برلمان «مدرسة المشاغبين»: «يا جماعة.. مايصحش كده»
برلمان «مدرسة المشاغبين»: «يا جماعة.. مايصحش كده»
نواب خلال الجلسة الإجرائية
«اقعد مكانك انت كل يوم تعترض على اللى بيتقال»، «انت مالك خليك فى حالك»، «لو سمحت يا ريس أنا مش مشهور بس عايز أتكلم»، «لازم أستأذن قبل ما أتكلم هو إحنا تلاميذ فى ابتدائى»، لم ترد هذه العبارات على لسان طلاب فى مدرسة «مشاغبين»، بل على لسان نواب فى البرلمان خلال إحدى الجلسات التى عُقدت أمس الأول، فالخلاف بين النواب أثناء الجلسات لا ينتهى، سواء بين الأعضاء وبعضهم البعض أو بينهم وبين رئيس المجلس، وهو ما دفع الدكتور على عبدالعال، رئيس المجلس، إلى تهدئتهم بقوله: «يجب أن يكون المظهر حضارياً يليق بالنواب وأرجو عدم التحدث دون أخذ الإذن».
«حساسين» لنائب: «اقعد مكانك انت كل يوم تعترض على اللى يتقال».. والنائب يرد: «انت مالك خليك فى حالك».. وآخر: «أنا مش مشهور بس عايز أتكلم يا ريس»
فى الجلسة الصباحية، أمس الأول، وقعت مشادة بين سعيد حساسين وأحد النواب بسبب مقاطعة النائبة سحر عتمان، ووقعت مشادة أخرى بعد اعتراض النائب عبدالمنعم العليمى، على عدم حصوله على الكلمة فقال له رئيس المجلس: «أنت نائب قديم وتعرف جيداً أن طلب الكلمة يكون قبلها بـ24 ساعة». وفى الجلسة نفسها اعترض النائب أحمد سميح على طريقة «عبدالعال» والنواب معاً قائلاً: «يا ريس الطريقة دى بترجعنا لأيام ابتدائى لما كنا تلاميذ، واللى عايز الكلمة يقول والنبى يا أستاذ»، كما احتد أحد النواب على عدم منحه الكلمة قائلاً: «أنا مش مشهور بس عايز أتكلم»، فيما رفض «عبدالعال» إعطاء الكلمة لنائب آخر قائلاً: «انت كل يوم عايز تتكلم».
وسبق ذلك واقعة دخول النائبة رانيا علوانى إلى القاعة الرئيسية لانعقاد الجلسات وهى تحمل «مج نسكافيه»، وهو ما أثار غضب بعض النواب وجمهور السوشيال ميديا.
الدكتور عبدالله المغازى، أستاذ القانون الدستورى، ومساعد رئيس الوزراء، قال إن المشادات وحالة الانفلات فى الحوار بين الأعضاء وبعضهم ترجع إلى عدم أخذ الوقت الكافى لدراسة القوانين التى يناقشونها، إذ إن الأعضاء يعرفون عن القانون قبل انعقاد الجلسة بساعات وهذا لم يحدث فى البرلمانات الخارجية، والتى يُعرض عليها القانون قبل انعقاد الجلسة بأسبوع كامل، مشيراً إلى أن أعضاء البرلمان فى حاجة إلى وعى وإدراك بأنهم أصبحوا فى موضع مسئولية، بعضهم يتسم بالسطحية ولا يعرفون أن البرلمان له قوانين يجب الالتزام بها، حسب قوله.
وأشار «مغازى» إلى أن الأعضاء لا يعرفون عن بروتوكولات الحوار كالاستئذان قبل الحديث وعدم الخروج بنص الحوار عن القانون الذى يناقش، لا يوجد كتيب أو قوانين إلزامية توزع على الأعضاء لإرشادهم: «فى البرلمان هتلاقى فرق بين النائب القديم والمستحدث اللى لازم يعرف إن البرلمان له قوانين وأعراف، وهذه النوعية من الأعضاء يجب أن تهاب الشعب لا الإعلام، فما يقومون به تهريج لا يقبله الشعب».