الإخوان ينشرون فيديوهات بتحقيقات غير قانونية أجروها مع «أسرى» موقعة الاتحادية
أجساد ملقاة على الأرض، أشبه بأسرى الحروب، جروح قطعية تكسو ملامح الوجوه، ولفافات بيضاء تغطى الرؤوس، أطفال فى عمر الزهور وشباب فى حالة إغماء استلقوا بوجوههم على الأسفلت الساخن، فيما تُظهر الشمس عمق الجراح الغائرة فى الوشوش.. «اطلع أنت بره الكادر» يقولها المصور لمراسل لشبكة «رصد» التابعة لجماعة الإخوان المسلمين لحظة تسجيله مجموعة من الحوارات مع من تم التحفظ عليهم من قِبل أعضاء الجماعة ليلة الأربعاء الدامى أمام قصر الاتحادية تحت اسم «اعترافات المشتبه فيهم على خلفية أحداث العباسية» تدور الكاميرا بين الأجساد، «عندك كام سنة؟» يقولها المراسل لـ«طفل صغير» لا يرد، يكشف الكادر يد مصاب موضوعة على وجه ضاعت معالمه، قبل أن ينهره المراسل بقوة «شيل إيدك من على وشك يا واد»، فيستجيب له «المُذنب» خشية أن تكتمل الحفلة عليه فتضيع معالم أخرى لا تزال نابضة فى جسمه، تقاطعها كلمات فى الخلفية «مصرى إيه.. ارفع وشك» مختلطة ببعض السباب، فيما لا يزال فى خلفية الصورة بعض جنود الأمن المركزى مستندين على باب فصر الاتحادية دون تدخل.. هكذا تعامل الجماعة «أسراها» بعمل تحقيقات -غير قانونية ودون أن يكون لهم الحق فى هذا- مع من قرروا أن ينالوا من هيبة الدولة وشرعيتها بالهتاف أو مجرد الاختلاف، نصبوا أنفسهم قضاة ومحققين وتحفظوا على متظاهرين سلميين، فيما تشيع جنازات من سقطوا معتبرين أن «قتلاهم فى الجنة وقتلانا فى النار».
وإلى نص «التحقيقات» التى أجراها الإخوان وكتائبهم مع المتظاهرين والتى نشرت فى فيديو تابع لشبكة «رصد» على موقع «يوتيوب» مدته 5 دقائق و36 ثانية.
المتهم الأول
اسمى وليد البربرى يا أفندم.. (يبدأ بها أول المتحدثين من الملقى القبض عليهم).
س: منين يا وليد؟
ج: من الجيزة يا أفندم.
س: أنت بتعمل إيه هنا يا وليد؟
ج: جيت يا أفندم والله العظيم مع جماعة أصحابى من التحرير قالوا لى تعالى نشوف الدنيا فيها إيه عشان فيه ناس ماتت هناك فى «الاتحادية».
س: ولما جيت لقيت إيه؟
ج: جيت لقيت الناس بتحدف بالطوب وكله بيحدف التانى.. وهما هاجوا ورحت أنا استخبيت فى الممر.
س: ولقيت حد مات؟
ج: لأ يا باشا ملقتش حد مات.
س: وتفسر بإيه إن أنت قتلت زى ما الناس شافت؟
ج: مين اللى شافنى يحلفوا بالله العظيم.
س: لكن أنت كده مدان يا وليد؟
ج: لا والله يا أفندم أنا لا قتلت واحد ولا اتنين.
س: تم تصويرك وانت بتضرب الخرطوش؟
ج: لا والله يا أفندم والله أبداً.
س: طب وأنت جاى عشان معترض على إيه؟
ج: أنا مش معترض على حاجة أنا قالوا لى تعالى نشوف فى إيه هناك.
