«المنيرة».. نوع واحد من الحقن يعالج كل الأمراض
«المنيرة».. نوع واحد من الحقن يعالج كل الأمراض
زحام من أهالى المرضى حول أسرة ذويهم
«يا فندم حضرتك أنا تعبان ودايخ ومش قادر أقف على رجلى، مش راضى تكشف علىّ ليه؟»، يرد الطبيب الخمسينى المسئول عن غرفة الطوارئ فى مستشفى المنيرة العام: «إنت زى الفل ومش محتاج حاجة، وبعدين لو كشفت على كل واحد هيدخل هنا مش هخلص، هو كل واحد معدى من على باب المستشفى هيدخل يرازينا».. بعدها لم نجد أمامنا سوى الذهاب إلى طبيبين يجلسان على «كونتر» الاستقبال، أسفل ساعة حائط تشير عقاربها إلى الثالثة فجراً، شكونا إليهما، فأجابا بأنهما تخصص أطفال ولن يتمكنوا من الحديث مع طبيب الاستقبال لأنه يرأسهما فى العمل. عدنا مرة أخرى إلى طبيب الاستقبال، وألححنا عليه: «ده حقنا وميصحش إنه يرفض لمجرد إن مزاجه الخاص عاوز كده»، رفض الرد على حديثنا واتهمنا بأننا «عيال رغاية وفاضية»، ثم تركنا وذهب إلى مكتبه، لحقنا به، فوجدناه يكتب نفس الحقنة المسكنة لمريض آخر، كان قد دخل بعدنا إلى المستشفى، وطلب منه الانتظار على أى سرير حتى الصباح. اقتربنا من المريض، وعلمنا منه أنه يعانى من قرحة مزمنة بالمعدة، وأن هذه المرة ليست الأولى له هنا، وأنه سينتظر حتى الصباح ولن يتمكن من الذهاب إلى مستشفى خاص. ذهبنا إلى غرفة الممرضات للحصول على الحقنة التى كتبها لنا الطبيب، فطلبت منا الممرضة الدخول خلف الستارة لأخذها، أخبرتها بأنها لم تطلع بعد على نوعية العلاج المكتوب فى الاستمارة، فأجابت ضاحكة: «مش محتاجة أشوف إيه اللى فى الاستمارة، طالما جيت يبقى عاوز الحقنة، أصل إحنا معندناش غيرها»، اشتكينا إليها عدم قيام الطبيب بتوقيع الكشف، فأجابت: «يا عم متركزش خد حقنة المسكن وروح نام وبكره الصبح تعالى اكشف واعمل اللى نفسك فيه، متنساش إننا بالليل وهى دى إمكانيات المستشفى».