وحيد حامد: إذا وصل «مرسى» للحكم سيجعلنا «عبيد وجوارى للجماعة»
يخرج "فتحى نوفل" من عنبر سجنه بحركات ثابتة وعينيه على مرمى بصره مرتديا ملابسه الرياضية باتجاه الملعب، يستوقفه زميله على الزناتى ذو اللحية السوداء، يضحك نوفل قائلا «برده مع بعض يا على»، ليرد عليه الزناتى وهو يمرر له الكرة «احنا فى مركب واحد يافتحى»، يستمر حوارهما، ليقول الزناتى بعدما رمى الكرة على بعد أمتار منهما «أنا خارج يا فتحى»، ليرد نوفل «وأنا خارج قبليك»، ينظران إلى الكرة، ثم يبدأن فى الجرى صوب الكرة، ليلامساها الاثنان، ويظهر على الشاشة صورة أرض جدباء أصابها التشقق من قلة الماء، معلنا بنهاية فيلم «طيور الظلام".
هذا الفيلم الذى ظهر للنور فى 1995، لمخرجه شريف عرفة، أرادت أسرته ألا يسرح مشاهدو الفيلم فى اعتبار أحداث الفيلم حقيقية، لذا كتبوا فى البدء «هذا الفيلم خيال سينمائى بحت.. وأى تشابه بين الخيال والواقع يكون مجرد صدفة .. أسرة الفيلم»، لكن كاتبه وحيد حامد عاد فى هذه الأيام من 2012 لينفى هذه الصدفة «طيور الظلام كان رؤية مبكرة لما يحدث الآن، خاصة بعد وصول أحمد شفيق ومحمد مرسي إلي جولة الإعادة، إسلامي ومنتمي للحزب الوطني كما تنبأ الفيلم تماما. الدراما مثل الكيمياء لازم تقرأ المجتمع كويس عشان تعرف بكره هتوصل لإيه، لازم يكون عندك إلمام بالجغرافيا»، يستزيد «الأحداث فى وقتها كانت تبشر أننا سنصل للوضع الجاري، الصراع بين الإسلاميين وطرف آخر على السلطة، الوضع الجاري صعب وعلينا الاختيار".
انتخاب مرسى لاعتبار أنه «أخف الضررين» يندرج تحت المهاترات واللامنطقية التى يرفضها حامد، معتبرا أن «الكارثة وجود مرسى»، ويبرر كارثية حكم الإخوان لمصر «مرسى وهو يتكلم فى المؤتمر الصحفى رفض ذكر الدولة المدنية، وقال إنها دستورية، مفيش حاجة اسمها دولة دستورية، الإخوان كارثة بكل المقاييس".
سيصوت حامد فى جولة الإعادة لمن يحافظ على مدنية الدولة «حتى لو كان عدوا»، لذا فإنه يرد على سؤال «إذن هل تنتخب شفيق؟»، بكل أريحية وثقة «طبعا هنتخب شفيق»، يضيف «أنا كشخص مع الدولة المدنية، ومن يقول إن شفيق سيعود بمصر إلى الوراء، مهاترات لا أقبل بها لأى طرف من الأطراف".
إذا استتب للإخوان الحكم فى مصر والسيطرة على مجلس الشعب مرورا بالشورى والنقابات والمحليات وصولا لعرش مصر، فإن «الشعب المصرى هيبقى عبيد وجوارى لدى جماعة الإخوان»، هكذا تخيل حامد شكل مصر فيما لو وصل مرسى لرأس السلطة، أما لو وصل شفيق «أمره سهل لو انحرف عن المسار الثورة من السهل أن نغيره".