الاستحقاق الانتخابي الثالث في مصر وتونس "على كف عفريت".. وسياسي: الصراعات السبب
الاستحقاق الانتخابي الثالث في مصر وتونس "على كف عفريت".. وسياسي: الصراعات السبب
صورة أرشيفية
مصر وتونس دولتان قادتا المنطقة العربية في ثورات أطلق عليها العالم "ثورات الربيع العربي"، منذ 4 سنوات مضت، تسارعتا في إنجاز الاستحقاقات الانتخابية، بدءا من وضع دستور تسيير عليه البلاد ثم انتخاب رئيس للجمهورية انتهاءً بتشكيل مجلس نواب.
تشكّل مجلس النواب التونسي في أكتوبر 2014، وحصل حزب نداء تونس "الحاكم" على أكثر المقاعد، وعلى الرغم من ذلك تقدم 22 نائبا عن الحزب في البرلمان، استقالاتهم رسميا من الكتلة النيابية، احتجاجا على ما اعتبروه "تهميش مشروع الحزب"، في انتظار تكوين كتلة مستقلة أخرى، أو الانضمام لحزب سياسي جديد.
جاء ذلك بالتزامن مع الاضطرابات التي يشهدها البرلمان المصري، الذي تشكّل الشهر الجاري، بعد رفض أحزاب "مستقبل وطن" و"المصريين الأحرار" و"الوفد" الانضمام إلى ائتلاف دعم مصر، وأوضح "المصريين الأحرار" أن الاعتراض سببه أن الحزب مرتبط باللائحة التي أصدرها الائتلاف، والتي تنص موادها على أن الائتلاف يهدف إلى خوض انتخابات المحليات، ما يؤكد أن هدف قياداته ليس الوجود داخل البرلمان فقط، كما أن لديه مقار بالمحافظات مسؤولة عن مساعدة نوابه في معاملاتهم مع المسؤولين الحكوميين وجمع اشتراكات من الأعضاء، كما أن المادة 18 في اللائحة نصت على أن القرار الذي يتخذ بالأغلبية ملزم للجميع، وهو ما يتعارض مع برامج الأحزاب.
رأى الدكتور جمال عبدالجواد أستاذ العلوم السياسة بالجامعة الأمريكية، أن المشهد البرلماني في البلدين اللاتي قادتا ثورات الربيع العربي "طبيعي" ولكنه "غير مُرضي"، وأرجع السبب إلى أن البلدين تعيدا تشكيل نظاما سياسيا جديدا، وذلك بعد أن عاشت عشرات السنين تحت وطأة نظم سياسية ذات طابع سلطوي، والتي كانت لها أحزابها المنسجمة مع تلك الطبيعة، إنما بعد التغيرات التي طرأت على النظام السياسي الجديد لن تظهر بمجرد كتابة دستور، لوجود علاقات وتيارات فكرية متعددة ومختلفة.
وأوضح أستاذ العلوم السياسة بالجامعة الأمريكية، لـ"الوطن"، أن عدم وجود مركز سلطة قهري يعمل على الاقتياد القسري للجميع، نتج عنه عدم وجود سلطة مدركة لكل أشكال التنوع وكل الأمراض النفسية والصراعات الشخصية التي تخلق المشهد الآن.
وأشار عبدالجواد، إلى أن بعض الصراعات ستقل مع الوقت، لافتا إلى أن الأحزاب اختارت نوابها بطريقة معينة وترشحوا تحت لافتة هذه الأحزاب، دون أن يدركوا تبعات الترشح على قائمة حزب سياسي، فيتصرف بعضهم كالمستقلين داخل البرلمان، ما يتولد عنه صراعات داخل الأحزاب، أما عندما يوضح للنائب أو المرشح مزايا وعيوب ترشحه كمستقل أو مع قائمة لن يتكرر ما يحدث مرة أخرى، مستطردا أن عددا من النواب يدخلون لأول المرة النظام السياسي المؤسسي، فهم كانوا يتكلمون عن السياسية أو يتظاهرون لكنهم لم يعملوا في ذلك المجال ولا يعون وجود برلمان سيرّع وستحكمه قوانين.
أما في تونس، أوضح أستاذ العلوم السياسية، أن البعض انضم إلى حزب "نداء تونس" حتى يتصدوا لحركة "النهضة"، التي يقودها الإخوان فقط، وأن البعض يغادر "نداء تونس" الآن وينضم إلى الحزب الجديد الذي يشكله منصف المرزوقي، لأنه بطريقة ما استطاع أن يتحرر من هاجس الإخوان والنهضة وأصبح يدافع عن شكل العدالة الاجتماعية المعتدلة.