«السيسى» بعد إطلاق «بنك المعرفة»: «الكلام اللين لا يعنى الضعف.. والقوة ليست بالصوت العالى»
«السيسى» بعد إطلاق «بنك المعرفة»: «الكلام اللين لا يعنى الضعف.. والقوة ليست بالصوت العالى»
الرئيس السيسى خلال كلمته فى أحتفالية يوم الشباب المصرى
أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس، عن حزمة قرارات لدعم الشباب خلال كلمته التى ألقاها فى احتفالية يوم الشباب المصرى، والبرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة، وإطلاق الموقع الإلكترونى لمشروع «بنك المعرفة»، فى دار الأوبرا المصرية، فيما كشفت مصادر لـ«الوطن» عن أن الرئيس سيصدر خلال الأيام المقبلة قراراً جمهورياً بالعفو عن بعض الشباب المسجونين، وأن القرار سيشمل أكثر من 100 شاب، قبل 25 يناير.
وقال «السيسى»، «يا شباب مصر أمن مصر واستقراره ومستقبله مش أنا بس اللى شايله فى رقبتى إحنا شايلينه كلنا مع بعض»، مضيفاً أنه يتحدث مع الشعب المصرى برفق لأنه عانى كثيراً، ويجب أن يكون رفيقاً معه، متسائلاً: «هل القوة بالصوت العالى؟ لا، بل بالقرار والوقفة والرجولة والجدية والالتزام وليس بشىء آخر، اوعوا تفتكروا لين الكلام وحسن الخلق حاجة تانية دى قمة البأس».
الرئيس لـ«الشباب»: مصر على المحك منذ ثلاث سنوات.. و«الناس الشر» ما زالوا مصرين على القتل والتخريب
وأكد أنه كلف البنك المركزى بتنفيذ برنامج شامل ومتكامل لدعم وتنفيذ المشروعات الصغيرة والمتوسطة المملوكة للشباب لتصل إلى 20% من إجمالى القروض خلال السنوات الأربع المقبلة، حيث سيقوم القطاع المصرفى بضخ 200 مليار جنيه وهو ما من شأنه تقديم فرصة لـ35 ألف شركة لتوفر فرص عمل لما يقرب من 4 ملايين فرد. وأضاف «السيسى» أنه أصدر توجيهاته للبنك المركزى بتخفيف أعباء خدمة القروض عن الشاب المصرى بحيث تكون الفائدة عن قرض تمويل المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر لا تزيد على 5%، وداعب الشباب قائلاً: «معندكمش عندى حجة بعد كده، خاصة أن خدمة القرض كانت تمثل إشكالية بالنسبة للشباب، وأتمنى أن تكون المشروعات متناهية الصغر أقل من 5%»، وتابع: «على أن يتم تنفيذ هذا البرنامج الطموح من خلال خدمة مصرفية ممتدة على مستوى الجمهورية بما يسمح بتقديم كافة الخدمات الائتمانية لكل فئات الشعب».
وكان «السيسى» قد استهل كلمته بطلب حضور النماذج الشبابية المشرفة الذين تحدثوا فى الفيلم التسجيلى خلال الحفل، ليقفوا بجواره، قائلاً: «كان لازم يبقوا موجودين جنبى بصراحة لأنهم أعطوا لى أملاً كبيراً جداً فى بلدنا وفيكم»، ثم طلب الوقوف دقيقة حداداً على أرواح الذين سقطوا من أجل مصر حتى صباح أمس.
وأشار «السيسى» إلى أنه استجاب لمطالب بعض الشباب عبر البريد الإلكترونى لإتاحة مضمون البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب مجاناً، وأنه قرر أن يكون عام 2016 عاماً للشباب، قائلاً: «اتخذت قرارات تمكن الشباب وتوفر له فرص العمل».
