بالصور .. "البلطجة" تحول "ميدان الجيش" إلي ميدان "الخرفان"
بالصور .. "البلطجة" تحول "ميدان الجيش" إلي ميدان "الخرفان"
جانب من ميدان الجيش
ميدان كبير بالقاهرة لا يخلو من السيارات والمارة ليلًا ونهارًا، تحيط بهم "الخرفان والماعز والعجول أحيانًا"، وتتخذ الحيوانات من المسجد والمستشفى ودار المناسبات الخيرية الموجودة بالميدان ما بين العباسية وباب الشعرية، والقمامة بهم مركز لهم، والذباب والرائحة الكريهة أصبحت من سمات مميزة للميدان، الذي استولى عليه البلطجية وحوله إلى حظيرة كبيرة لا يجرؤ أحد على الاقتراب منها.
تجولت "الوطن" بالميدان، وتحدثت إلى أصحاب المحال التجارية والمطاعم به، فيقول عم "ح .ج" مالك محل للمشويات بالميدان، "غُلبنا معهم والحي مش سأل فينا.. ده إحنا عاوزين نسيب محلاتنا ونجري من الميدان.. دول طفشوا الزبائن من عندي بسبب رائحه البهايم"، مشيرًا إلى أن الخلافات تبدأ يوميًا من الصباح، فحينما يفتح المحل يجد الخرفان والماعز والعجول أمامه وتترك رائحة سيئة وحشرات تغضب الزبائن، كما أنهم يربطون الكلاب في الشجر أمام المحل لترهيبه.
مالك محل مشويات بالميدان: عاوزين نجري من محلاتنا بسبب الرائحة والخناقات والبلطجة
واشتكى مالك محل المشويات، من ممارسات البلطجة على زبائنه "لو عربية جت وقفت قدام المحل عشان تأخد طلب بيطفشوها عشان هما اللي يقفوا"، موضحًا أنه انتظر زيارة المرشحين عن الدائرة في الانتخابات لعرض مشكلة عليهم ولكن لم يروا من المرشحين سوى اللافتات الانتخابية فقط.
أما عم حسن، قال: "هنا مبقاش ميدان الجيش هنا بقي ميدان الخرفان حطين خرفان في كل حتة.. حتى قدام باب الجامع والمستشفى ومحدش يقدر يفتح بفتح بؤه"، مؤكدًا أن عدد من البلطجية يفرضون عليه "إتاوة" وهو مريض ويعاني من عجز بقدمه.
الميدان في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، كان أكثر تنظيمًا وكانت به حديقة صغيرة ومساحات خضراء مسورة، وعمال النظافة تنكنس الشارع باستمرار، وفقًا لما أوضحه "ف.ص" أحد العاملين بـ"سوبر ماركت" قائلًا: "إحنا مش عارفين نعمل إيه معهم.. رائحة وحشة وحشرات وخناقات وحيوانات ومش قادرين نتكلم عشان دول بلطجية".
عامل بـ"سوبر ماركت": إحنا نخاف نتكلم يجوا يكسورا المحل.. والزبائن بتطفش
وبنبرات خائفة قال العامل، "لو اتكلمنا هنروح في داهية ويتخانقوا معنا"، فالزبائن التي تتردد على المحل للشراء تتعجب من صمتهم لهؤلاء "البطلجية" ولكنه يقول لهم "منقدرش نتكلم معهم دول البلطجية وممكن يكسروا المحل وإحنا بناكل عيش"، مؤكدًا أن قبل ثورة يناير كان أصحاب الخراف والماعز تخشى الخروج والوقوف في الميدان إلا قبل عيد الأضحى فقط.
استشعر أهالي الميدان الأمل في رحيلهم عن الميدان بعد أن وضعت الحكومة مجمعات استهلاكية لمواجهة الغلاء بالميدان، ولكن زال أملهم في بيئة نظيفة سريعًا، "الدول عملت كشك العيش والسلع التموينية قولنا هيقدروا يمشوهم بس معرفوش وأهيه الناس بتشتري حاجات الدبان والحشرات واقفة عليها، المكان غير صحي وغير لائق بس أدينا عايشين".
وعن متابعة المسؤولين بالحي للميدان، قال العامل: "الحي ميقدرش يتطردهم.. لو نزل عشان يمشيهم بعد زيارة الحي يرجعوا تاني"، مؤكدًا أن الساحة من المفترض أن تكون جراج ولكن أصحاب الخراف والماعز استولوا عليها وجعلوها "زريبه".
"منقدرش نتكلم.. هنتكلم نقول إيه؟".. هكذا بدأت سيدة ثلاثينية تعمل بمجمع "معًا ضد الغلاء" الذي وضعته الحكومة عن مشروع "وجبة الـ30 جنيه" مؤخرًا، موضحة أن أصحاب الخراف ينتشرون في محيط الميدان، وهم يحرسون المجمع ليلًا، ويساعدوها في إغلاق أبوابه الكبيرة، ولا يتعرضون لها أو يفرضون عليها أي "إتاوة".
وتابعت السيدة التي فضلت عدم ذكر اسمها: "أكل عيشهم بيلم علينا الدبان وبعد الظهر متعرفيش تقفي منه بس هنعمل إيه؟.. دول آخر اليوم يكنسوا الساحة ويرموا الزبالة وفضلات الحيوانات جنب الكشك والدبان يزيد أكتر"، موضحة أن الزبائن التي تشتري منها من أهل المنطقة واعتادوا على ذلك المنظر ولا يتعترضون على كثر الذباب والرائحة الكريهة للمكان.
أما السيدة هالة محمد، إحدى السيدات التي كانت تشتري العيش من الكشك، قالت: "من زمان والناس دي بتقف تبيع الحيوانات بتعتها هنا ومحدش بيكلمهم"، لافتة إلى أن العيش نظيف ولا مشكلة فيه وخاصة بعد أن قامت السيدة التي تبيعه بتغطيته، "وأنا بشتري بشوفها مغطياه وبتعملمنا كويس".