سراديب التنقيب عن كنوز الفراعنة: وهْم.. فى آخر النفق
سراديب التنقيب عن كنوز الفراعنة: وهْم.. فى آخر النفق
سراديب التنقيب عن كنوز الفراعنة: وهْم.. فى آخر النفق
فى حفرة بعمق 25 متراً داخل جبل «الجبانة» بمدينة دشنا، فى أقصى صعيد مصر، أوشكت رئتاى على التوقف عن التنفس، ولم تعد أنفى تلتقط سوى كميات هائلة من «العفار»، وعندها كانت الفكرة الوحيدة التى تشغلنى هى: «هل يستحق الأمر كل هذا التعب؟»، وسريعاً انتقل السؤال إلى مرافقى، الذى أجاب دون تردد: «بالطبع، فتمثال أثرى واحد سينتشلنا جميعاً من الفقر». بين حُفر عميقة فى باطن الجبال بعمق 25 متراً، وسراديب طويلة أسفل المنازل على عمق 7 أمتار، بدأت «الوطن» مغامرتها فى الأقصر وأسوان وقنا، مع عدد من الحالمين بـ«كنوز الفراعنة»، بعضهم تشققت أيديه من الحفر، وذبلت عيونهم من طول السهر أثناء الحفر، وتحجرت صدورهم من استنشاق الأتربة القاتلة، لكنهم رغم ذلك واصلوا الجرى خلف حلم الكنز الموعود، هنا، تبدو كل القصص متطابقة: شيوخ يتقنون النصب، وشباب فقراء هاجمتهم أحلام الثراء السريع، فتحولت إلى كوابيس تدمر حياتهم، وتسرق أموالهم وأعمارهم أحياناً، فحسب تقديرات غير رسمية، ينفق المصريون ما يقرب من 12 مليون جنيه سنوياً فى الحفر بحثاً عن «اللقية»، حسبما يطلق عليها، بينما تشير الإحصاءات الرسمية إلى مقتل أكثر من 22 شاباً فى قنا خلال عام واحد.