وشدد على أنه وجه وزارة الإسكان بتنفيذ 140 ألف وحدة سكنية بنهاية 2016، كما كلف القائمين على مشروع استصلاح «1.5 مليون فدان»، بالاستفادة من برنامج التمويل الحكومى للشباب، وأمر بتشكيل لجنة قومية متخصصة لتحديث المناهج التعليمية لجميع المناهج الدراسية بحيث تحقق أهدافاً أهمها أن تراعى آخر ما وصلت إليه الأبحاث العلمية ودعم منظومة الأخلاق على أن تنتهى من عملها خلال 3 شهور.
قرارات لدعم الشباب تشمل مشروعات بـ200 مليار جنيه خلال 4 سنوات.. وتخفيف أعباء القروض.. و140 ألف وحدة سكنية
وتابع «السيسى»: «لأن الرياضة تسمو بالأخلاق والروح فلقد وجهت مجلس الوزراء ووزارة الشباب بالتوسع فى النشاط الرياضى من خلال إطلاق دورى رياضى متكامل للمدارس والجامعات يكون على أعلى مستوى من التنظيم وصرف حوافز للمشاركين واستغلال البنية التحتية التى تم تنفيذها فى هذا المجال، خاصة أن هناك 4 آلاف مركز شباب كانت تحتاج رفع كفاءة تم الانتهاء من 2700 والباقى خلال العام الحالى، متمنياً تحقيق نقلة كبيرة فى عالم الرياضة فى مصر».
وأضاف أن الثقافة والفنون لا بد أن تجد لها موقعاً أفضل فى أجندة اهتمام شبابنا وجهت بإحياء دور قصور الثقافة من خلال التوسع فى تنفيذ الفعاليات الثقافية والفنية بها وبالمدارس والجامعات على أن يكون هناك حافز، كما وجه المجالس التخصصية التابعة للرئاسة بالتواصل مع الجهات المعنية لإقامة نوادٍ ثقافية ومنتديات حوارية تكون نواة التواصل بين الرئاسة والشباب ليتم مناقشة تلك الأفكار فى مؤتمر شبابى بشرم الشيخ ديسمبر المقبل.
وخاطب «السيسى»، الشباب قائلاً: «إن الوطن يواجه بكم معركة بقاء تحتاج إلى إرادة حقيقية وصلبة ضد ما يحاك له، فتمسكوا بوطنكم ضد من يدفعكم للكفر به، وتمسكوا بصحيح الدين ضد من يستخدمه لهدمه، وتسلحوا بالعلم واعملوا بتجرد وإخلاص، والدولة المصرية تدرك عن قناعة تامة أن هذا الوطن ليس مخصوصاً لطائفة أو جماعة دون أخرى إنما هو وطن يتسع للجميع دون استثناء عقائدى أو جغرافى أو فكرى». واختتم كلمته المكتوبة بقوله: «كيف للمرء أن يقود أمة، وينال شرف الوقوف فى صدارتها دون أن تلهمه لمعة العيون ولهفة الأرواح المخلصة، وأن الغد مشرق ولكم ومنكم وبكم وبقوتكم تبقى مصر عزيزة أبية وبقوة شبابها ستحيا مصر»، ثم ارتجل «السيسى» فى كلمته، موضحاً أنه كأب للشباب المصرى يتمنى أن يكون شباب مصر أكثر شباب العالم تقدماً ومهارة على الإطلاق، وقال: «ببساطة أنتم ستتحملون مسئولية وطن فيه 90 مليوناً، مطلوب أن يكبروا ويعيشوا فى أمان وسلام، ولن يتحقق ذلك دون شباب واعٍ بمشاكل بلده».
وكشف عن أنه التقى بمجموعة من الشباب منذ أيام وقالوا له إنهم محبطون، فسألهم الرئيس: «لماذا؟» فردوا: «مفيش فرصة كنا عايزين نبقى فى البرلمان»، وتابع «السيسى»: «فسألتهم عندكم كام سنة، وقال أحدهم 23 وآخر 25 سنة، فقلت لهم إن الفترة الصعبة من تاريخ مصر الماضية كلها 5 سنوات وتطور الأمم لا يحدث فى يوم وليلة ويحتاج لوعى وفهم حقيقى للتحديات التى تقابل الأمة وبدون ذلك سنكون نتحرك فى الاتجاه الخاطئ، وتجربة مصر لا بد أن تنجح لكى تعيش، وثلث البرلمان يعتبرون شباباً». وأشار إلى أنه يتحدث مع الشعب المصرى برفق لأنه عانى كثيراً، ويجب أن يكون رفيقاً معه، فقاطعه أحد الحضور، قائلاً: «الشعب لم يجد من يحنو عليه»، وأكمل «السيسى»، كلمته متسائلاً: «هل القوة بالصوت العالى؟ لا، بل بالقرار والوقفة والرجولة والجدية والالتزام وليس بشىء آخر، اوعوا تفتكروا لين الكلام وحسن الخلق حاجة تانية دى قمة البأس».