س: وتفسر بإيه اللى فى وشك وجسمك ده؟
ج: همّا ضربونى ورمونى وقالوا لى أنت من موقعة الجمل.. حد قالى أنا شفتك فى موقعة الجمل وأنا كنت واقف فى الممر بتاع الجزم اللى بره.. فقلتله شفتنى فين يا عم، لقيت كله حط عليّا وقالوا لى أنت اللى قتلت الاتنين.
س: وانت مؤيد لمحمد مرسى ولا معارض له؟
ج: لأ مؤيد طبعاً.
س: أمال كنت بتعمل إيه فى التحرير؟
ج: لا أنا كنت بعارض على الدستور بس.
س: أمال بتأيده فى إيه؟
ج: بأيده كشخص.
س: يعنى هو عمله كويس؟
ج: آه كويس أحسن من اللى فات بس مش أكثر ولا أقل
المتهم الثانى.
س: اسمك إيه؟
ج: أنا قرياكس.
س: شغال إيه؟
ج: أنا صيدلى.
س: جاى ليه؟
ج: كنت نازل ضد الإعلان الدستورى وأنا فى شارع الخليفة المأمون لقيت ناس هجمت عليا وشدونى سحلونى لغاية هنا «على باب قصر الاتحادية».
س: من غير أى سبب؟
ج: من غير أى سبب.
س: طب أنت متهم بالهجوم على الثوار المعتصمين؟
ج: محصلش اللى بيتهمنى يواجهنى.
س: أنت خلاص تم اتهامك بالفعل؟
ج: مين؟.. الشهود عليا يواجهونى.
س: بس تم تحرير محضر ضدك؟
ج: ماشى.. النيابة هى اللى هتحكم بس أنا بقول أنا اتسحلت من أول الخليفة المأمون لغاية هنا وهدومى تشهد والجروح اللى فى دماغى تشهد إننا ما اعتدتش وإننا تم الاعتداء عليا.
س: هل تنتمى لأى تيار أو أى حزب؟
ج: أنا عضو فى حزب التحالف الشعبى الاشتراكى.
س: وماذا عن عضويتك فى حزب الوفد؟
ج: أنا مش عضو فى حزب الوفد.
س: يعنى أنت مش عضو فى حزب الوفد؟
ج: لأ.
س: مين رئيس الحزب ده؟
ج: الأستاذ عبدالغفار شكر.
س: هل حضورك هنا كان سلمياً أم للتغيير بـ.. ؟
ج: «يقاطعه» كان سلمياً زى امبارح ما جينا وقفنا حوالين القصر ومفيش أى حاجة حصلت.
س: بم تفسر الاعتداء على أكثر من 100 جندى وإصابتهم بإصابات بالغة؟
ج: أنا ما اعترضتش حد وما اعتديتش على حد.
س: أمال اتصابوا إزاى؟
ج: أنا بتكلم عن نفسى أنا ما اعترضتش حد ولو فى حد شاف اعتداءات يتهمونى.. بعد إذنك أنا اتاخد منى المحفظة بتاعتى والموبايل والمفاتيح.
س: بطاقتك أهه؟
ج: لا المحفظة مكنش فيها البطاقة بس.
س: كلها موجودة؟
ج: كلها موجودة.. طيب.
المتهم الثالث
س: اسمك إيه؟
ج: رامى حسن.
س: حسن إيه؟
ج: عبدالحق.. ما هو مكتوب معاك فى الكارنيه.
س: ساكن فين يا رامى؟
ج: فى عين شمس يا باشا.
س: عندك كام سنة؟
ج: 30
س: شغال إيه؟
ج: أنا نجار مسلح.
س: أمال كارنيه حزب الوفد ده بيعمل معاك إيه؟
ج: حزب الوفد.. ده الكلام ده بقاله 3 سنين.
انتهى فيديو التحقيقات ولم تنتهِ باقى الفيديوهات التى اعتبرها الإخوان قرينة على وجود بلطجية فى صفوف المتظاهرين.