«والى».. الدكتوراه تبدأ بعد السبعين
«والى».. الدكتوراه تبدأ بعد السبعين
مصطفى والى
لم يسر على نهج من سبقوه بالجلوس فى البيت بعد خروجه على المعاش، ليلعب مع الأحفاد ويتابع شئون أسرته، بل قرر أن يخرج عن المألوف ويبدأ حياة عملية جديدة، خرج «مصطفى والى» على المعاش، فرفض الجلوس فى المنزل والاستسلام لسن اليأس، التحق بعد عامه الستين بالدراسات العليا بكلية الحقوق جامعة عين شمس، واستمر فى الدراسة حتى حصل على الدكتوراه وهو فى الواحدة والسبعين من عمره.
أحفاده الستة حضروا حفل تخرّجه وكانت فرحته بهم وبكونه قدوة لهم تضاهى فرحته بإنهائه دراسته العليا
لم يجد «مصطفى» مشقة فى إعداد رسالتى الماجستير والدكتوراه، وهو فى هذه السن الكبيرة، بل على العكس وجد راحته التى طالما حلم بها فى الدراسة ومواصلة التعليم، وخلال عمله ضابطاً فى جهة أمنية تقدم عدة مرات بطلبات لاستكمال دراسته العليا، لكنه لم يجد الوقت المناسب للتفرّغ إلا بعد الخروج على المعاش فى عام 2006.
اهتمام «مصطفى» بالشأن البرلمانى، ورصده نسبة تمثيل المرأة فيه مقارنةً بالبرلمانات فى الخارج، وكذلك حالة الفوضى والتخبُّط التى شهدها البرلمان المصرى خلال الأعوام السابقة، كانت الأيقونة التى انطلق من خلالها الرجل السبعينى برسالتى الماجستير والدكتوراه، ففى عام 2010 حصل على ماجستير بعنوان «القانون المقترح لتمكين المرأة فى البرلمان»، ثم حصل على الدكتوراه عام 2015 بعنوان «ضمانات صحة وسلامة الانتخابات البرلمانية».
لم ينسَ الرجل السبعينى، الطموح الذى طالما حلم به، وهو الحصول على الدكتوراه منذ أن كان طالباً فى كلية الشرطة عام 1967، فالطموح ليست له حدود أو عمر، وأن الإصرار على النجاح هو الطريق الوحيد للوصول إلى الهدف، فهو لم يستسهل ويلتحق بالأعمال التى عرضت عليه، والتى لها علاقة بعمله كضابط سابق، بل اختار أن يسلك الطريق الصعب، ليجعل لحياته بعد المعاش مذاقاً مختلفاً. نجاح «مصطفى» فى الحصول على الدكتوراه بعد المعاش، جعل أفراد عائلته يغيّرون من مسار حياتهم، الغالبية العظمى منهم بدأوا يعيدون النظر فى شهاداتهم الجامعية ويأملون فى تطويرها، عقب مشاهدتهم مُسناً غيّر مجرى حياته رأساً على عقب.
فرحة «مصطفى» بحضور أحفاده الـ6 أثناء مناقشة الرسالة كانت تُضاهى فرحته بحصوله على الدكتوراه، فهو يرى نفسه نموذجاً يُحتذى به كأول جد يحضر أحفاده حفل تخرّجه من الدراسات العليا.