وشدد «السيسى» على أن مصر كانت على المحك خلال السنوات الثلاث الماضية، والناس الشر ما زالوا مصرين، حتى صباح أمس، على القتل والتخريب لأنهم لا يعرفون البناء والتعمير، بل التخريب، وقال: «يا شباب مصر أمن مصر واستقراره ومستقبله مش أنا بس اللى شايله فى رقبتى إحنا شايلينه كلنا مع بعض»، فرد أحد الحضور قائلاً: «إحنا معاك ياريس»، فرد عليه «السيسى»، بقوله: «أنا مش عايزك تبقى معايا، أنا عايزك تبقى مع بلدك، لأن كلنا معاها بلدنا أولى بالحماية والرعاية والفهم الحقيقى لبلد بقالها سنين طويلة عايزة تطلع قدام، ولازم تكونوا عارفين إننا لن نتطور إلا بالصبر والعمل والجلد». وكان الحفل بدأ بتلاوة الشيخ ياسر الشرقاوى، آيات من القرآن الكريم، ثم تم تقديم عدد من الأغانى الوطنية، ومنها أغنية لـ«تحيا مصر»، لقيت إعجاب الحضور.
وقال الدكتور طارق شوقى، أمين عام المجالس التخصصية، التابعة لرئاسة الجمهورية، إن موقع «بنك المعرفة» الإلكترونى أصبح متاحاً كبث تجريبى لينطلق رسمياً فى 23 يناير الحالى، مضيفاً أن الدخول لموقع البنك سيكون بـ«المجان» ومتاحاً لجميع المصريين بلا استثناء، وأنه يُعد مكملاً لبرنامج الرئيس لتأهيل الشباب، ويهدف إلى استعادة دور مصر الحيوى أفريقياً وعالمياً. ولفت إلى أن بنك المعرفة المصرى هو أكبر مكتبة رقمية فى العالم لما يحويه من دوريات، وكتب، وقواعد بحث، وبرمجيات بالتعاون مع 27 من كبرى المؤسسات التعليمية والبحثية فى العالم منها «ناشونال جيوجرافيك» و«ديسكفرى» وغيرهما، موضحاً أن الموقع يستهدف فى المقام الأول الدارسين فى مراحل التعليم العالى والبحث العلمى، الذين يصلون إلى 2.5 مليون، ثم الطلبة فى التعليم الأساسى، ثم المجتمع المصرى بكافة الأطياف والأعمار.
وأكد «شوقى» أن الموقع سيحسن من تدريس العلوم والرياضيات، وسيسهم فى تحقيق الهدف الأساسى المتمثل فى «نحو مصر تتعلم»، وتابع: «نتمنى نهضة علمية، وثقافية، وشراكة دولية لتمكين الشباب من التنافسية العالمية، وليكون الأرضية لتنفيذ رؤية مجتمع مصرى يتعلم».
يذكر أن مشروع بنك المعرفة يتضمن إنشاء مكتبة رقمية ضخمة تحتوى على الآلاف من أحدث الدوريات العلمية والكتب الإلكترونية ومكتبات الأفلام الوثائقية والتعليمية، بالإضافة إلى المناهج الدراسية المساعدة وقواعد البيانات فى شتى فروع المعرفة، كما تحتوى على الآلاف من أحدث الدوريات العلمية والكتب الإلكترونية ومكتبات الأفلام الوثائقية والتعليمية.