«الوطن» فى الصعيد الجوانى: قرى.. تحت خط «الإنسانية»
«الوطن» فى الصعيد الجوانى: قرى.. تحت خط «الإنسانية»
الصعيد الجوانى
إذا أردت أن تعرف مصر حقاً، فعليك بقرى ونجوع الصعيد الجوانى، هذه هى مصر الحقيقية، فى البيوت المعدمة، بلا أسقف فى عز الصقيع، فى أقدام الأطفال الحافية، وملابسهم المهلهلة والمقطعة العاجزة عن حماية رعشتهم فى عز البرد، فى وجوه نسائها العابسة، التى تأخذك لزمن بعيد، كتب آثاره، ورسمها ببراعة على وجوههن، فى وهن رجالها الذين أعجزهم المرض والجوع والشقاء فى عز شبابهم. هنا فى نجوع وكفور الصعيد، تجد بلداً آخر، غير الذى تعرفه، تجد قرى، أهلها بالكامل بلا أحذية، أطفالاً يموتون مرتعشين من البرد، وأخرى بيوتها من الطين واللبن، بلا سقف يحميهم من المطر، بلا حمامات، أو مياه، وكأن الحرمان المشترك بين الأهالى، صبغ عليهم شكلاً واحداً، اشترك المرض والفقر والجوع والبرد والجهل، فى وضع ملامح متشابهة لهم.
بيوت من دون أسقف وأطفال عراة ونساء يعملن «دون مقابل»
البطالة أيضاً إحدى السمات المشتركة بين أهالى هذه القرى، فمعظم رجالها لا يعملون، فلا عمل ثابت ولا أجر، معاش الضمان الاجتماعى، هو المورد الرئيسى لهم، الذى لا يتجاوز فى أحسن الأحوال 400 جنيه، فهناك من يحصل منهم على 260 جنيهاً فقط، ويكملون أيام شهرهم جوعاً. وفى الشتاء، حيث البرد القارس، توحد هدف هؤلاء الأهالى، وأصبح الحصول على بطانية تهدئ من رعشتهم أسمى وأقصى آمالهم، والحصول على موافقة من إحدى الجمعيات الأهلية، بتسقيف البيت الذى لا يعدو كونه حجرة أو حجرتين من الطوب اللبن، حماية من غرق المطر، وهم نيام فى عز الصقيع الليلى، أهم أحلامهم.. «الوطن» رصدت المأساة فى 5 حكايات من بطن الصعيد.