«الصاوى» يعود لـ«الساقية».. و«حبيب» يعود لأبحاثه.. العمل السياسى «للخلف در»
فى ظل غموض المشهد الراهن، ومع تفاقم الأزمة، تجلت أولى نتائج قرارات الرئيس محمد مرسى الأخيرة، متمثلة فى اعتزال البعض للعمل السياسى.. ذلك القرار الذى أقدمت عليه العديد من الشخصيات العامة، إما لتحملها جزءاً من مسئولية المشهد الحالى، أو ليأسها من انفراج الأزمة وتحسن الأوضاع.
الدكتور رفيق حبيب، نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، الجناح السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، هو آخر المعتزلين للعمل السياسى، حيث قرر الانسحاب من أى دور سياسى، الآن ومستقبلاً، مكتفياً بدوره الأصلى كباحث ومحلل سياسى.
سبقه فى ذلك النائب السابق محمد الصاوى، حيث أعلن أيضاً اعتزاله العمل السياسى، مبرراً ذلك عبر تغريدة له على موقع «تويتر»: «بعد وصول الأمور إلى هذا الحد.. أعلن اعتزالى التام للعمل السياسى.. أدعو الله أن يحفظ دماء المصريين».
أما سيف عبدالفتاح، مستشار الرئيس محمد مرسى، فقد قدم استقالته على الهواء مباشرة أثناء مداخلة هاتفية على قناة «الجزيرة مباشر»، وقال باكياً إنه سيعتزل العمل السياسى، لأنه أمام نخبة محنطة، وجماعة ضيقة الأفق.
الوصول لقرار بحجم اعتزال العمل السياسى بشكل قاطع، ليس بالأمر الهين، خاصة أنه جاء فى هذا التوقيت، وفقاً لما ذكره الدكتور سعيد اللاوندى، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، ويثبت أن هؤلاء الأشخاص شعروا أن الرئيس مرسى كان يتطلع إلى الجلوس على مقعد الرئاسة، لكنه ما إن وصل للمقعد حتى تنصل من كل وعوده، واكتفى بوجود نواب ومستشارين شكليين له دون اللجوء لهم فى أى قرار حيوى.
اعتزال كل من الصاوى وعبدالفتاح، للعمل السياسى تحديداً له دلالة خاصة، حيث أنهما كانا من أكثر المتحمسين لأفكار الدكتور محمد مرسى، وظلا يدافعان عنه حتى النفس الأخير، لكنهما حين يئسوا من انفراج الأزمة قررا العودة لسابق عهدهما، خاصة محمد الصاوى الذى كان يتصور أن الثقافة ستكون على رأس أجندة الرئيس، وهو ما لم يحدث، ففضل على الفور العودة لـ«ساقية» والده.