معدية «سنديون» الموت غرقاً فى مياه النيل
معدية «سنديون» الموت غرقاً فى مياه النيل
معدية «سنديون» الموت غرقاً فى مياه النيل
وجوه واجمة، وأعين دامعة، لم تعبأ ببرودة الجو القارس، ولا ظلمة الليل الموحشة، وقفت على النهر، قُرب مدينة سنديون بكفر الشيخ، ليلة أمس الأول، تستقبل الجثامين التى حنّت بدمائها ضفاف النيل، ضحايا لم يقترفوا ذنباً سوى أنهم أرادوا الحياة، فى بلدة لم تُذكر على صفحات الصحف إلا باسم الموت والدماء، بعدما راح منها خمسة عشر من مواطنيها، خلال عبورهم نهر النيل. هناك كان الإهمال والفساد يظهران بوضوح، يلوحان فى الأفق، معلقان فى رقاب المسئولين عن تلك الكارثة دون لبس، وكأن أجساد الموتى تحولت إلى أعمدة إنارة تضىء على وجوه الفاسدين، وتظهر حقيقتهم جلية أمام الجميع، وكأن الجثامين المتجمّدة من برودة المياه التى ظلوا فيها لساعات، فى انتظار انتشالهم من قاع النهر، قد أزاحت الغبار عن المرآة، ليظهر الوجه الموحش لحكومة تقتل بإهمالها الفقراء فى قرى لم تذُق طعم الفرحة، قبل أن تتجرّع مرارة فراق ذويها.