لإعادة إعمار المناطق المتضررة بالمدينة وقراها جرّاء السيول، وأتفقد تباعاً المناطق التى أضيرت من السيول بقرى وادى النطرون، وأطمئن على صرف التعويضات المستحقة لأصحاب الحيازات الزراعية، ومؤخراً تفقدت الطرق الجارى تمهيدها وإعادة تأهيلها، بعد تعرضها لبعض التلفيات والانهيارات جرّاء السيول، كما تفقدت الأراضى الزراعية بقرية «عفونة» والقرى المجاورة، واطمأننت على عودتها للزراعة والإنتاج.
■ لكن هناك مناطق عدة بمدينة وادى النطرون تأثرت بالسيول، كيف تعاملتم مع هذه المشكلة؟
- لقد بذلنا جهداً كبيراً خلال الأيام الماضية لإزالة آثار السيول بالمدينة وبقرية «عفونة»، وتم تشكيل لجان على جميع المحاور للقيام بأعمال كسح المياه وردم شوارع المدينة ورفعها، وإعادة بناء المنازل التى تهدمت بسبب السيول، بالتنسيق مع مجموعة من شباب المركز. كما تم إصلاح الطريق الرئيسى لقرية «عفونة» بمعدات الوحدة المحلية، حتى يستطيع الأهالى الوصول إلى اﻷراضى الزراعية، وتم توزيع التعويضات اللازمة على 174 مزارعاً من المضارين جرّاء السيول، تسلموا شيكات التعويضات الخاصة بهم، بمقر الإدارة الزراعية بالمدينة. وبالنسبة لمنطقة (العشش وحى السلام) بغرب المدينة، وهى مناطق عشوائية مبنية من الطوب الأبيض واللبن والأسقف الخشبية على أرض بحيرة الصرف القديمة بالمدينة، والتى تأثرت بتراكم مياه كثيرة فيها، فقد تم سحبها بالكامل، ما عدا بعض المناطق غير المأهولة بالسكان، ورفعت الوحدة المحلية المياه من الشوارع بهذه المناطق، لسهولة وصول المواطنين إلى منازلهم، فيما تم عمل سد ترابى خلف حى السلام لمنع وصول المياه إلى منازل المواطنين فى حالة معاودة السيول. كما وزعت الوحدة المحلية، بالتنسيق مع بعض رجال الأعمال ومنظمات المجتمع المدنى ومجموعة من شباب وادى النطرون، مواد البناء على المنازل المتضررة بالمدينة، خاصة بحى السلام وحى العشش وحى شرق المدينة، وبوسط وجنوب المدينة وبقرية الحمراء وبشمال المدينة، كما تم تنظيم قوافل طبية ومساعدات خيرية لبعض المناطق المتضررة بالمدينة والقرى، خاصة قرية «عفونة».
■ هل هناك مفقودون ما زالوا تحت مياه السيول حتى الآن؟
- تسببت السيول فى مصرع 27 شخصاً بالبحيرة، منهم 12 من سكان «عفونة»، حيث جرفت المياه العمال الزراعيين والأهالى إلى منخفض كبير هناك، وهو ما لم يستطع رجال الحماية المدنية أن يقوموا به، خاصة أن هناك بُحيرة موجودة منذ سنوات، ألقت بها السيول بعض الجثث، ولم يكن هناك تقصير من الجهات المعنية، بل توجهت جميع مؤسسات المحافظة لتقديم المساعدة والعون لمنكوبى «عفونة» والقرى الأخرى بالمحافظة، والعثور على جثة أحد الأهالى بعد 50 يوماً من السيول التى ضربت «عفونة» لم يكن تقصيراً من الدولة، بل كان بسبب تفاقم الأوضاع هناك، خاصة أن هناك لجنة من المحافظة، بالتعاون مع قوات الحماية المدنية، تمشط جميع المسطحات المائية الموجودة بوادى النطرون، والمسطحات التى خلفتها السيول للبحث عن أى مفقودين، وأرفض اتهامات التقصير التى يلوّح بها البعض، لأن المحافظة لم تدّخر جهداً لتحقيق الاستقرار والسيطرة على الأوضاع هناك.
■ هل تراجع رجل الأعمال أحمد أبوهشيمة عن تقديم المساعدة لضحايا ومتضررى السيول بوادى النطرون؟
- تسعى المحافظة لتفعيل دور المشاركة المجتمعية، والتعاون مع المؤسسات والأشخاص الذين يمدون يد العون لحل مشاكل المواطنين والمساعدة فى عملية التنمية، ولم يعلن «أبوهشيمة» تراجعه عن موقفه بشأن تقديم المساعدات لضحايا «عفونة»، بل أقر أنه سيقوم ببناء المنازل التى هدمتها السيول على نفقته الخاصة.
■ وما الإجراءات التى اتخذتها المحافظة لمواجهة السيول مستقبلاً؟
- تسلمت المحافظة مؤخراً الدفعة الأولى من سيارات الكسح الجديدة، وهى 5 سيارات، تم شراؤها لمواجهة الأمطار والسيول التى تتعرض لها المحافظة، والدفع بها إلى أماكن الاحتياج بالمدن والمراكز، وذلك من إجمالى 10 سيارات بتكلفة 2 مليون و480 ألف جنيه. وهذه السيارات ورّدتها إحدى شركات وزارة الإنتاج الحربى، وجار توريد 5 سيارات أخرى خلال أسبوع من الهيئة العربية للتصنيع بذات الشروط والمواصفات، بالإضافة إلى عدد من المعدات والآلات اللازمة للتخلص من مياه الأمطار الزائدة، ورفع منظومة النظافة والبيئة بمدن ومراكز المحافظة.
وتم التنسيق مع قيادات الجهاز التنفيذى لمشروعات مياه الشرب والصرف الصحى لتنفيذ خطة عاجلة لدعم مرفق مياه الشرب والصرف الصحى بالمحافظة بمبلغ 332 مليون جنيه، وتشمل دعم الهيئة القومية لمشروعات مياه الشرب والصرف الصحى.
■ هل انتهت المحافظة من إعادة إعمار منازل تضررت من السيول؟
- بالفعل انتهينا مؤخراً من إعادة إعمار 27 منزلاً بقرية «التاسعة بذور» التابعة لمركز أبوالمطامير، والتى تولت المحافظة، بالتعاون مع جمعية «الأورمان»، إعادة إعمارها بعد تضررها جرّاء السيول، وسيتم توصيل عدادات مياه وكهرباء لها.