الثورة.. والبحث عن زعيم
اندلعت الثورة التى أبهرت العالم وتعلمت منها شعوب الأرض وأزاحت النظام الفاسد وأعلنت عن أهدافها «عيش - ديمقراطية - عدالة اجتماعية»، مصممة على تحقيق أهدافها، لكنها ما زالت تبحث عن زعامة تقودها إلى هذه الأهداف، زعامة وطنية قادرة على لم الشمل، ملهمة كثورة 25 يناير، وحكومة ثورية تملك رؤية واضحة لتحقيق الهدف، تتمتع بقبول من الشعب والرضا عمَّا تتخذه من إجراءات، وما تنجزه لتجنى الهيبة، وتعتمد على الكفاءات الرائعة من رجالات مصر فى كل المجالات: فى العلوم والفنون والاقتصاد والسياسة والطب والقانون، حكومة قادرة على توظيف ثروات مصر وقدراتها البشرية، مصر الفتية بشبابها، وهم أعز ما نملك، فلا يعنينا مثلاً رئيس وزراء متدين، لكن يعنينا أن يملك الخبرة والكفاءة والقدرة على القيادة ليدير بنجاح شئون دولة بحجم مصر، بصرف النظر عن ميوله وتوجهاته السياسية. السؤال المحير والمتداول والمخيف: «مصر إلى أين؟» سيظل قائماً بإجاباته المرعبة «انظر إلى سيناء» طالما ظلت الزعامة غائبة فى حضن جماعة دينية تسعى للتمكين والهيمنة وتمثل الوجه الآخر لعملة واحدة هى الحزب الذى ادعى أنه وطنى وديمقراطى، وحكومة متخبطة عاجزة ضعيفة لا تملك الرؤية الواضحة ولا تتمتع بالقبول والرضا وتفتقد الهيبة ولا تملك مشروعاً وطنياً حقيقياً للنهضة يرتقى بمصر الثورة ويضعها فى مكانها الصحيح.
محمد يوسف شعيشع
المنتزه - الإسكندرية