رئيس قسم «الروماتيزم» بـ«قصر العينى»: تكلفة العلاج البيولوجى تصل إلى 8 آلاف جنيه شهرياً.. وقافلة علاجية 17 فبراير المقبل
رئيس قسم «الروماتيزم» بـ«قصر العينى»: تكلفة العلاج البيولوجى تصل إلى 8 آلاف جنيه شهرياً.. وقافلة علاجية 17 فبراير المقبل
"علا رجب" مدير "تنمية الموارد" بالقصر العيني
فى مكتب مجاور لغرفة الكشف على مرضى الروماتيزم بمستشفى قصر العينى، تباشر الدكتورة نشوى طاهر علّام، أستاذ الأمراض الروماتيزمية فى كلية الطب جامعة القاهرة، ورئيس قسم الروماتيزم فى مستشفى قصر العينى مؤقتاً، أعمالها.
15% من المصريين مصابون بـ«الروماتويد».. والقسم قائم على تبرعات الأساتذة.. والدولة لا تدعمنا نهائياً
«15 مصرياً بين كل 100 مصابون بمرض الروماتويد وهم نحو 15% من إجمالى عدد السكان، وهناك آخرون لا يعلمون إصابتهم بالمرض»، وفقاً لتقديرات الدكتورة نشوى، وذلك لعدم وجود أى إحصائية تشير إلى العدد الصحيح للمرضى فى مصر.
تقول أستاذ الأمراض الروماتيزمية، إنّ عدم وجود إحصائية دقيقة لعدد المصابين بالمرض يؤثر كثيراً على عملنا، هذا فضلاً عن أن هناك بعض أطباء العظام، وهم غير مختصين بأمراض الروماتيزم، يصرفون دواءً مسكناً لمرضى «روماتويد» لأن التشخيص خاطئ منذ البداية.
ويعتمد قسم التأهيل والروماتيزم فى مستشفى قصر العينى، على تبرعات الأساتذة العاملين فى القسم لصرف الدواء للمرضى، تقول الدكتورة «نشوى» وهى تبدى غضبها من أن الدولة لا تعير الأمراض الروماتيزمية أى اهتمام، بحسب تعبيرها.
وتوضح أنّ هناك مستويات مختلفة من العلاج تُحدد لكل مريض حسب نسبة التشوه ومدى استجابته للعلاج: المرحلة الأولى وهى الدواء رخيص الثمن الذى يوفّره القسم للمرضى، وليست هناك أى مشكلة فى صرف هذا العلاج للمرضى، أما فى حالة عدم فاعلية الدواء، ننتقل إلى المستوى الثانى ثم الثالث، وكلما انتقلنا من مستوى إلى آخر ترتفع تكلفة العلاج ونتألم كثيراً عندما نجد أنفسنا عاجزين عن صرف الدواء للمريض لعدم وجوده.
«الحالات التى لا تستجيب لتلك المستويات تتجه إلى العلاج البيولوجى وهذه كارثة»، تقول الدكتورة «نشوى»، وتشير إلى أنّ التكلفة الشهرية للعلاج البيولوجى لمريض واحد من الممكن أن تصل إلى 8 آلاف جنيه شهرياً، وهو أمر من الصعب جداً على القسم أن يوفّره للمرضى، كما أن غالبية المترددين على المستشفى من محدودى ومعدومى الدخل، وهم لا يستطيعون بالطبع شراء هذا العلاج باهظ الثمن من الخارج.
عدم تقديم الدولة العلاج اللازم للمريض يخالف نص المادة رقم 18 من الدستورى المصرى، الذى نص على أن «تلتزم الدولة بإقامة نظام تأمين صحى شامل لجميع المصريين يغطى كل الأمراض، وينظم القانون إسهام المواطنين فى اشتراكاته أو إعفاءهم منها طبقاً لمعدلات دخولهم، ويجرم الامتناع عن تقديم العلاج بأشكاله المختلفة لكل إنسان فى حالات الطوارئ أو الخطر على الحياة».
وتقول الدكتورة «نشوى»: «لا توجد فى قصر العينى الإمكانات اللازمة لتغطية علاج المرضى بالبيولوجى، عدد كبير من المرضى لا نستطيع علاجهم، إلا أنّ هيئات كالشرطة والقضاء والقوات المسلحة تُعالج أعضاءها والعاملين فيها وتتكفل هى بصرف العلاج اللازم».
توقفت القوافل العلاجية التى ينظمها قصر العينى منذ عامين تقريباً، وستعود تلك القوافل فى يوم 17 فبراير المقبل، بانطلاق القافلة التى سيشارك فيها قسم الروماتيزم للتوعية بمرض «الروماتويد» وغيره فى المناطق التى تعانى جهلاً بالمرض.
تلقى الدكتورة «نشوى» باللوم على وسائل الإعلام لعدم قيامها بدورها اللازم فى التوعية بالمرض، وتعتبر أن الصعيد من أكثر المناطق التى يعانى قاطنوها جهلاً كبيراً بالمرض وأعراضه.
وتتابع: «المرض مزمن ولا يتوقف المريض عن تلقى العلاج بل يمكن تقليل الجرعة التى يتناولها، ولكن لا يمكن وقف العلاج، هناك اختلاف بالنسبة للعلاج البيولوجى هناك من ينصح بوقف العلاج مع تحسن الحالة وهناك من يعارض ذلك». وتقول إن من 30 - 40 مريضاً يترددون على قسم التأهيل والروماتيزم فى المستشفى يومياً مصابين بـ«الروماتويد».
«تظهر نتائج التحاليل التى يخضع لها بعض المرضى إيجابية وجود (الروماتويد) فى الدم، وهنا يكتشف المريض أنّه مصاب بالمرض»، هذا اعتقاد خاطئ يسود بين المرضى، توضح الدكتورة «نشوى»، وتقول إنّ وجود «الروماتويد» فى الدم لا يعنى إصابة المريض، وعدم وجوده فى الدم أيضاً لا يعانى سلبية الإصابة، وتصل درجة التشوه فى بعض الحالات إلى تيبس المفصل، وفقدان الحركة والعجز الكامل.
وتطالب أستاذ الأمراض الروماتيزمية وزارة الصحة بالاضطلاع بدورها فى توعية الناس بالمرض عن طريق تنظيم المؤتمرات والاستعانة بالأطباء المختصين من أساتذة الروماتيزم، وعدم اللجوء إلى أساتذة العظام للحديث عن كل ما يتعلق بالعظام لأن لكل طبيب تخصصه الذى يفهم فيه ويلم به.
وتقول الدكتورة «نشوى» إنّ جامعة القاهرة لا ترسل أى بعثات تعليمية إلى الخارج، ويبقى الاعتماد الكلى على ما ينقله الأساتذة الذين يحضرون مؤتمرين سنويين للجمعية الأوروبية لأمراض الروماتيزم، والكلية الأمريكية للروماتيزم، إلى الطلبة.