من وحى المشرحة
حنانيك يا مبضعى بالغريب
غريب الديار غريب القدر
تولى فلم يسأل الأهل عنه
وتاه عن القبر لما عبر
من الدنيا ما نال حتى الكفن
ولا شاهداً من فروع الشجر
ولا دمعة ذرفوها عليه
كأنه خلق لدار الأخر
رفاقى وقوفاً لكى نبكه
ونتلو على الروح أم السور
ونطلب من ربنا رحمة
ليدخل جناته لا سقر
فما هو إلا فريسة علم
تمزق فيه ذئاب البشر
قضاء من الله يا ذا الغريب
بألا تكون رهين الحفر
وألا تكون طعاماً لدود
وألا تكون العظام النخر
فأرساك فى موطن للعلوم
تعلم فينا الحكيم الأغر
فافحص فيك الكلى والفؤاد
وابحث فى العين سر البصر
وتقطع يا مبضعى فى الدماغ
لكى أستبين مكان الفكر
ولما أكون الطبيب النطاسى
أعالج نفساً عداها الخور
وأعلم كيف تكون الجراح
وكيف يكون علاج الخطر
وأعلم منك جبور العظام
إذا العظم يوماً وهَى وانكسر
وأفحص فوق ودون الحجاب
لأفهم داءً إذا ما انتشر
د.خيرى مرسى غانم
زهراء المعادى